فى أسبوع واحد فقط، سمعنا عن مجموعة من الجرائم في المنطقة العربية من لبنان إلى المغرب مرورا بمصر، والقاسم المشترك الأكبر بينها هو الوحشية المطلقة، التي ما كانت تخطر على بال أي شخص قبل سنوات قليلة.
في مصر كانت هناك مجموعة من الجرائم النوعية أبرزها ما عرف باسم "قتيل الرحاب" حينما استدرج شخص خطيب ابنته وقتله، ثم حفر له قبرا فى مطبخ الشقة ودفنه ووضع فوقه فحما ومواد كيماوية لمنع انبعاث الرائحة، ثم قام بتبليط المطبخ مرة أخرى!!
في الوقت ذاته تقريبا، كانت جريمة مقتل الطفلين محمد وريان وإلقائهما في بحر فارسكو يوم العيد، والمتهم في الجريمة، حتى الآن، هو والدهما محمود نظمي السيد.
وتقول الشرطة إنه اعترف بقتلهما، لكن غالبية أهالي قريته ميت سلسيل بالدقهلية يرفضون ذلك، ويقولون إن هناك لغزا كبيرا في القضية، وربما أشخاص آخرون تورطوا مع الوالد المتهم في جرائم أكبر قد يكون من بينها تجارة الآثار أو المخدرات أو جرائم شرف.
على المنوال ذاته، تم اتهام ربة منزل فى المنيا تدعى شيماء بإلقاء طفليها محمد "خمس سنوات" وهاني "6 شهور" في ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسى بقرية صفط الخمار. فغرق الأول وتم إنقاذ الرضيع الثاني في اللحظات الأخيرة.
وطبقا لتحريات المباحث، فهناك خلافات بين الزوجة وزوجها بسبب سوء معاملته لها ورفضه الدائم زيارتها لأسرتها. وبالطبع هو أمر غريب أن يكون مثل هذا السبب "التافه" دافعا لأم أن تقتل أولادها!!
الجريمة التي لا تقل بشاعة، بل ربما تزيد بمراحل هى ما حدث داخل سوبر ماركت ببلدة برج اليهودية بشمال لبنان، قبل أيام قليلة.
محمد علي الدهيبي دخل السوبر ماركت، وفوجئ بأن الأسعار مرتفعة جدا، ودخل في جدال مع صاحب المحل، وانتهى أنه لعن الظروف، ويقال إنه سب الدين.
شخص يرتدي عمامة دينية كان موجودا، ويدعى الشيخ خالد الدهيبي -لا يمت بصلة قرابة له- لم يعجبه كلام الشاب، فقال له: ألا ترى أن ما قلته يمثل إساءة للذات الإلهية.. هل كفرت؟! فرد عليه: وما دخلك أنت، إذا كنت كافرا أم لا؟!!!
انتهى الأمر وبعد فترة خرج الشاب من السوبر ماركت، ليتفاجأ بأن الشيخ خالد يقطع عليه الطريق، ومعه أشقاؤه حاملين السكاكين والسواطير، وقاموا الشاب بطعن الشاب في أماكن متفرقة من جسده، ثم قاموا بقطع كعبى قدمه، كي لا يتمكن من معاودة الوقوف والمقاومة، وبعدها شقوا صدره وأخرجوا قلبه، ومنعوا أي شخص من التدخل لإنقاذه، حتى فارق الحياة.
بعض التقارير اللاحقة حاولت نفى إخراج القلب من الصدر، ورأت أن ما قيل مبالغ فيه، لكن شهود عيان قالوا لوسائل الإعلام اللبنانية إنهم شاهدوا ذلك بأنفسهم.
وقبل أيام هزت جريمة بشعة المغرب الشقيق، حينما قام عشرة أشخاص أعمارهم تتراوح بين 18 و20 عاما، باختطاف فتاة قاصر عمرها 17 عاما، وتناوبوا على اغتصابها على مدى شهرين، لكن الأغرب هو التفنن في خط وشوم وكتابات غير مفهومة على أعضائها الحساسة، وكذلك إطفاء السجائر في أماكن متفرقة من جسدها.
تلك عينة من الجرائم التي وقعت في الأيام الأخيرة. والغريب أنها تزامنت مع أيام أعياد مباركة لدى المسلمين والأقباط.. والسؤال هو: ما الذي حدث للعرب والمسلمين ليصلوا إلى هذه المرحلة المنحطة، بحيث يسهل على الآباء والأمهات، أن يقتلوا أبناءهم بهذه السهولة.. كيف يمكن لمجموعة من الشباب أن يغتصبوا فتاة قاصرا ويعذبوها بهذه الوحشية؟!!
لا أتحدث عن الجرائم، فتلك تقع في كل زمان ومكان، وستظل تقع حتى تقوم الساعة، لكن السؤال هو: ما الذي حدث لنا لكي نصبح بمثل هذه الوحشية.. وهل صار بعضنا يقلد طريقة داعش فى الإجرام؟!
(عن صحيفة الشروق المصرية)