ترددت أنباء حول نوايا النظام السوري حلّ المليشيات الرديفة لقواته، بدفع روسي، بهدف الحد من حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام.
ونشر مركز "نورس للدراسات" خبرا يشير إلى
قرب الإعلان عن حل المليشيات المسماة بـ"القوى الصديقة"، من دون أن يؤكد
المركز ما إذا كان النظام سيقوم بدمج هذه المليشيات في الجيش، أم سيكتفي بقرار
حلها فقط.
من جانبه، رأى الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي،
طه عبد الواحد، أن "اتخاذ هذه الخطوة أمر مرجح جدا لا سيما في المناطق
البعيدة عن خطوط المواجهات".
وأضاف لـ"عربي21"، أنه "من شبه
المؤكد جدا أن الروس وراء الخطوة إلى حد بعيد، لأن الفلتان الأمني وفوضى
المليشيات يؤثر سلبا على عمل شرطتهم العسكرية، ومن جانب آخر فإن بقاء هذه
المليشيات لن يسمح بالحديث عن استقرار فعلي من الناحية الأمنية في مناطق النظام".
وتابع عبد الواحد قائلا: "لا ننسى أن الدفاع
المدني يصولون ويجولون كما يحلو لهم، وهذه مظاهر مسلحة لا تناسب الروس وتهدد عمل
شرطتهم العسكرية".
اقرأ أيضا: مليشيات الأسد بحلب تنكّل بالأحياء.. وتنبش قبور الأموات
وبحسب الكاتب المختص بالشأن الروسي، فإن
"النظام له مصلحة في ضبضبة هذه المليشيات، بعد أن انتهت المرحلة التي كان
بها النظام يحتاجها، والآن يريد ضبط الأمن في مناطق سيطرته، وتحديدا في المناطق
التي أصبح النظام واثقا في فرض سيطرته عليها برفقة الروس بصورة نهائية، مثل دمشق
وحمص والساحل، وغيرها من المناطق التي لم يعد فيها أي وجود للمعارضة"، وفق
قوله.
ومتوافقا مع رأي عبد الواحد، ذهب رئيس "مجلس
السوريين الأحرار" أسامة بشير، إلى ترجيح صحة هذه الأنباء، لكنه أشار إلى سبب
آخر يدفع النظام إلى حل هذه المليشيات، وهو الخوف من تصادم هذه المليشيات بعضها مع بعض، كما في حالات الاقتتال الداخلي الذي يحدث بين الحين والآخر في صفوف فصائل
المعارضة.
ورأى بشير لـ"عربي21"، أن الحديث عن وقوف
الهدوء الأمني الذي تعيشه مناطق النظام وراء هذه الخطوة أمر غير وارد، منوها إلى
حالات الصدام التي نشبت ما بين المليشيات بسبب ولائها إما لروسيا أو لإيران، في
الساحل السوري وفي مدينة طرطوس تحديدا.
وحول قدرة النظام على التحكم بكل هذه المليشيات التي
تحولت إلى دولة داخل الدولة، قال بشير إن "النظام فقد التحكم، لكن لروسيا
كلمتها، وقد يقوم النظام بإعلان هذه الخطوة إعلاميا فقط، من دون أن ينفذها على أرض
الواقع، بسبب الموانع الكثيرة لها".
ومنذ اندلاع الثورة السورية، عمد نظام الأسد إلى
تشكيل مليشيات موالية لمساندة قواته في حربها ضد المعارضة، ومع مرور الوقت تحولت
هذه المليشيات إلى قوة ضاربة، إلى حد فقدان السيطرة عليها من قبل النظام.
روسيا تستفرد ببلدة محجة بريف درعا.. ما الدلالات؟
مصادر تنفي لـ"عربي21" التوصل لاتفاق تركي-أمريكي على منبج
تشكيل جديد لفصائل المعارضة في إدلب السورية بدعم تركي