أكد كاتب
إسرائيلي، أن
حركة "
حماس" تمكنت من تشويش الصورة لدى الإسرائيليين، حتى بات الكثير
منهم يعتقد أنه بمجرد رفع الحصار عن
غزة سيهدأ الوضع على السياج، في الوقت الذي
يخطط فيه مليون
فلسطيني بغزة من أجل العودة لديارهم وقراهم.
"ليس
واضحا لي ماذا تحاول هذه الحكومة تحقيقه تجاه حماس؟"، سؤال طرحه إسرائيلي عبر
مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى أن "إثابة العنف بالتسهيلات هي وصفة مضمونة
لتصاعده"، منبها، وفق ما نقله الكاتب الإسرائيلي، مئير عوزيئيل، أن "هذا
هو السبب الذي توقفنا من أجله عن التصويت لليسار، فهل سيتعين علينا أن نتوقف عن
التصويت لليمين الإسرائيلي أيضا؟".
وفي تعليقه على ما
ذكره الشاب الإسرائيلي، أوضح الكاتب عوزيئيل في مقال له بصحيفة "معاريف"
العبرية، أن "هذا هو تساؤل معظم الإسرائيليين في هذه الأيام".
وأضاف: "إذا كان
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والوزير أفيغدور ليبرمان، لا ينجحان في بلورة خطة
تجاه المنظمات في غزة، فلمن يتوجه الإسرائيلي الذي يريد أن يحافظ على ما بنته
إسرائيل في سبعين سنة من عمرها؟".
وأضاف: "وماذا
يفعل المقيم في غلاف غزة الذي لا يريد أن ينام بعين واحدة مفتوحة؛ لأنه في كل لحظة
قد يركض نحو الملاجئ أو أن عليه يطفئ حريقا؟"، بحسب عوزيئيل الذي أكد أن
المجتمع الإسرائيلي "بات يائسا وعديم الثقة تجاه كل السياسيين الإسرائيليين
وخاصة الحازمين منهم".
وتساءل: هل الإسرائيلي
الذي اقتبست أقواله في البداية، سيصل إلى صندوق الاقتراع أم لا؟ وفي حال لم
ينتخب فهذا "سيء جدا"، مضيفا: "يحتمل أن يتعين على الإسرائيليين أن
يبدأوا بالتصويت في الانتخابات بمصر، إذ أن هناك يتقرر مستقبلنا الآن".
ورأى أن
"نجاح" الفصائل الفلسطينية وحركة "حماس"، بأن "يناوروا
ويدفعوا إسرائيل لمكان تكون فيه عديمة الوسيلة هي انتصار لهم"، منوها أنهم
"عملوا في ظل انعدام تام للأمل في مواجهة قوة إسرائيل، ولكنهم نجحوا في
الوصول إلى وضع شبه متساو في القوة في ظل استغلال شقوق في الحالة النفسية
والسياسية في إسرائيل".
وأكد عوزيئيل، أن
"هذا إنجاز لا يصدق"، مضيفا: "يزعجني التفكير في ما كانوا سيحققونه
لو كانت لهم قوة أو لم يكن قطاع غزة محاصرا".
واعتبر أن "إحدى
الإنجازات الكبرى لغزة؛ هي الضائقة التي يشعر بها الإسرائيلي في ضوء الوضع
هناك"، مضيفا: "هكذا جعل الفلسطينيون الوضع الذي يتسببون به لأنفسهم قوة،
بوساطته يشوشون علينا حتى نفقد إحساس الدفاع عن النفس"، وفق قوله.
واعترف الكاتب
الإسرائيلي، أن "حماس نجحت في إحداث هذا التشويش، حتى بات الكثير من
الإسرائيليين يؤمنون بأن الفلسطينيين في غزة يتظاهرون لأنهم يريدون رفع الحصار
وسيهدؤون إذا ما رفع".
وذكر أن "الحقيقة
الواضحة لكل عين هي أن مظاهرات الفلسطينيين على السياج، هي بسبب مطالبتهم بالعودة
إلى ديارهم وقرى أهاليهم، فهم يسمون هذا مسيرات العودة".
ولسبب ما، "يقول
الإسرائيليون لأنفسهم إن المظاهرات هي ضد الحصار وبسبب الضائقة الاقتصادية وأنهم
سيهدؤون إذا تم إعمار القطاع"، وفق عوزيئيل الذي نوه أنه رغم الاختلاف بين
نتنياهو ووزير التعليم نفتالي بينيت إلا إنهما "لا يقولان لنا ولأنفسهم
الحقيقة".
ونبه أنه "في غزة
لا يسكن فلسطينيون يريدون فقط أن يعيشوا حياتهم بهدوء، هناك أكثر من مليون فلسطيني من بين 1.8 نسمة، هدفهم العودة"، لافتا أنه "ليس هناك حزب إسرائيلي يعرف
كيف يحل هذا الوضع".