يشهد الشرق السوري وتحديدا المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بـ"قوات
سوريا الديمقراطية (قسد)" ذات الغالبية الكردية والمدعومة أمريكيا، وصول قوات من جنسيات متعددة، آخرها قوات من إيطاليا، بحسب ما كشفت وكالة "الأناضول" التركية.
وفي التفاصيل، أكدت الوكالة التركية أن الجنود الإيطاليين وصلوا، الأسبوع الماضي، إلى مدينة الحسكة، قادمين من العراق، وتوجهوا جنوبا إلى دير الزور، موضحة أن عدد الجنود لا يتجاوز 20 فردا، بينهم مستشارون عسكريون.
ويأتي وصول
القوات الإيطالية، بعد الإعلان سابقا عن انتشار لقوات فرنسية في المنطقة، وهو ما أثار تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة، لا سيما وأن عدد القوات الإيطالية محدود جدا.
ولدى النظر إلى العدد المحدود لهذه القوات الذي لا يتجاوز 20 عسكريا، أجمع مراقبون على رمزية الخطوة الإيطالية ومحدودية تأثيرها العسكري، ومنهم الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، الذي أكد لـ"
عربي21" وقوف الولايات المتحدة وراء ذلك.
ورأى أن "أمريكا تريد خلط الأوراق وزيادة أطراف الصراع للتملص من التزاماتها تجاه تركيا، ولتخفيف الضغط عليها من قبل تركيا في ملفات كثيرة".
وبالمقابل، وصف أوغلو الخطو الإيطالية بأنها "مقدمة لخطوات مماثلة"، مرجحا أن تشهد الأيام القادمة دخول أطراف جديدة في الساحة العسكرية السورية بشكل مباشر، مثل السعودية والإمارات وغيرها.
ولم يذهب الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، بعيدا عن أوغلو، حيث اعتبر أن "الولايات المتحدة تحاول إشراك أكبر عدد ممكن من الدول في الصراع السوري، وذلك قطعا للطريق على النظام الذي لم يخف نواياه باستعادة المناطق الخارجة عن سيطرته، مدفوعا بدعم غير محدود من موسكو".
وقال لـ"
عربي21": إن "إدارة الرئيس ترامب، تحاول التهرب من المواجهة مع النظام الذي بدأ يعرب عن نواياه باستعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرته"، وذلك في إشارة إلى تهديد رئيس النظام السوري بشار الأسد لقسد بانتزاع المناطق التي تسيطر عليها بالقوة في حال فشل المفاوضات.
وأضاف السعيد، أن "مشاركة أكبر قدر ممكن من القوات الدولية يدخل الطرف الذي يريد التقدم إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية في حسابات معقدة، إذ يتعين عليه قبل التفكير بشن عمليات عسكرية في المنطقة بوجود قوات عسكرية من بلدان عدة، وهو ما يصعب المهمة أمامه".
وتابع، بأن أنظار النظام متوجهة الآن إلى الشرق السوري الغني بالثروات النفطية والموارد الزراعية والمائية، مستدركا بالقول: "لذلك تحاول واشنطن الهروب للأمام من مواجهة عسكرية ما بين أداتها المحلية قسد والنظام".
وتعليقا على اعتبار أوغلو، أن الخطوة ستليها خطوات مماثلة لقوات عربية، قال السعيد "كل المؤشرات تصب في هذا الوارد، ومن غير المستبعد أن يعلن في القريب عن وصول قوات سعودية أو إماراتية أو مصرية لربما".
يذكر أن قوات فرنسية وصلت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى مناطق سيطرة "ب ي د"، وانتشرت في عدد من النقاط فيها، بالإضافة لمشاركتها القوات الأمريكية وعناصر "ب ي د" في المعارك ضد تنظيم الدولة.