احتفت وسائل إعلام إماراتية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، واعتبرت أن دولة قطر هي الخاسر الأكبر من هذا القرار، فيما سخرت أخرى من الاتهامات التي وجهتها وسائل إعلام دولية للإمارات بلعب دور في التأثير على قرار الإطاحة به.
وركزت وسائل الإعلام الإماراتية في تقارير ومقالات رأي نشرتها صحف ومواقع إلكترونية على اعتبار أن قرار ترامب هزيمة لدولة قطر في الأزمة الخليجية المتواصلة منذ أشهر بين الدوحة من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.
اقرأ أيضا: سياسي أمريكي: هؤلاء هم المستفيدون من مغادرة تيلرسون
وكشفت شبكة بي بي سي البريطانية في السادس من شهر آذار/مارس الجاري، عن حصولها على وثائق ورسائل بريد إلكتروني مسربة تكشف "وجود مساع إماراتية لإقالة تيلرسون، من منصبه بعد رفضه دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات ضد جارتها قطر".
"الخاسر الأكبر"
وتحت عنوان "قطر تخسر حاميها في واشنطن" نشرت صحيفة الخليج الإماراتية تقريرا استندت فيه إلى مراقبين -لم تذكر أسماءهم- قولهم إن "قطر أصبحت أكبر الخاسرين من إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي يعتبر حليفا لها، وحاول أكثر من مرة الدفاع عنها في وجه الانتقادات الموجهة إليها بدعم الإرهاب".
واعتبرت الصحيفة أنه "من المتوقع حسب المراقبين أن ينعكس قرار إقالة تيلرسون بالسلب على العلاقات بين واشنطن والدوحة خلال الفترة المقبلة".
كما نقلت الصحيفة عما سمتها "المعارضة القطرية" قولها إن "القرار نزل كالصاعقة على الدوحة"، مستندة إلى "الموقع الرسمي للمعارضة القطرية – قطريليكس" الذي قال إن "الخبر المفاجئ جاء ليزلزل خطط الحمدين للاستفادة من ميل تيلرسون لقطر من أجل حلحلة أزمة الدوحة بما يضمن خروجها من أزمتها الحالية مع دول المقاطعة العربية بأقل خسائر ممكنة".
أما موقع "إرم نيوز" الإماراتي، فنشر بدوره تقريرا تحت عنوان "ترامب يقيل وزير الخارجية تيلرسون “صديق قطر""، نقل فيه تصريحات لمن سماها بـ"الأوساط السياسية في واشنطن"، دون أن يذكر من هي هذه الأوساط.
ويشير الموقع -نقلا عن هذه الأوساط- بأن "الطريقة التي تصرف بها تيلرسون في إدارة الأزمة القطرية أثارت انطباعات بأنه انحاز للدوحة، وهو موقف يختلف عن الذي يؤمن به ويريده الرئيس دونالد ترامب".
اقرأ أيضا: الغارديان: ما تأثير عزل تيلرسون على دبلوماسية أمريكا؟
ويضيف الموقع أن "شبهة الانحياز هذه سجّلتها صحف ومواقع إخبارية سياسية أمريكية نافذة، استذكرت أن تيلرسون أمضى سنوات طويلة على رأس شركة أكسون موبيل، التي توصف أحيانًا بأنها هي التي بنت دولة قطر، سواء بمشاريع الغاز والنفط أو بما يسمى بالأدوات الناعمة التي استخدمتها الدوحة طوال العقدين الماضيين في توظيف أموالها بأهداف سياسية وإعلامية أكبر من حجمها".
وفي صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية باللغة الانجليزية نشر تقرير وجه انتقادات حادة للوزير الأمريكي، واعتبرت أن القرار يشكل "نهاية لتيلرسون وفترته غير الفعالية" على رأس الدبلوماسية الأمريكية.
وتعتبر الصحفية أن الوزير الأمريكي، كان منحازا لدولة قطر في الأزمة مع دول خليجية في وقت كان يقول فيه الرئيس ترامب إن الدوحة "متورطة بشكل كبير في تمويل الأنشطة الإرهابية".
وتأتي هذه التقارير بالتزامن مع تغريدات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لأكاديميين وإعلاميين ومغردين من الإمارات أبدوا فيه ابتهاجهم بقرار ترامب المتعلق بإقالة الوزير تيلرسون من منصبه.
ونشر الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، القريب من السلطات في أبوظبي، والذي يسود الاعتقاد بأنه أحد مساعدي ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن الإمارات تقف وراء الإطاحة بوزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، الذي أعفي من منصبه الثلاثاء.
وكتب عبد الله، في تغريدة على حسابه في تويتر قائلا": "سيذكر التاريخ أن دولة خليجية كان لها دور في طرد وزير خارجية دولة عظمى، وهذا قليل من كثير"، مرفقا مع هذه التغريدة صورة لوزير الخارجية الأمريكي المقال.