قال مستشرق إسرائيلي إن "تجديد فرض العقوبات الأمريكية على إيران من شأنه إثارة جملة سيناريوهات ميدانية متوقعة، ما يجعل طهران تسابق الزمن لشراء مزيد من الوقت للعودة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى العظمى".
وأضاف المستشرق الإسرائيلي في موقع ميدا الإخباري مردخاي كيدار، أن "الطريق الوحيد لإسقاط النظام الإيراني هو استمرار المزيد من العقوبات والضغط الاقتصادي، مع التهديد بالخيار العسكري".
وأوضح في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ قبل يومين، وبداية إلغاء الشركات العالمية لعقودها مع نظيرتها الإيرانية خشية فقدان فرص استثماراتها في السوق الأمريكية، يعتبر مقدمة لما سيحصل بعد ثلاثة أشهر حين تزداد العقوبات جرعة ثقيلة، ستشمل شركات الطاقة والبنوك".
وأشار كيدار، وهو أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الإسرائيلية، إلى أن "نتيجة العقوبات أن إيران سوف تفقد جزء كبيرا من مقدراتها المالية التي تتحصل عليها من النفط والغاز ومنتجاتهما، باستثناء إبقاء الصين وروسيا اللتين على علاقاتهما التجارية مع إيران".
الكاتب استعرض سيناريوهين متوقعين للعامين القادمين في ظل "الافتراض السائد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيواصل ضغوطه الاقتصادية على إيران، ويضع اقتصادها أمام تحديات صعبة".
وأوضح أن "السيناريو الأول يشمل استمرار المفاوضات بين الجانبين، طهران وواشنطن، وهو الخيار الأكثر تفضيلا للنظام الإيراني، والأسوأ للشرق الأوسط والعالم كله، لأنه يعني إعادة الإيرانيين لطاولة المفاوضات مع الدول العظمى، بعكس الرغبة الأمريكية".
وأشار إلى أن "الإيرانيين يهدفون لكسب مزيد من الوقت للوصول إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، على أمل ألا ينجح ترامب في ولاية رئاسية ثانية، ويأتي رئيس ديمقراطي، الذي سيعيد بنظر الإيرانيين الالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015".
أما السيناريو الثاني، فيتمثل "بانهيار الوضع الإيراني كله من الداخل، في أعقاب التطورات المتزايدة داخل إيران ذاتها في الشهور الأخيرة، باتجاه إمكانية انهيار المنظومة الاقتصادية، دون أن يعني الانهيار السياسي للدولة".
اقرأ أيضا: هكذا علّق خامنئي بعد سريان عقوبات أمريكا ضد بلاده
واستدرك قائلا إن "حالة التضخم تزداد بصورة كبيرة، ووصلت معدلاتها في الأيام الأخيرة إلى 130%، فيما فقدت العملة المحلية 80% من قيمتها في الشهور الأخيرة، ما زاد من تراجع ثقة الإيرانيين في اقتصادهم المحلي، وقدرته على الصمود في ظل فرض العقوبات الثقيلة".
وأوضح أن "المظاهرات المحلية في شوارع المدن الإيرانية الكبرى أصبحت حدثا يوميا، وقد فقد المواطنون الخوف من مؤسسات الدولة، وباتوا يوجهون غضبهم نحو السلطات التي أنفقت المليارات على الحروب الدائرة في اليمن وسوريا والعراق، وأصبحت شعارات "الموت للدكتاتور" مسموعة بصورة دورية في إيران".
وختم بالقول إن "المعاناة الاقتصادية التي يعانيها الإيرانيون جعلت ملايين المزارعين، خاصة في إقليم أصفهان، جوعى وظمأى، لأن الدولة لم تستثمر في بناهم التحتية، وفضلت إنفاق مقدراتها المالية خارج الدولة بدلا من صرفها على مواطنيها".
صحيفة إسرائيلية: عقوبات أمريكا تعزز من نفوذ إيران عالميا
يديعوت تتحدث عن اغتيال "إسبر" بريف حماة.. ما علاقة إيران؟
مؤرخ عسكري إسرائيلي يكشف شكل المعركة الهجومية على إيران