نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا، قالت فيه إن هيئة تحكيم دولية، أصدرت قرارا يقضي بتغريم مصر بدفع مبلغ ملياري دولار، لفائدة مشروع مشترك يضم شركتين إسبانية وإيطالية، على خلفية توقف إمدادات الغاز نحو وحدة إسالة تابعة له بدمياط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حكما قد صدر بدفع مبلغ 2 مليار دولار لفائدة الكونسورتيوم المكون من شركتي ناتورجي الإسبانية وإيني الإيطالية، في إطار تسوية بينها وبين مصر حول إمدادات الغاز.
وقد أصدرت هذا الحكم هيئة تحكيم تابعة للبنك الدولي، في خطوة يمكن أن تسرع باستئناف تصدير
مصر للغاز الطبيعي المسال.
وذكرت الصحيفة إن هذا الحكم الصادر عن المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار، يأتي بعد أن أوقفت مصر إمدادات الغاز نحو مصنع الغاز الطبيعي المسال في دمياط، التابع لكونسورتيوم إنيون فينوزا غاز، في وقت واجهت فيه البلاد نقص في موارد الطاقة على إثر الأزمة السياسية التي عصفت بها إثر الربيع العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنيون فينوزا غاز رفعت دعوى قضائية أمام المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار، في 2014، وقد توصلت هذه الهيئة التحكيمية في يوم الإثنين إلى أنها من خلال وقفها إمداد الغاز، فشلت مصر في توفير معاملة عادلة ومنصفة لهذه الشركة، وهو ما يتعارض مع اتفاقية حماية الاستثمار الثنائية المبرمة بين إسبانيا ومصر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذا النوع من القضايا، أن مبلغ التسوية، وقدره 2 مليار دولار، سوف تدفعه مصر في شكل إمدادات غاز جديدة نحو مصنع دمياط، ولن تدفعه نقدا.
وقالت الصحيفة إن شركة ناتورجي، المعروفة سابقا باسم "غاز ناتورالي فينوزا"، ذكرت في بيان لها أن مبلغ التسوية سوف يمكنها من التوصل لاتفاق شامل مع مصر، لاستئناف ضخ الغاز نحو المصنع، بعد أن توقف لمدة أربع سنوات.
وفي سياق آخر، ذكرت الصحيفة أن مصر كانت تمثل موردا هاما للغاز الطبيعي المسال خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه من المنتظر أن تستأنف تصديرها لهذه المادة في المستقبل، على إثر مجموعة من الاكتشافات الهامة لحقول غاز طبيعي، من بينها حقل زهر العملاق، الذي اكتشفته إيني الإيطالية في المياه المصرية في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت الصحيفة إن الغاز الطبيعي المسال أصبح قطاعا ذو تنافسية عالية، منذ أن انسحبت منه مصر، بعد أن انطلقت الصادرات من الولايات المتحدة، وارتفع أيضا نصيب أستراليا في السوق العالمية، ليتحول هذا الغاز شديد البرودة إلى قطاع حيوي.
وأكدت الصحيفة أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال من المنتظر أن يرتفع بنسبة 50 في المائة بين 2015 و2020 ،ولكن الزيادة السريعة في الطلب من الصين وبقية الأسواق الصاعدة، تجعل من المستبعد أن تصاب الأسواق بالتخمة.
وقالت الصحيفة إنه من المنتظر أن يتطور دور مصر كدولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في السنوات المقبلة، باعتبار أن حقل زهر سيضيف حصة معتبرة إلى هذا السوق. وقد دخل هذا الحقل في طور الإنتاج في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الموجود فيه يصل إلى 30 تريليون قدم مكعب، وهو ما يجعله واحدا من أكبر الاكتشافات خلال العقدين الأخيرين.
ومن المنتظر أن يرتفع الإنتاج في هذا الحقل إلى 7.2 مليار قدم مكعب يوميا، بحلول 2019 .وهو مملوك لشركة إيني الإيطالية، الشريك الثاني في الكونسورتيوم المسمى إنيون فينوزا غاز، الذي يعد أكبر منتج للغاز في مصر، حيث يبلغ إنتاجه الحالي ما يعادل 320 ألف برميل من النفط يوميا.
وقد ارتفعت قيمة أسهم شركة ناتورجي إلى مستويات قياسية لم تبلغها منذ 2014، وذلك يوم الإثنين إثر الإعلان عن هذه التسوية، لتنهي مداولاتها بارتفاع بلغ 5.2 بالمائة، ولتبلغ قيمة السهم 27.23 يورو، فيما ارتفعت أسهم شركة إيني بنسبة 6.0 بالمائة، لتبلغ 8.16 يورو للسهم.
"التايمز" تكشف تفاصيل الصورة المسربة لمبارك
نيويورك تايمز: عندما يبدأ صلاح الهجوم فاستعد للعاصفة
الغارديان: حكم ببريطانيا يجدد الجدل حول وفاة سائحين بمصر