نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن فترة حياة الحيوانات التي تتميز بالغباء في تصرفاتها، ولا تعتبر صفات على غرار الذكاء والسرعة من العوامل التي تطيل عمر الحيوانات، فمن خلال مراقبة ردة فعل بعض الحيوانات، اتضح أنه كلما كان الحيوان غبيا في البرية طال عمره، بينما قد يضع الفضول حدا لحياة بعض الحيوانات.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه في عالم البشر لا ينجح في حياته ووظيفته سوى الشخص الذكي،
وهو ما سيجعله يحظى بحياة صحية وينعم بعمر مديد، ويرى الباحثون في المجلة المتخصصة
"فيلسوفيكال ترانزاكشنس ب" أن هذا المبدأ لا ينطبق على عالم الحيوانات،
لأن فرص النجاة في البرية لا ترتبط بالذكاء، وقد أشار فريق من الباحثين في جامعة
إكزتر برئاسة جواه مادن إلى هذا المبدأ في دراسة بعنوان "الحيوانات الأسرع،
هي التي تموت".
وذكرت الصحيفة أن العلماء أخضعوا نحو 150 فرخا من
طائر الدراج لعمليتي تعلم، وكانت عملية التعلم الأولى تتمحور حول تعليم الفراخ
كيفية نفض الغبار عن الطعام، وقد وضع العلماء عدة أوعية بلونين مختلفين، حيث كان
الوعاء الأخضر يحتوي على الطعام، بينما كانت بقية الأوعية الزرقاء فارغة، وبعد أن
فهمت صغار الدراج العملية الأولى، انتقل العلماء للمرحلة الثانية حيث قاموا بتغيير
الوضعية ووضعوا الديدان في وعاء باللون الأزرق.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق الباحثين دون الملاحظات
المتعلقة بالمدة التي استغرقتها هذه الفراخ لفهم الوضع الجديد، وبعد بضعة أسابيع،
أطلقوهم في محمية كبيرة وراقبوهم لمدة أربعة أشهر، ليتمكنوا من معرفة الطيور التي
تمكنت من الصمود حتى الشهر الرابع، والأخرى التي كانت فريسة لأحد الحيوانات أو
ضحية أحد الصيادين، وقد اكتشف الباحثون أن الطيور التي عانت صعوبة في فهم
التجربتين السابقتين كانت فرص نجاتها داخل المحمية أكبر مقارنة بالطيور التي فهمت
التجربتين بطريقة أسرع.
اقرأ أيضا: لأول مرة.. افتتاح فندق لرعاية القطط في دمشق
وأفادت الصحيفة بأن الدراسة أكدت أن القدرات
الإدراكية الضعيفة تحت ظروف معينة تكون مصحوبة بمميزات بدنية، ويبدو أن القدرات
الإدراكية للحيوان تؤثر بصورة أو بأخرى على فرص نجاته في الحياة، وينطبق الأمر
نفسه على فراخ طائر الدراج.
فقد وضعت تلك الفراخ داخل منطقة محمية محاطة بالسياج، تتحرك فيها بحرية كاملة بعيدا عن الحيوانات المفترسة، مع وجود طعام وفير، وكانت قادرة على الطيران بعيدا عن المحمية لكنها لم تفعل، أما الطيور الذكية فتتمتع بروح المغامرة، وغادرت المحمية أكثر من نظيراتها "التي تتسم بالغباء"، ولهذا السبب، كانت فريسة سهلة للصيادين والحيوانات المفترسة.
وأوردت الصحيفة أن النظرية التي خلص إليها فريق
البحث يشوبها القصور، ولكنها مع ذلك قدمت دليلا ملموسا على أن القدرات الإدراكية
المتقدمة ليست أمرا مرغوبا فيه على الدوام، بل بالعكس، قد يكون لها بعض العيوب
أحيانا، وتوجد أدلة على هذه النظرية في أنواع أخرى من الحيوانات، حيث أن ذبابة
الفاكهة التي يتم تربيتها على قدرات تعليمية معينة تمتلك فرصا أقل في النجاة.
وأكدت الصحيفة أن أداء ذكور عصافير الدوري كان جيدا
في بعض الواجبات التعليمية، ولكنها كانت تصدر زقزقات صغيرة، وذلك من شأنه أن يؤثر
بلا شك على حياة عصافير الدوري بصورة سلبية، في المقابل، نشر فريق من اختصاصي
الرئيسيات برئاسة فرانسيسكا هوبنر في جامعة غوتينغن، دراسة في مجلة "
فيلسوفيكال ترانزاكشنس ب"، حول الليمور الفأري رمادي اللون، وقد خضع هذا
الحيوان لاختبارين من اختبارات القدرات الإدراكية، وقد أكدت الدراسة أنه لا توجد
علاقة بين القدرات الإدراكية وفرص النجاة في الطبيعة بالنسبة للرئيسيات الصغيرة.
وفي الختام، أكد البروفيسور مادن في الدراسة التي
نشرها أنه توجد علاقة بين القدرات الإدراكية والقدرات البدنية، ولكن يجب التعامل
معها بحذر دون تعميمها، ومن الواضح أن الحيوانات التي اتسمت نتائج اختباراتها
بالغباء عاشت مدة أطول من غيرها.
افتتاح فندق للحيوانات في ولاية وسط تركيا (صور)