تصاعد الخلاف الداخلي الإسرائيلي إزاء السياسة العامة في التعامل مع الفلسطينيين خاصة ما يتعلق بقمع مسيرات العودة، وكشف الخلاف وجود حالة من الاستقطاب الداخلي، وصلت حد تبادل الاتهامات، بين وصف إسرائيل بأنها دولة نظام فصل عنصري، وتقتل الأطفال، واتهام آخر بوجود طابور خامس بين الإسرائيليين يخدم الفلسطينيين.
وتجلى ذلك أخيرا في مقال مطول للكاتب الإسرائيلي إيتمار ليفين الذي شن هجوما قاسيا على صحيفة هآرتس، ومالكها عاموس شوكن، واعتباره يقدم مساعدة للعدو في زمن الحرب، ويشوه صورة الدولة، معتبرا أن المنظمات الفلسطينية تحارب إسرائيل على جبهة الوعي والفكر والدعاية، وتحظى بمساعدة من صحفيين ومنظمات إسرائيلية، مطالبا بتغيير قانون العقوبات، لمحاكمة هؤلاء على ما يقترفونه من أعمال ضد الدولة.
وأضاف في مقاله الذي نشره موقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21" أنه خلال سنوات طويلة تشهد بعض الصحف الإسرائيلية وعلى رأسها هآرتس مقالات تبث كراهية ضد إسرائيل، وتردد مزاعم منقولة عن منظمات فلسطينية معادية.
وشرح قائلا: "غدعون ليفي مراسل هآرتس للشؤون الفلسطينية اختار في ذكرى إقامة إسرائيل السبعين أن يكتب أنه طالما لم تقم دولة فلسطينية، فإن النكبة لم تنته، وكذلك عزاء الفلسطينيين مستمر، وبينهم العرب الإسرائيليون، وطالما أن سياسة الاحتلال لم تتغير، فإن إسرائيل مطالبة باحترام مشاعر المواطنين العرب فيها".
ويرد الكاتب الإسرائيلي على ليفي قائلا: "طالما أنه يوم استقلال إسرائيل هو ذاته يوم نكبة الفلسطينيين، فبدلا من أن نحتفل بهذه المناسبة، علينا إذن أن نبدي مشاعر الحزن والحداد تضامنا مع الفلسطينيين".
وأضاف ليفين، الذي حصل على جائزة من الوكالة اليهودية على أبحاثه الخاصة بالمحرقة: "تتزايد في مقالات بعض الكتاب والخطباء الإسرائيليين مفردات غريبة من قبيل أن إسرائيل دولة أبارتهايد، وحكومتها تقضي على الديمقراطية، ومقاطعتها من قبل منظمات دولية أمر إيجابي لممارسة المزيد من الضغط عليها، وتقتل في غزة مدنيين بأعداد متزايدة، وترتكب جرائم حرب، وممارساتها هذه تزيد من ظاهرة معاداة السامية".
وأضاف: "هذه المفردات تشجع الجهود الدولية ضد إسرائيل بما قد يؤدي للقضاء عليها مستقبلا"، زاعما "أن حماس تريد القضاء على إسرائيل، والاستراتيجية الفلسطينية، بما فيها منظمة التحرير، بدأت على مراحل؛ أولها غزة وأريحا، ثم القدس، وأخيرا يافا وحيفا، وحركة البي دي أس معادية للسامية هدفها مساعدة الفلسطينيين لتحقيق أهدافهم بإبادة إسرائيل، وحملة تشويهها حول العالم، تهدف لنزع الشرعية عن قيامها من الأساس". حسب قوله.
وقال ليفين، الذي نشر مئات المقالات وألف عشرة كتب حول اليهود وإسرائيل: "ما يقوم به بعض الصحفيين الإسرائيليين يجد إسنادا وتوفير معلومات من منظمات حقوقية مثل بيتسيلم وكسر الصمت، التي تهدف للمس بالجنود الإسرائيليين".
اقرأ أيضا: هكذا قرأت الصحافة الإسرائيلية تبعات مسيرات العودة بغزة
وتابع: "المزاعم التي يرددها هؤلاء لا تقتصر على سياسة الجيش إزاء الفلسطينيين، بل في النظرة للمستوطنات واعتبارها غير قانونية، وتقوم على حساب حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وتؤسس لنظام أبارتهايد، وهذه الأقاويل تمنح شرعية لإجراءات الاتحاد الأوروبي بمقاطعة بضائع المستوطنات، وإجراءات الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ورفض بعض الدول استقبال سفراء إسرائيليين لأنهم يقيمون بمستوطنات الضفة الغربية".
وختم بالقول: "لا تتوقف التشويهات الصحفية في الصحافة الإسرائيلية لسياسة الدولة، ومن أخطرها أنه رغم وجود بعض الممارسات الديمقراطية من الانتخاب والترشح، لكن إسرائيل التي تسيطر على ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن غير ديمقراطية، ويبدو مشروعا مقارنتها بنظام جنوب أفريقيا السابق، لأن بعض الأحزاب اليمينية فيها يرون في إيجاد نظام أبارتهايد ضرورة ملحة، وليس لديها مشكلة بممارسات غير قانونية تقترب من سلوكيات البلطجة والعربدة".
"معاريف": هذا توقع ليبرمان عن ثاني جمعة لمسيرة العودة
تصاعد نشاط المقاطعة في أمريكا وأوروبا يثير القلق بإسرائيل
استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في نابلس واعتقال آخرين