معيقات لقيادة المرأة بالسعودية ورسوم باهظة تنغص فرحتها

سمحت المملكة السعودية للمرأة بقيادة السيارة بعد عقود من المنع المفروض عليها، بسبب القوانين والأعراف الرسمية التي كانت تميز بين المواطنين بحسب الجنس.

وعلى الرغم من القرار الذي احتلفت به المرأة السعودية بالسماح لها بالقيادة، إلا أن "عربي21" رصدت بعض العقبات التي قد تنغص على المرأة السعودية فرحتها بالسماح لها رسميا بقيادة السيارة.

رسوم أعلى بست مرات عن الرجال

كشف رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، عبدالحميد المعجل، عن أن رسوم مدارس تعليم قيادة المرأة ستكون أعلى بست مرات من الرسوم التي يدفعها الرجال.

ووفقا للتصريحات التي نقلتها صحيفة "وطن" السعودية، فإن رسوم تعليم قيادة المرأة ستبلغ حوالي 3000 ريال. 

وتأكدت "عربي21" من أن رسوم تعليم القيادة لدى الرجال لا تتجاوز 450 ريالا. 

من جهتها، رأت إحدى الناشطات السعوديات في حديثها لـ"عربي21"، "أ.غ" أن هذه الرسوم العالية مقارنة برسوم الرجال، تعد "تمييزا" جديدا ضد المرأة رغم القرار التاريخي للملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة بالقيادة.

واعتبرت أن هذه الرسوم قد تهدف للحد من التقديم الواسع المتوقع من النساء للحصول على رخصة القيادة.

وأكدت أن العديد من صديقاتها متحمسات لقيادة السيارة بشكل رسمي، دون مخاوف، معبرة عن فرحتها، ولكنها رأت بأنها "فرحة غير مكتملة".

 

ولم يبق على موعد قيادة المرأة السعودية للسيارة رسميا سوى أقل من شهرين، في حين قالت الناشطة السعودية إنها "متحمسة جدا لتطبيق القرار الذي يجعل من الرجل والمرأة سواسية في قيادة السيارة". 

من جهتها، قالت أستاذة علم الاجتماع السياسي، مضاوي الرشيد، إن العقبات التي يجب أن تتجاوزها المرأة قد تكون متعددة، ويأتي أولها تكلفة الرسوم الباهظة لتعلم القيادة، بأضعاف ما يكلفه الرجل. 

وقرأت بهذا الأمر أنه "متعلق بالمادة"، موضحة أن "الدولة تريد أن تأخذ المكسب الأكبر من السماح للمرأة بالقيادة، من خلال جمع المال بطرق ملتوية، وليس بطريقة مباشرة، لأن الحكومة تخاف من عواقب الضرائب المتزايدة على المواطن بشكل متسارع وبتكلفة باهظة".

وأكدت لـ"عربي21" عدم قدرة المرأة السعودية على أن تأتي بمثل هذا المبلغ، ورأت بأن المقصد من مثل فرض رسوم عالية على تعليم المرأة على القيادة بأن "تكون الرسوم عائقا غير معترف به، بحيث يبرئ النظام نفسه بأنه ليس هو الذي يقف بوجه قيادة المرأة، لكنه في الوقت ذاته حدد سعرا باهظا.

اعتراضات على التكلفة الباهظة
 
وأشارت مضاوي إلى أن "جامعة نورة المتخصصة بالنساء، شهدت اعتراضات على التكلفة الباهظة، وكان هناك جدل حول: كيف تتمكن المرأة من الإتيان بهذا المبلغ غير البسيط، ومن سيتكلف بدفعه، فإذا كانت المرأة غير موظفة كيف لها الحصول على رخصة القيادة؟".

وانتقدت القرار السعودي، واعتبرت أنه لم يأت نصرة للمرأة السعودية، مشيرة إلى أن القرار تأخر كثيرا مقارنة بالدول الأخرى حول العالم، موضحة أن ولي العهد السعودي دفع بهذا الأمر من أجل الاستفادة منه.

وأوضحت أن الاستفادة تتضح مثلا من خلال الكثير من الإعانات التي بدأت تظهر تشجيعا للمرأة، الممولة من شركات السيارات، مثل نيسان وتويوتا، والدولة تأخذ المكسب الأكبر من السماح للمرأة بالقيادة.

وأكدت أن موضوع قيادة السيارة والترفيه مناسبات لفرض ضريبة غير مباشرة ليتم جمعها من الشعب.

 

اقرأ أيضا: نيو ريببلك: لماذا رفعت السعودية الحظر عن قيادة النساء؟

 

وقالت المضاوي إنه "يريد أن يجمع مبالغ متنوعة من المواطنين ليسد عجز الخزينة السعودية التي تدهورت جراء سياسة ابن سلمان واتفاقيات الأسلحة بالميارات من دول غربية التي زارها مؤخرا.

وشددت على أن "قيادة المرأة اليوم لم تعد متعلقة بالضوابط العرفية أو الشرعية أو الاجتماعية، إذ إن ابن سلمان يريد أن ينصب نفسه وجها جديدا لـ"الليبرالية أو الإسلام المعتدل"، إلا أن ليبراليته لها حدود، تقف عند جمع الأموال واستغلال أي فرصة لأخذ الأموال من المواطنين.

يشار إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر في 26 أيلول/ سبتمبر 2017، أمرا يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة، بدءا من حزيران/ يونيو 2018، "وفق الضوابط الشرعية"، للمرة الأولى في تاريخ المملكة.

مراكز خاصة للسيدات لتعليم السياقة

وبالعودة للعقبات، تضمنت تصريحات المعجل، لصحيفة "الوطن" السعودية، إشارة إلى أن هناك مدارس ستكون مختصة لتعليم قيادة السيارات للمرأة، مشيرا إلى أنها ستكون مختلفة بشكل كلي عن مدارس القيادة للرجال. 

والأمر يثير مخاوف من أن تخصيص مدارس لتعليم القيادة للمرأة قد يؤخر ويعرقل تعليها للقيادة إلى حين تجهيز المدارس وتأهيل المدربات فيها، إذ إن مدربي السياقة للمرأة سيكونون من النساء فقط.

ولا يعرف بعد كم سيأخذ الأمر حتى يتم تأهيل مدربات وصفهن المسؤول السعودي بالمؤهلات، إذ إن الدولة وفق قوله تدرس رفع جودة التدريس وتطبيق تدريب إلكتروني وإتاحة ميادين للقيادة مؤهلة بوسائل السلامة، ما يثير مخاوف من المماطلة في تطبيق قرار السماح للمرأة بالقيادة.

وأثارت الأسعار الباهظة غضب المرأة السعودية في "تويتر"، ودشنت ناشطات وسم"#اسعار_التدريب_استغلال". 

وجاءت التغريدات كما رصدتها "عربي21" كما يأتي:

ويمكن متابعة باقي التغريدات على هذا الوسم: #اسعار_التدريب_استغلال  

وقرار تطبيق السماح للمرأة بالقيادة محط أنظار المجتمع السعودي، وأظهر استطلاع أجراه معهد يوجوف لقياسات الرأي، قبل أيام، أن 8 من بين كل 10 نساء سعوديات يرغبن في قيادة السيارات بأنفسهن واستخراج رخصة القيادة بطبيعة الحال.

وسبق أن أعلن موقع "تويتر" أنّ 77 في المئة من السعوديات يخططن لقيادة السيارات في 2018.

وأعلنت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أن عدد السعوديات الراغبات بتعلم مهارات قيادة السيارات، بلغ 54 ألفا و126.