شهدت إيران خلال الأيام الماضية تصاعدا غير مسبوق في الهجوم
الإعلامي، بين أنصار ومؤيدي الرئيس حسن روحاني من جهة، وبين المرشد الأعلى علي
خامنئي، حول الملف النووي وخروج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، حيث يحاول كل
طرف تحميل الآخر مسؤولية الفشل.
وهاجم
علي أكبر ولايتي مستشار المرشد، خلال ندوة أقيمت في معهد البحوث الثقافية للثورة
الإيرانية، الرئيس روحاني بشدة؛ بسبب خروج ترامب من الاتفاق النووي الإيراني،
واعتبره اعتمد كثيرا على إدارة أوباما في إنجاح الاتفاق النووي.
وقال
ولايتي، وفقا لصحيفة "وطن أمروز" التابعة لتيار المحافظين: "نحن
نشعر بإهانة في الاتفاق؛ لأن نصه لم يصدر له نسخة باللغة الفارسية".
وأضاف
ولايتي: "في الواقع، الاتفاق النووي كان بداية للدخول في مفاوضات جديدة مع
إيران حول القضايا الإقليمية، حتى لا يكون بعدها لإيران أي تواجد أو حضور بالمنطقة".
وتابع
ولايتي هجومه على الاتفاق النووي وحكومة روحاني، قائلا: "الرئيس الفرنسي
ماكرون خلال اجتماعه مع بوتين طرح مناقشة برامج الصواريخ البالستية الإيرانية
والدور الإيراني بالمنطقة، ضمن المفاوضات التي ستجري حول الاتفاق النووي الإيراني،
لكن بوتين أخبره بصراحة أن برنامج الصواريخ الإيرانية ودور إيران بالمنطقة لا
علاقة له باتفاق إيران النووي".
وهاجم
سعيد جليلي، القيادي في تيار المحافظين ومرشح الرئاسة الإيرانية، الرئيس روحاني،
وطالبه بأن يصدر بيانا ينفي من خلاله مطالبة فرنسا بإدخال برنامج الصواريخ
الإيرانية ودور طهران بالمنطقة في المفاوضات النووية التي ستجري مع إيران، بعد
انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران.
وقال
جليلي، في محاضرة قدمها في مدرسة دار الشفاء في قم: "فرنسا تقول إنها أدخلت
برنامج الصواريخ الإيرانية في المفاوضات مع إيران، وأنهم بالفعل بدأوا في هذه
المفاوضات مع روحاني، ومكتب روحاني لم يكذب ما صرح به الرئيس الفرنسي ماكرون حول
المفاوضات التي ستجري بشأن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وهذا يعدّ تنازلا آخر
من إيران للغرب".
بالمقابل،
رد القيادي الإصلاحي عبدالله ناصري على مستشار خامنئي، واتهمه بأنه يخدع الشعب
الإيراني من خلال تصريحاته حول الاتفاق النووي".
وقال
ناصري: "يبدو أن ولايتي مستشار خامنئي يعلم أن الاتفاق النووي لن ينجح، ويريد
أن يخرج نفسه من دائرة الاتفاق النووي."
وأضاف
ناصري: "أرجو أن الذاكرة تساعد ولايتي، حيث إنه في عام 2012 كانت لديه مهام
لمتابعة بعض الأمور (في الاتفاق النووي )، وزار سلطنة عمان، والتقى بالسلطان
قابوس، وهذا يعني أن موقف النظام الإيراني الثابت هو حل الملف النووي قبل تشكيل
الحكومة الإيرانية من قبل روحاني".
ونشر
موقع "انتخاب" المقرب من الرئيس روحاني لقاء تلفزيونيا لمستشار خامنئي
ولايتي يعود إلى فترة توقيع إيران على الاتفاق النووي، حيث كان يقول ولايتي إن
قرار الاتفاق النووي لم يكن قرارا فرديا، ولم يخص الرئيس روحاني وحده، بل كان قرار
النظام الإيراني، وأنه لم يبقى أمام إيران سوى التوقيع على الاتفاق النووي؛ لأن
الخيار البديل والمتبقي للاتفاق النووي كان خيار الحرب، وإيران تجنبت الحرب من
خلال توقيعها على الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1.
ويقول
الإصلاحيون إنه بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات على إيران،
يحاول المحافظون تبرئة المرشد خامنئي من هذا الاتفاق؛ لتحميل روحاني وحكومته
مسؤولية تدمير برنامج إيران النووي وعودة العقوبات على البلاد أمام الرأي العام
الإيراني".
وكان
من الملاحظ أن وسائل الإعلام المقربة لروحاني بدأت بنشر لقاءات قديمة لمستشاري
خامنئي حول تأييدهم للاتفاق النووي، في إشارة إلى أن الجميع سيتحمل مسؤولية نجاح
أو فشل هذا الاتفاق وليس فقط حكومة الرئيس روحاني التي أصبحت في مرمى وسائل الإعلام
التابعة للمحافظين في إيران.
صحيفة: ترامب يلغي اتفاق النووي.. ماذا يمكن لإيران أن تفعل؟