علق الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، على مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من دول الخليج مجددا دفع مزيد من الأموال لقاء قتال قواته في سوريا ودفاعها عن هذه الدول في المنطقة.
وقال روحاني في كلمة نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية خلال مراسم إعلان مدينة تبريز عاصمة السياحة الإسلامية للعام 2018، إن "الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تسعى إلى نهب جميع ثروات العالم العربي".
وأضاف أن "نفوسهم الشرهة متوجهة نحو الذهب الأسود في منطقة الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن "الأمريكان والغربيين ينظرون بعين الاستيلاء على مليارات الدولارات الموجودة عند دول المنطقة".
اقرأ أيضا: ترامب يطالب الخليج بمزيد من الأموال لقاء "تضحيات" قواته
وأوضح روحاني أن "حسابات الدول المملوءة بالأموال والذهب الأسود قد سلبت عقولهم"، معربا عن أسفه لأن "هؤلاء الغربيين يتحدثون عن أشياء لا تليق بمكانة شعوب المنطقة ولا هذا القرن الحديث".
وأردف: "انظروا إلى منطقتنا، الواقعة في أكثر مناطق العالم الإسلامي حساسية ، وانظروا إلى كل هذه المشاكل، فإن اليمن مجروحة، والعراق ما زال يعاني من الألم، وسوريا مدمرة وهناك العديد من المشاكل في أفغانستان وشمال إفريقيا".
وأشار روحاني إلى أن الأجانب لم يحققوا أي أمن للمنطقة، بالقول إن "تدمير أفغانستان، والعدوان جويا وبريا على العراق، وسيطرة الإرهاب على المنطقة والطائرات والقنابل التي تتواجد لدى السعودية، من ضمن آثار وجود الأجانب بالمنطقة".
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، دولا خليجية بأن تزيد مساهماتها المالية من أجل طرد "الإرهابيين" في سوريا.
اقرأ أيضا: الجبير يطالب قطر بدفع ثمن وجود القوات الأمريكية في سوريا
وقال ترامب: "لن نستمر بدفع مليارات الدولارات والمخاطرة بجنودنا دون أن نتلقى مقابلا لذلك. نريد عودة جنودنا من سوريا ولكن نريد أيضا أن نحقق نتائج قوية هناك"، داعيا "دولا أخرى لإرسال قواتها إلى سوريا".
وأضاف: "أرغب في سحب قواتنا من سوريا لكننا لا نريد إتاحة المجال لإيران للاستفادة من ذلك. على دول خليجية أن تزيد في مساهماتها المالية من أجل طرد الإرهابيين من سوريا".
وتابع الرئيس الأمريكي: "دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك"، لافتا إلى أن "هناك دولا لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا وعليها دفع ثمن لذلك".
وحول الملف النووي، فقد شكك روحاني، الأربعاء، في شرعية المطالب للتوصل إلى اتفاق جديد حول الملف النووي الإيراني ردا على تصريحات في هذا الصدد أدلى بها الرئيسان الأمريكي والفرنسي في واشنطن.
وقال في خطابه: "معا برفقة رئيس دولة أوروبية يقولون: نريد أن نقرر حول اتفاق تتوصل إليه الأطراف السبعة، للقيام بماذا؟ وبأي حق؟" في إشارة ضمنية إلى خطاب الرئيسين دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون.
واضاف روحاني أن "إيران أثبتت للعالم أنها لا تسعى وراء أسلحة الدمار الشامل، وأن ملف PMD (الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي) كان غير صحيح وافتراء".
وأردف قائلا: "إننا أبعدنا جميع التهم من خلال الاتفاق النووي وأثبتنا للعالم أن أمريكا والكيان الصهيوني كانوا يكذبون لعدة عقود تجاه إيران".
وتابع روحاني: "من خلال الاتفاق النووي أثبتنا صدق الشعب الإيراني لكن انتم تريدون اتخاذ القرار بشأن مستقبل الاتفاق النووي؟ في البداية ما الذي فعلتموه في السابق من أجل الاتفاق النووي أثبتم أنكم لستم ملتزمين بالعهد".
ورد روحاني على وصف ترامب للاتفاق النووي بأنه سيء وخطير"، بالقول "إذا كان هذا الاتفاق سيئاً لماذا قمتم بالتوقيع عليه؟ ألم يكن قادة أمريكا السابقين يعرفون ذلك؟".
واستطرد قائلا: "أنت لا تعرف شيئا عن السياسة والحقوق والاتفاقات الدولية، أنت مجرد تاجر لا تعرف بعلم السياسة، إن مشكلتنا اليوم هي أننا نواجه ساسة لا يدركون أبعاد تصريحاتهم وقراراتهم".
ولفت روحاني إلى أن "تعامل إيران الواسع والبناء مع العالم ليس بسبب الاتفاق النووي فحسب، بل لأننا نسعى من خلال التعامل مع العالم وراء مصالح مشتركة وكنا نعتبر دائما الحل الصحيح والوحيد هو حل رابح- رابح، فإذا كان طرف ما يسعى في الاتفاقات الدولية وراء مصالحه الخاصة فلن يبقى ذلك الاتفاق أبدا".
وكان ترامب وماكرون عبرا، الثلاثاء، خلال قمتهما في واشنطن عن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق "جديد" مع إيران، يحل مكان الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بدون الإفصاح عن معالم ونطاق هذه المفاوضات الجديدة التي يرغبان فيها.
ترامب يطالب الخليج بمزيد من الأموال لقاء "تضحيات" قواته
إيران تهدد ترامب بـ"عواقب وخيمة" إذا ألغى الاتفاق النووي
خبير أمريكي: هذا هو موقف مصر من إرسال قوات عربية لسوريا