أعادت إقالة الرئيس، عمر
البشير، لرئيس أركان جيشه، الفريق الأول عماد عدوي،
السودان إلى الواجهة من جديد، وأثارت الجدل حول علاقة
السعودية التي زارها عدوي قبل يومين فقط على رأس وفد رفيع بالإقالة.
ولم تكن لثير إقالة عدوي التساؤلات لو لم تذكر المملكة العربية السعودية في ثنايا الأخبار المتعلقة، لأمور عدة قد تكون سببا في الإقالة وبعضها يرتبط بالسعودية إلا الأسباب الداخلية السودانية إن صحت.
كما غادر رئيس هيئة الأركان السعودية الفريق الأول عبد الرحمن بن صالح
البنيان منصبه بفارق يوم واحد عن نظيره السوداني بعد أن التقيا سويا في الزيارة الأخيرة له بصفتيهما السابقة في الـ25 من شباط/ فبراير.
وكان الجيش السوداني أعلن السبت الماضي، وصول رئيس أركانه السابق إلى الرياض للمشاركة في فعاليات "معرض الصناعات الدفاعية السعودية"، يلتقي خلالها نظيره السعودية المقال ومسؤولين في وزارة الدفاع.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) لاحقا، "تغيرات واسعة في قيادة القوات المسلحة وتعيين الفريق أول كمال عبد المعروف رئيسا لهيئة الأركان" بدون إعطاء تفاصيل إضافية، فيما لم يعرف أين كان عدوي في وقت الإقالة؛ في الرياض أم استدعي عاجلا للخرطوم.
واستبدل الرئيس السوداني عمر البشير مطلع الشهر الحالي مدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا وعين في منصبه صلاح عبد الله.
ويشارك السودان في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في
اليمن لمحاربة جماعة أنصار الله "الحوثي" منذ آذار/ مارس 2015.
سيناريوهات عديدة
رئيس المكتب الإعلامي في حزب المؤتمر الشعبي السوداني في لندن صديق محمد عثمان، قال لـ"
عربي21" إن إقالة عدوي تحمل عددا من السيناريوهات بسبب توقيتها ومكانها بعضها يرتبط بالمملكة العربية السعودية بشكل أو آخر، أولها مرتبط بالحرب التي تقودها في اليمن، تتعلق بفساد مالي وأسماء وهمية لمجندين من عدد الدول المشاركة في التحالف.
والسيناريو الآخر بحسب عثمان يتعلق بالأنباء المتداولة من وقت إقالة مدير المكتب السابقة للرئيس البشير، طه عثمان الحسين وضلوعه في صفقة لاستخدام قوات سودانية خارج نطاق عمليات التحالف متعلقة بالأزمة الخليجية والتدخل العسكري المحتمل في قطر، والذي حذرت منه الأخيرة.
والسيناريو الثالث سوداني داخلي لم تتضح صورته لكنه يؤشر على صراع سوداني داخلي في الدوائر القريبة من الرئيس البشير، بعد أن أصبحت المعارضة على الهامش فانتقلت الخلافات لداخل القصر.
وأشار إلى أن هنالك انقلابا على المدى الطويل كان يجري في الجيش السوداني، بتقوية بعض الأطراف ضد الأخرى، تمهيدا إلى إخراج البشير من الحكم دون تنفيذ انقلاب عسكري تقليدي.
وكانت "
عربي21" حصلت سابقا على تفاصيل متعلقة بإقالة الحسين بسبب أنباء عن تدبيره انقلابا في قطر لصالح السعوديين، وآخر في السودان لصالحه شخصيا، وعلاقات الحسين بالسعودية والإمارات.
ولا يعلم مكان الحسين الحقيقي حتى الآن، فيما تقول مصادر إنه استطاع الفرار إلى السعودية، وإنه يملك جوازا سعوديا يسهل تنقلاته مع عائلته.
وحصلت "
عربي21" من مصادرها على صورة من جواز السفر السعودي الذي منحته الرياض لعثمان بالسر ودون علم الرئيس البشير، وذلك لتسهيل تحركاته وتنقلاته، وذلك بعد جملة لقاءات عقدها مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
عضو الحزب المؤتمر الشعبي، ومدير مكتب الراحل حسن الترابي سابقا، عوض بابكر، رأى في إقالة عدوي أمرا طبيعيا، وتنقلات روتينية في داخل الجيش السوداني.
وقال لـ"
عربي21" إن الإقالة جاءت متأخرة، وإن الجيش يحاول أن يحافظ على صورته القوية.
ولفت إلى أن ما يتداول من أنباء حول الإقالة سببه الوضع الإقليمي في المنطقة العربية كاملة، والوضع السياسي الداخلي السوداني، إذ تمر البلاد بحراك سياسي بين تيارين الأول يريد التغيير والآخر يريد أن تبقى الأمور كما هي.
وعن تقويت الإقالة وعلاقتها بالزيارة الأخيرة للسعودية، قال بابكر إن الزيارة ليست الأولى، وتأتي في إطار تنسيق الجيش السواني مع نظيره السعودي بما يتعلق في العمليات باليمن.
كما أشار إلى المناورات الأخيرة بين الجيشين السوداني والسعودي، مؤكدا أنها مؤشرات تقول بأن الإقالة أمر طبيعي.
يذكر أن قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق محمد حمدان حميدتي، كشف عدد القتلى بين قواته المشاركة في الحرب باليمن.
وأوضح الضابط السوداني، في مقابلة مع صحيفة "الجريدة" السودانية، أن قوات الدعم السريع فقدت 412 عسكريا منذ تأسيسها، 13 منهم لقوا حتفهم في اليمن، حسبما نقلته مواقع إخبارية سودانية.