الرسالة السياسية الأولى التي يريدها ترامب من الضربة القادمة في سوريا هي موجهة الى كوريا الشمالية، التي يستعد زعيمها للجلوس أمام ترامب، ومفادها أن أمريكا قادرة على نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وهذه مسألة ستكون غاية في الأهمية خلال الشهر القادم.
الرسالة الثانية، هي موجهة إلى روسيا، ومفادها أن روسيا بكل ما
استعرضته من قوة، إضافة لكلامها عن صناعات عسكرية تفوق الخيال، كل ذلك لن يجعلها
تستطيع الوصول إلى مستوى القوة الأمريكية، وأن الذهاب نحو سباق تسلح جديد لا يفيد
الروس بتاتا.
وأما الضربة الحقيقية، فهي ستكون للبنية التحتية التي أنشأتها إيران في
سوريا، وهي مجمل القواعد والأنفاق والمطارات التي بُنيت قبل الأزمة السورية
وبعدها، وتتركز قديما إلى الغرب من دمشق، وبعض مناطق القنيطرة، إضافة الى ما
استحدث من منشآت إيرانية خلال الأعوام الماضية، يضاف إليها تدمير بنية تحتية
وقواعد للنظام، تتركز في محيط دمشق، وجبل قاسيون، بالإضافة إلى مركز الأبحاث في
(جمرايا).
ما بعد الضربة العسكرية هناك حركة سياسية نشطة، ستشمل الملف
الفلسطيني، وستتركز على إضعاف الدور الإيراني، ولكن الحرب في سوريا لن تضع أوزارها
بشكل كامل، فمسألة إخراج تنظيم القاعدة وداعش من المدن وحصر الطرفين في المستطيل
الصحراوي، هي مجرد مقدمة لتغيير سياسي جوهري.
نعم ترامب سيسحب أمريكا القديمة من سوريا، ويضع أمريكا الجديدة.