توقف الباحث الأمريكي الشهير سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن، عند السياسات المثيرة التي تثير المخاوف لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وروى، في تحليل له نشره موقع معهد واشنطن، قصتين مثيرتين عن محمد بن سلمان حدثتا قبل 10 سنوات، وتعبر عن طبيعة شخصيته، ومقولة أخرى أطلقها أمام رموز المجتمع اليهودي الأمريكي خلال جولته الأخيرة في الولايات المتحدة.
وقال هندرسون إن "إحدى الروايات حول ولي العهد السعودي التي يذكرها على ما يبدو كل سفير في الرياض هي "قصة الرصاصة". فحين كان الأمير بن سلمان في سن الثانية والعشرين (قبل 10 سنوات تقريبا)، أراد بناء مهنة تجارية. وحدث مرّة أن احتاج إلى توقيع قاض سعودي على صفقة ما، لكن كانت هناك مشكلة في العقد، لذلك رفض القاضي التوقيع عليه".
وأضاف: "تقول الرواية إن محمد بن سلمان أخرج رصاصة من جيبه، ووضعها على مكتب القاضي. وقال له: "إما أن توقع، وإما تكون هذه من نصيبك". ووقّع القاضي العقد، لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبدالله، الذي منع محمد بن سلمان من الاقتراب من الديوان الملكي".
ويرى هندرسون أن "مثل هذه القصص والمخاوف حول ولي العهد" تدل على أننا أمام رجل "يتمتع بمزاج حاد، ومصمم على إعادة رسم معالم المملكة، وهو في عجلة من أمره. وربما يعتقد ابن سلمان حاليا أن حركة الإصلاح التي بدأها خرجت عن سيطرته، أو ربما اكتشف أنه تحرك بسرعة كبيرة، بشكل أقلق النخبة القديمة التي تحتاج الآن إلى بعض التهدئة. أو ربما نصحه والده -أو قيل له أن ينصحه- بأن عليه أن يُبطئ عجلة التغيير".
وكان هندرسون يتحدث عن "المكاسب الاستثنائية" التي حققها ابن سلمان في ميدان العلاقات العامة مؤخرا، مضيفا: "فولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم المستقبلي للمملكة الذي يتمتع بالجاذبية، قد استمال العالم برؤيته حول دولة جديدة ومعاصرة. وشهدت السعودية حفلات موسيقية مباشرة وافتتاح دور سينما، إلى جانب الكثير من الأحداث الأخرى المخططة في الأصل".
ويتابع: "بعد ذلك، انهار كل شيء؛ فقد ظهرت تقارير مفادها أن الناشطات اللواتي ضغطن من أجل إجراء تغيير في السياسة تم اعتقالهن وسجنهن".
وتساءل هندرسون: "ما الذي يحدث في المملكة؟ ربما يرغب الأمير بن سلمان في إحباط أي احتجاجات شعبية تسعى لتغييرات اجتماعية أو سياسية إضافية (خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، أخبر مسؤول أمريكي كاتب هذه السطور أن الاعتقالات تعكس أسلوب الأمير الشخصي، حتى لو لم يكن اسمه مرتبطا علنيا بها)".
يشبّهونه بصدام حسين
ويقول هندرسون: "في السعودية، يتمّ أحيانا تشبيه محمد بن سلمان بصدام حسين. وغالبا ما يشير السعوديون إلى صدام "الجيد"، الذي كان، كنائب رئيس الجمهورية، القوة المحركة وراء التحديث في بلاده في سبعينيات القرن الماضي. ورغم قسوته، كان هذا الجانب من صدام محترما. وفي وقت لاحق فقط، في الثمانينيات والتسعينيات، أصبح يثير مخاوف واسعة. وقد تحدثتُ إلى سعوديين يخشون أن يتغيّر أسلوب محمد بن سلمان على نحو مشابه".
وتحدث هندرسون عن جولة ابن سلمان في الولايات المتحدة، التي دامت ثلاثة أسابيع. حيث ذكرت بعض التقارير أنه كان محل اهتمام كل من مجتمع الأعمال وقادة المجتمع اليهودي الأمريكي.
وهنا كانت القصة الثانية التي كشفها، حيث قال: "وقد أُفيد بأن الأمير بن سلمان أطْلَع المجموعة الأخيرة (رموز المجتمع اليهودي الأمريكي) على أن مسألة مصير الفلسطينيين ليست ضمن أول 100 قضية تشغل بال السعوديين العاديين، وهي جملة تردد أنها تسببت حرفيا بسقوط بعض الحاضرين عن كراسيهم".
وزير إسرائيلي: دول إسلامية تطور العلاقات معنا وراء الكواليس
مصدران يمنيان: قوات إماراتية ولجنة سعودية تغادر سقطرى
رئيس الوزراء الإثيوبي إلى السعودية بأول زيارة خارج أفريقيا