وصل المنتخب المصري لكرة القدم لمطار القاهرة، عصر الثلاثاء، في ظل
غياب جماهيري عن استقباله، وسط غضب كبير سيطر على الإعلام المصري، طوال الأيام
الماضية، خاصة بعد الهزيمة من السعودية في ختام دوري المجموعات بنهائيات كأس العالم
المقامة في روسيا.
ودعت
لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري لتشكيل لجنة تقصي حقائق عن هزيمة المنتخب،
والمشكلات التي شهدها معسكره خلال الأيام الماضية، وما تم تسريبه من تجاوزات
لأعضاء اتحاد الكرة، سواء بتورطهم في بيع تذاكر مباراة مصر وروسيا بالسوق السوداء،
أو تورط بعضهم بإجبار لاعبي المنتخب لإجراء حوارات صحفية لصالح قناة تلفزيونية
محددة.
وقال
رئيس اللجنة فرج عامر، في البيان الذي أصدرته اللجنة من روسيا، إن "الكوارث
التي شهدتها مسيرة المنتخب، وإقامته بجروزني عاصمة الشيشان، تحتاج للمساءلة
والمحاسبة العاجلة، سواء من البرلمان أو الجهات المعنية الأخرى".
ورغم العبارات الساخنة التي جاءت بالبيان البرلماني إلا أن محللين
رياضيين شككوا في محاسبة رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة وأعضاء مجلسه، حتى لا يعتبر
الاتحاد الدولي ذلك تدخلا من الجهات الإدارية في عمل اتحاد معترف به دوليا، وهو ما
يمكن أن يعرض نشاط الكرة للتوقف كما جرى بأزمتي الكويت والسودان قبل ذلك.
وطالب المدرب ولاعب الكرة السابق مصطفي يونس رئيس الانقلاب، عبد
الفتاح السيسي، بالتدخل ومحاسبة اتحاد الكرة بتهمة الفساد، ودعا يونس السيسي لحل
اتحاد الكرة، وعدم الانصياع للتهديدات المتعلقة بموقف الاتحاد الدولي. وقال في تصريحات
تلفزيونية إن ما جرى بالمونديال يمثل الفساد في أبشع صوره، واصفا أعضاء الاتحاد
بأنهم من أصحاب المصالح الخاصة.
وكشف لاعب الأهلي السابق رضا عبد العال، في عدة تغريدات عبر حسابه
بتوتير، عن "فضائح" الاتحاد، وقال في إحداها: "أقل لاعب عمل مصلحة من سفرية كأس
العالم، من تصوير ولقاءات مدفوعة الأجر ومصالح من بيع تذاكر، أقل واحد عمل له بتاع
خمسين ألف دولار"، وقال في أخرى: "بالنسبة لأعضاء الجهاز وأعضاء الاتحاد
فسبوبتهم عن طريق تأجير الـ ID للي عاوز يدخل التمرينات وبيع التذاكر المخصصة لهم"، واستكمل
قائلا: "بس التقيلة إن في ناس بالاتحاد بتحارب عشان تجدد لكوبر، ومنهم هاني
أبو ريدة مش عاوز كوبر يمشي".
ودعا هاشتاغ انتشر بالفيسبوك اتحاد الكرة إلى الاستقالة، حيث شهد هاشتاغ
"#استقالة_اتحاد_الكرة"، إقبالا كبيرا من الجماهير المصرية.
ويضيف الناقد الرياضي أحمد عصام لـ "عربي21" أن
الفساد باتحاد الكرة فاق التصورات، ومع ذلك لن تستطيع وزارة الشباب الاقتراب من
أبو ريدة وباقي أعضاء المجلس، للحصانة التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم
للاتحادات المحلية، موضحا أنه كان أولى بالحكومة إقالة اتحاد سمير زاهر وهاني أبو
ريدة، بعد فضيحة صفر المونديال، عندما تقدمت مصر بطلب استضافة مونديال 2010.
وطبقا لعصام، فإن وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية من
حقهم محاسبة الاتحاد، لكن فكرة حله بقرار حكومي ليس مطروحا، موضحا أنه يمكن اللجوء
لأسلوب سحب الثقة من خلال أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، الذين من حقهم الدعوة
لجمعية عمومية طارئة لسحب الثقة وإجراء انتخابات جديدة.
ويشير الناقد الرياضي إلى أن الحكومة يمكن أن تلجأ لهذه الحيلة لأهداف
سياسية وليست نتيجة الفساد؛ لإشغال الرأي العام بقضية جماهيرية يمكن أن تغطي على
ارتفاع الأسعار المضطرد خلال الأيام الماضية، موضحا أن ملف كرة القدم فيه الكثير من
الكوارث، خاصة بعد تدخلات المستشار بالديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ، سواء في
الرياضة أو الإعلام.
وهو ذاته ما ذهب إليه الناقد الرياضي علاء عبد المجيد، الذي أكد لـ"عربي21" أن الاحتفال الزائد بوصول مصر لتصفيات كأس العالم، واستقبال السيسي لأعضاء الفريق، ثم الإشادة بهم بعد أول هزيمة للفريق بالمونديال،
يشكك في جدية الدولة لمحاسبة المقصرين والفاسدين باتحاد الكرة.
ويضيف
عبد المجيد أن الحكومة من حقها محاسبة الاتحاد، وتقديم مخالفات أعضائه لجهات
التحقيق، باعتبار أن الاتحاد يخضع لقوانين الرقابة والمحاسبة المصرية، وهو ما يجب
أن تقوم به الحكومة، خاصة بعد الاتهامات التي وجهتها الجماهير بأن تدخلات سياسية
كانت وراء هزيمة المنتخب لصالح السعودية، وبالتالي علي الحكومة أن تُبرئ ساحتها إن
كانت حريصة على إبعاد هذه التهمة عنها وعن الفريق.
ويشير عبد المجيد إلى أن "الكوارث التي أحاطت ببعثة المنتخب، وفضيحة تحويل
معسكره قبل مباراة روسيا لمسخرة من الممثلين والإعلاميين المحسوبين على النظام،
والأفعال المشينة لبعض اللاعبين، وإصرار الاتحاد على المدرب الأرجنتيني، وفضائح بيع
التذاكر، والسمسرة في اللقاءات التلفزيونية ومقر إقامة الفريق بجروزني التي تبعد 13
ساعة عن مكان مباريات الفريق، كل هذا كفيل بإدخال رئيس وأعضاء اتحاد الكرة للسجن
إذا رغبت الحكومة في ذلك".
"عربي21" تنشر لأول مرة كواليس "هرب" مرسي من وادي النطرون
بيل جيتس ينعى عالما مصريا.. ماذا كتب عنه؟ (شاهد)
ماذا قال أردوغان عن موقف رونالدو من القضية الفلسطينية؟