كشف نشطاء سوريون لـ "
عربي21"، بأن
وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، سلمت النظام
السوري معتقلين مدنيين ومعارضين كانوا محتجزين في سجونها بمدينة
عفرين شمالي حلب.
وأكد الصحفي السوري في "شبكة فرات
بوست" صهيب الجابر لـ"
عربي21"، أنهم وثقوا خلال الأيام الماضية نقل
مليشيات وحدات الحماية الانفصالية سجناء "معارضين للنظام" من عفرين إلى
القامشلي ومنها إلى دمشق.
وقال الجابر إنه عرف من هؤلاء السجناء شابين من
منطقة دير حافر، وامرأة من ريف حمص ومعتقلين آخرين اعتقلوا في القامشلي بالقرب من
الحدود في أثناء محاولتهم الدخول إلى تركيا، حيث احتجزتهم
الوحدات الكردية في
القامشلي قبل أن ترسلهم لأفرع النظام في دمشق جوا.
وأشار إلى أن المليشيات الكردية قدمت سابقا "على طبق من ذهب" وفق وصفه للنظام في الحسكة مجموعة من الضباط
"الأكراد" المنشقين عن جيش النظام، وجميعهم ضباط وهم العميد الركن محمد
خليل العلي، والعقيد محمد هيثم إبراهيم، والعقيد حسن أوسو، والعقيد محمد كلي خيري،
والمقدم شوقي عثمان، والرائد بهزاد نعسو، والنقيب حسين بكر، والملازم أول عدنان
برازي.
واعتبر أن تعامل المليشيات مع النظام لم ولن
يكون أمرا خفيا، حيث صرح قادتها مرارا وتكرارا عن تحالفهم مع النظام، سواء خلال
عمليات عفرين أو قبلها، علاوة على ما يسمى المربع الأمني في مدينة الحسكة، الذي
يحوي مقارا وأفرعا لأمن النظام، يعتقل فيها من يشاء من المدينة، ويستقبل فيها من
شاء قادة الوحدات.
بدوره قال عضو مجموعة العمل من أجل
سوريا
الناشط السياسي درويش خليفة، إن ما حصل من تسليم حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي لمعتقليه من السوريين المدنيين
والعسكريين للنظام لينكل فيهم، يؤكد علاقتهم مع النظام التي أصبحت داخل دائرة الضوء، والتي لم تعد تنضوي على أحد.
وأكد في حديث لـ"
عربي21"، على أن
تسليم المعتقلين جريمة تضاف إلى سجل جرائمهم التي مارسوها بحق الشعب السوري بجميع
مكوناته عربا وكردا.
وأشار خليفة إلى أن العلاقة بين النظام وحزب
الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري كانت دائما مشبوهة وغير واضحة المعالم
والمصالح، لكن بعد إعلان معركة غصن زيتون، وضحت العلاقة، بعد دعوة الحزب، النظام للعودة إلى تمركزه في عفرين
لبسط سيطرته على المدينة.
وفي سياق آخر، ذكرت مصادر إعلامية كردية بأن
مليشيات تابعة للنظام السوري في مدينتي
نبل والزهراء اعتقلت العشرات من نازحي مدينة عفرين الكرد، وذلك بغية سوقهم إلى
التجنيد الإجباري في صفوف النظام.
وقال موقع "باسنيوز" الكردي، إن
مليشيات مدينتي نبل والزهراء المواليتين للنظام السوري في شمالي حلب، احتجزوا
عشرات النازحين الكرد، وأرسلوهم إلى مراكز التدريب في مدينة حلب للالتحاق بالخدمة
العسكرية في صفوف النظام.
وكان الآلاف من سكان مدينة عفرين في شمالي حلب،
قد نزحوا إلى مناطق سيطرة قوات النظام في
مدينتي نبل والزهراء، وذلك عقب العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة
والجيش التركي ضد وحدات الحماية الكردية.