على الرغم من إصابته
برصاصة قناص إسرائيلي أفقدته ساقه اليمنى يصر الفتى محمد أبو حسين من غزة على
تحدي الإصابة والانطلاق في العام الدراسي الجديد مستعينا بعكازتين.
ويغادر الفتى أبو حسين، منزله في مخيم جباليا للاجئين
الفلسطينيين، شمال غزة، ويقطع الأزقة على ساق واحدة مستنداً إلى عكازيه، في طريقه
إلى مدرسته.
رحلة يومية شاقة يصرّ
محمد (13 عاما) على القيام بها، متحدّيا وضعا جديدا لم يألفه من قبل، وهو الذي
حرمته رصاصة إسرائيلية من ساقه قبل أشهر، لتجبره على الاستعانة بعكازين حتى يتمكّن من
السير.
لم يكن من السهل على
فتى بعمره تقبل وضعه الجديد وهو يستهل عاما دراسيا آخر، في وقت يرى فيه أقرانه وهم
يركضون أو يسيرون باتجاه مدارسهم، والفرحة تغمر نفوسهم، مرتدين ملابس جديدة وأحذية
لامعة، فيما يقطع هو الأزقة ببطء شديد، بعكازين ما زال لم يتعود على طريقة
استخدامهما بشكل كاف.
وكان الفتى أصيب في
حزيران/ يونيو الماضي برصاصة إسرائيلية تسببت في بتر ساقه اليمنى على الفور بسبب
خطورة الإصابة خلال مشاركته في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار قرب منطقة
جباليا.
وتعرض محمد للإصابة على بعد أكثر من 600 متر
من المنطقة العازلة في قطاع غزة وتساءل: "بأي ذنب أطلق الجيش الإسرائيلي
الرصاص علي وحرمني من ساقي للأبد".
ورغم الإعاقة، فإن
محمد أعرب عن تمسكه بحق العودة، مشيرا إلى أنه سيظل يطالب بهذا الحق "عبر
كافة الأدوات السلمية".
واسترجع محمد لحظة
إصابته، قائلا: "في تلك اللحظة رأيت قدمي وكأنها مقطوعة، وتوسّلت للمسعف الذي
حملني حينها بأن لا يقطع قدمي".
ورغم التطمينات التي
حصل عليها من المسعفين، إلا أن محمد شعر بالصدمة حين استيقظ من عمليته الجراحية
داخل المستشفى، ووجد نفسه بدون ساقه اليمنى.
وبفقدان ساقه دخل
محمد مرحلة مختلفة تماما من حياته، فقد بات الفتى منذ الحادثة يشعر بحدوث تغيرات
كبيرة على حياته، حتّى إن أصغر التفاصيل اليومية أصبحت عبئاً عليه، كما يقول.
ويقول: "الكثير
من التفاصيل الصغيرة باتت اليوم صعبة وكبيرة.. وأشعر في بعض
الأوقات بالحزن لما آلت إليه الأمور".
أصبح لتفاصيل الحياة
التي كان يراها في السابق عادية وبديهية، ثقل، تماما كما أضحت مجرد فكرة الذهاب إلى
أي مكان تتطلب تفكيرا عميقا منه.
تفاصيل صغيرة لا يكترث
لها المرء حين يكون سويا، لكن بمجرد فقدان وسيلته في تحقيقه، يصبح الأمر برمته
مختلف تماما، حتى إن "عملية الصعود والنزول عن السلالم باتت أمراً مرهقاً
للغاية وأنا أستند إلى العكازين"، كما يقول محمد.
وما يرهق الفتى أكثر
هو الحمل الثقيل الذي باتت تشكله الحقيبة المدرسية والكتب التي بداخلها، وهو يسير
في طريقه إلى المدرسة كل يوم.
كما أن كرة القدم التي
كان محمد شغوفا باللعب بها، لم يعد قادرا على ركلها بالشكل الصحيح.
فاليوم، يقف محمد أمام
الكرة المستديرة حائراً، فكيف له أن يسدد ركلته مستخدماً قدمه اليُسرى التي لم
يعتد قط على استخدامها في الركل؟
وليس ذلك فقط، وإنما
حرمته الإعاقة أيضا من مواصلة ممارسة هوايته في ركوب الدراجات الهوائية، والتي كان
يطمح أن يطوّرها في وقت لاحق.
كما أن رياضة السباحة
التي كان محمد يحب ممارستها أيضا لم يعد اليوم قادراً على ذلك بفعل الإعاقة.
استقالة 15 قاضيا فلسطينيا بالمحكمة العليا.. لهذا السبب
فلسطينيون يتجهون لحدود غزة دعما للطواقم الطبية والإعلامية
الاحتلال يمنع فلسطينية من مرافقة ابنها المصاب بالسرطان