لم يُخفِ الأردن تفاؤله بتسلم النظام السوري، معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أن وافقت المعارضة على اتفاق يقضي بإجلاء من يريد منهم إلى إدلب، وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء منهم في درعا، وينص على تسلم النظام للمعبر الحدودي.
وكانت محافظة الرمثا
الحدودية أول المتضررين من إغلاق المعبر، بسبب توقف التجارة البينية مع سوريا،
وتوقف عمل "البحارة" من أبناء المحافظة عن نقل البضائع بين البلدين.
وقالت وكالة أنباء
النظام السوري "سانا" في 7 تموز/ يوليو، إن عناصر جيش النظام انتشرت على المعبر وتسلمته رسميا، بعد
سيطرة المعارضة عليه لما يقرب من ثلاث سنوات.
رئيس غرفة تجارة
الرمثا، المحافظة الحدودية مع سوريا، عبد السلام ذيابات، قال إن المحافظة من أكثر
المتأثرين بإغلاق المعبر مع سوريا، وإن تسلم النظام السوري للمعبر أعطى تفاؤلا
للأردنيين، مشيرا إلى أنه يفضل النظام على الفصائل المعارضة لتسلم الحدود.
وأشار لـ"عربي21"
إلى أن تسلم النظام يعني أمنا اقتصاديا للأردن، متوقعا أن يعود العمل على المعبر
خلال شهرين، لتعود التجارة البينية مع سوريا من جديد.
اقرأ أيضا: هل تنفس الأردن الصعداء بعد انتهاء معارك الجنوب السوري؟
وذكر ذيابات أن الأردن تربطه علاقات واتفاقات تجارية مع "الدولة السورية" وأن هنالك حركة استيراد وتصدير متبادلة بين البلدين، وأن عودة العمل مع الجانب السوري ستعود بالنفع على الأردنيين.
وختم بأن الشعب السوري
بدأ فعلا بالعمل، وبأنه سيعيد نفسه قريبا وستتحسن الأوضاع على الحدود الشمالية مع
الأردن.
ويعول الأردنيون، كما
اللبنانيون، على عودة مرور الشاحنات التجارية عبر سوريا، غير أن التجارة برا مع
تركيا ربما تتأخر بسبب سيطرة المعارضة على المعابر مع تركيا، وإيقاف الأتراك العمل
بالمعابر التي تسيطر عليها قوات نظام الأسد.
ويسيطر النظام السوري
على جميع المعابر الحدودية مع لبنان الأمر الذي سيسهل أي حركة تجارية بين الأردن
ولبنان، أو عبره إلى دول الجوار.
الكاتب الأردني، عريب الرنتاوي، قال
لـ"عربي21" إن السوريين بدأوا فعلا بالإنتاج في بعض المناطق، وإن بعض ما
كان يصل للأردن من مزروعات، أو مصنوعات خفيفة، كالأغذية المعلبة، والمنسوجات، بدأت
بالعودة إلى العمل تدريجيا.
على جانب آخر، لفت الرنتاوي إلى أن سوريا
بحاجة إلى استيراد الكثير لا سيما في ما يخص إعادة الإعمار، وأن الاستفادة
الأردنية لن تكون في مجال التجارة فقط، بل في مجالات الاستثمار والمقاولات.
اقرأ أيضا: معابر سوريا مع دول الجوار ومن يسيطر عليها (خارطة تفاعلية)
ونوه إلى أن عائلات أردنية بأكملها في المحافظات المحاذية للحدود السورية تعيش على التجارة بين البلدين.
وأشار إلى أن عودة المعبر للعمل، سيخلق مناخا نفسيا عند السوريين الذين لجأوا من سهل حوران، وقد يدفع هذا المناخ اللاجئين
منهم للعودة إلى بلداتهم، ويخفف من عبء اللجوء على الأردن.
وأشار الرنتاوي إلى أن لبنان أيضا تربطه
علاقات تجارية وسياحية بالأردن، سواء بشكل مباشر، أو من خلال تجارة الترانزيت إلى العراق
والخليج عبر الأراضي الأردنية.
هكذا سيستفيد نظام الأسد سياسيا واقتصاديا من معبر نصيب
ما أسباب انهيار اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري؟
بعد الخسائر في الجنوب.. ماذا تبقى من الثورة السورية؟