بدأت تتكشف في
إيران بعض ملامح صراع حاد في إيران بين حكومة الرئيس، حسن
روحاني، وبين الدولة العميقة، وجاء ذلك صراحة على لسان نائب وزير الداخلية السابق، والمنظر للتيار الإصلاحي، مصطفى تاج زادة، الذي قال على حسابه في تويتر: "وصلنا لمرحلة مفصلية في الصراع بين الحكومة والدولة العميقة".
وتابع زادة بأن على الدولة العميقة الكشف عن نفسها، والخروج إلى العلن عبر إزاحة الحكومة الشرعية وتسلم إدارة البلاد بما في ذلك المؤسسات السيادية، أو أن تنسحب من الاقتصاد والسياسة الخارجية.
وأضاف: "علينا أن لا نسمح للمجتمع المدني الإيراني أن يهزم من العسكر"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني.
صحيفة "الشرق" الإيرانية، المقربة من روحاني، فاجأت الإيرانيين، الاثنين، بعنوان مثير قائلة: "رئيس إيران المقبل سيكون من العسكر".
وقالت الصحيفة إن هناك أحاديث تتردد بقوة بين الأصوليين في إيران عن قيادة عسكرية للبلاد، مرفقة خبرها بصورة لقائد فيلق القدس، قاسم
سليماني، إلى جانبه اللواء محسن
رضائي، وعمدة طهران السابق اللواء قاليباف.
وأشارت الصحيفة إلى أن رضائي وقاليباف من أبرز المرشحين للرئاسة رغم مشاركتهم سابقا وفشلهم في الوصول إلى كرسي الرئيس.
وكان رضائي قائدا للحرس الثوري الإيراني طيلة الحرب مع العراق، وكان قاليباف مساعدا له قبل أن يصبح قائدا للشرطة، ثم عمدة للعاصمة طهران.
وتابعت الصحيفة بأن هنالك مخططا ممنهجا من قادة تيار المحافظين لاختيار قائد عسكري، ونال المقترح ترحيبا في أوساط المحافظين ومنهم برلمانيون حاليون وسابقون وأساتذة جامعيون وشخصيات عسكرية.
وعن مبررات ذلك قالت الصحيفة إنها تتعلق بالتخوف من تحول إيران إلى
سوريا جديدة في المنطقة، وتهديدات تقسم المنطقة، من أبرز ما جعل المحافظين يؤيدون القرار.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الحرة، وأحد مؤسسي حزب الله الإيراني، حسين الله كرم، استخدامه لمصطلح "شخصية استراتيجية عسكرية" في وصفه الرئيس الجديد للبلاد.
وفي لقاء مع موقع "خبر أون لاين" قال كرم إن إيران اليوم أصبحت قوة نافذة في المنطقة، وإذا لم تؤد دورها كما يجب فإن مصيرها التقسيم، وإن رجل المرحلة يجب أن يكون "شخصية استراتيجية عسكرية".
وأضاف: "إذا أدرك الإيرانيون أن على إيران القيام بواجبها الإقليمي، فإنهم سيصوتون لصالح شخصية عسكرية، وإن هذا يذكرنا بالمنقذ في الأزمات الجنرال قاسم سليماني".
ولفت كرم إلى أن سليماني هو الوحيد القادر على الوقوف بوجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر توحيد محور أفغانستان، وباكستان، والعراق، وسوريا، ولبنان، وتفعيل هذا المحور.
من جانب آخر، حذر وزير الثقافة في حكومة خاتمي، عطاء الله مهاجراني، من مجيء شخصية عسكرية لرئاسة البلاد قائلا: "تجربة الهند وباكستان باهظة الثمن، وبعد الاستقلال كانت جميع حكومات باكستان عسكرية على عكس الهند. وإذا نظرنا علميا واقتصاديا وسياسيا، فإنه لا يمكن مقارنة الهند بباكستان".