قال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف تال ليف-رام إن "عملاء لبنانيين عملوا لصالح المخابرات الإسرائيلية قدموا شكاوى إلى الجهات القضائية الإسرائيلية بسبب ما يعتبرونه إهمالا تعرضوا له بعد 18 عاما على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، حيث يشعرون بأن إسرائيل غدرت بهم، وخانتهم، وأنهم باتوا لا يثقون بمؤسسة الحكم الإسرائيلية".
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "الحديث يدور حول عدد من الجواسيس النوعيين الذين قدموا خدمات كبيرة للمخابرات الإسرائيلية خلال سنوات الاحتلال للقطاع الأمني من جنوب لبنان بين عامي 1982 و2000، وقد توزعوا للعمل بين أبرز وأخطر الوحدات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية مثل 504 في الجيش الإسرائيلي، وآخرين في جهاز الموساد، ومجموعة أخرى في جهاز الأمن العام الشاباك".
وأوضح أن "مستوى الثقة بهؤلاء الجواسيس من قبل إسرائيل وصل إلى حد أن يحملوا بطاقات ضباط في المخابرات الإسرائيلية، لأنهم جندوا جواسيس آخرين لصالحها، وحصلوا على مصادر مهمة، وقاموا بالتحقيق مع أسرى فلسطينيين ولبنانيين، وبعضهم كان يحصل على رواتب مضاعفة تارة من جيش لحد في لبنان، وآخر من جهاز الشاباك".
وأكد أنه "بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 تغيرت أحوالهم إلى الأسوأ، من حيث إهمال الأجهزة الأمنية لهم، وعدم الالتفات لمشاكلهم واحتياجاتهم، ما اعتبروه إهمالا بحقهم، يخل بإمكان أن يعيشوا بكرامة، باعتبار أن سحبهم مع باقي الجنود الإسرائيليين، لم يجر من منطلق قيمي وأخلاقي، وإنما لاعتبارات أمنية واستخبارية، لأنهم في حال بقوا هناك فإنهم سيضرون كثيرا بالمعلومات الأمنية التي يملكونها، وسيحقق معهم الأمن اللبناني".
وقال العملاء إن "الاتفاق معهم كان على أساس توفير راتب مجز وبيت دائم ومركبة، على الأقل، وهي الشروط التي اتفقت بموجبها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع عملائها، بما يوفر لهم ولعائلاتهم أمنا اجتماعيا ووظيفيا داخل إسرائيل".
وبسبب هذا الإهمال الإسرائيلي، فقد "تقدم هؤلاء العملاء بشكوى للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد أجهزة الأمن للإيفاء بتعهداتها لهم، خشية أن يتعرض الراتب المقطوع الذي يحصلون عليه من الدولة للخطر والتوقف نهائيا، وقد طلبت المحكمة العليا من الدولة توضيحات خلال 45 يوما حول تفاصيل القضية، ومعرفة طبيعة الوعود التي حصل عليها الجواسيس اللبنانيون من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".
وأشار محامو العملاء إلى أنه "بعد سنوات من الانسحاب الإسرائيلي تبين لهؤلاء العملاء أن هناك فجوات واسعة بينهم، فمن عمل لصالح جهاز الشاباك كان يتقاضى أربعة آلاف شيكل شهريا، ومن عمل لصالح وحدة 504 التابعة للجيش حصل على سبعة آلف شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل)، رغم ما تلقوه من وعود بشأن الزيادة التدريجية لهذا الراتب المقطوع مع مرور الوقت، وبعضهم حصل على مبالغ تكفي لشراء شقة تمليك، وآخرون لم يحصلوا على شيء بعد".
وقال أحد هؤلاء العملاء: "إننا قدمنا خدمات أمنية لإسرائيل، خاطرنا خلالها بحياتنا وحياة عائلاتنا، واليوم بعد أن تركنا لبنان، وتركنا خلفنا بيوتنا وممتلكاتنا، بتنا نصارع على البقاء فقط، وبات لدينا شعور جمعي بأن إسرائيل خانتنا، وخذلتنا، بل غدرت بنا، بعدما وعدتنا بأنها ستوفر لنا حياة كريمة".
الصحافة العبرية تفضح "العملية الشجاعة" لاستعادة ساعة كوهين
زوجة كوهين تكذب الموساد.. هذه حقيقة "عملية استعادة الساعة"
الموساد يستعيد ساعة جاسوس تم إعدامه قبل 53 عاما (صورة)