رجح خبير إسرائيلي بارز، مواصلة "إسرائيل" للعمل في سماء سوريا ولبنان، مشيرا إلى أن إيران تفضل تثبيت وجودها هناك بمعزل عن أي مواجهة، فيما يفضل الأسد الهدوء عن حرب تضعضع حكمه.
وأكد خبير الشؤون الاستخبارية والأمنية، لدى صحيفة "معاريف" العبرية، يوسي ميلمان، أن ما حدث أول أمس في سوريا، "هو الوضع والحدث الأخطر، والذي اقتربت فيه إسرائيل وإيران من المواجهة العسكرية بينهما".
وهي المرة الأولى التي تتسلل فيها طائرة غير مأهولة إيرانية إلى "إسرائيل"، والأولى أيضا التي تسقط فيها طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي في نشاط عملياتي منذ 1982، وأما الهجوم الذي شنته إسرائيل ضد منظومة الدفاع الجوي السورية منذ حرب لبنان الأولى، فكان الأكبر.
ولفت أنه "في مرات سابقة تسللت إلى إسرائيل من لبنان وسوريا طائرات غير مأهولة إيرانية، ولكن حزب الله هو الذي كان يشغلها، وأما في هذه المرة، كان كل شيء كان إيرانيا؛ الطائرة، نقطة القيادة والتحكم، التوجيه والتسيير لطيرانها حتى تسللها إلى إسرائيل.
ويركز سلاح الجو الإسرائيلي، على قدرة تشخيص إقلاع الطائرة غير المأهولة من شرق سوريا، ومتابعتها وإسقاطها"، وفق الخبير الذي نوه أن "إسرائيل ستدرس مزاياها وقدراتها وتشرك بالنتائج أصدقاء لها في الشرق الأوسط وخارجه؛ والتي تعد إيران تهديدا لهم".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي بشؤون إيران: الفرحة بطهران سابقة لأوانها
كما ألمح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، العميد تومر بار، أن "الطائرة الإيرانية ربما تكون قد بنيت على أساس تكنولوجيا الطائرة غير المأهولة المتملصة الأمريكية التي نجحت إيران في اعتراضها قبل بضع سنوات، وفي جهة أخرى ينبغي عدم تجاهل أن طائرة إسرائيلية متطورة أسقطت في الحادثة".
حرية العمل الجوي
وفي أعقاب إسقاط طائرة إف 16، أشار ميلمان، أن "هناك من يؤبن حرية العمل الإسرائيلية في سماء سوريا ولبنان، وفي تقديري، أن سلاح الجو سيستخلص الدروس جيدا"، مؤكدا أن "تسلل الطائرات غير المأهولة يشهد على تصميم إيراني على العمل في سوريا، ومواصلة جمع المعلومات عن إسرائيل وعدم الخوف من الهجمات التي تنسب لسلاح الجو ضد مواقع إيرانية و سورية لإنتاج الصواريخ الدقيقة في سوريا".
وقدر الخبير الأمني، أن "يد إسرائيل لم تضعف، وستواصل نشاطها العسكري ضد تثبيت الوجود الإيراني في سوريا"، محذرا "إسرائيل من الانجرار إلى الاستفزاز الإيراني والسوري الذي يحاول أن يرسم صورة النصر، وأن يشير إلى أن الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا لا تردع إيران".
وأشار إلى أن "الاستراتيجية الإسرائيلية؛ كانت ولا تزال الاحتفاظ بحرية العمل الجوي في سماء سوريا ولبنان، وإحباط نوايا إيران وحزب الله لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة وطويلة المدى"، مقدرا أن "إسرائيل ستواصل العمل في سمائهما".
وفي ذات الوقت، بيّن ميلمان أنه "ليس لإسرائيل رغبة في أن تعلق في مواجهة مباشرة مع إيران وسوريا، خشية أن تمتد إلى لبنان وستصبح حرب الشمال الأولى في جبهتين"، منوها أن "التقدير الاستخباري الإسرائيلي؛ يشي بأن إيران غير معنية بالحرب، وهي تفضل مواصلة تثبيت وجودها بالتدريج في سوريا ولبنان".
اقرأ أيضا: وزير الاستخبارات الإسرائيلي يهدد إيران عبر موقع سعودي
ووفق هذا الواقع، فإن "الطرفين يسعيان لتحقيق أهدافهما دون الانجرار لحرب شاملة؛ تحت اسم لعبة الاحتواء والتي تتضمن شد حدود الغلاف وفحص رد فعل الخصم"، وفق الخبير الذي أشار إلى أن "التجربة الماضية تفيد بأن الحروب التي وقعت في الشرق الأوسط، لا تكون دائما كنتيجة مقصودة مع تخطيط مسبق".
ورأى أن "مفتاح منع التصعيد منوط بروسيا بشكل كبير، والتي لها تأثير على إيران وتأثير كبير جدا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكدا أن "الأسد غير معني بحرب تضعضع مرة أخرى حكمه".
هآرتس: جولة القتال الأولى مع إيران انتهت.. متى الثانية؟
جنرال إسرائيلي: الإيرانيون باتوا أكثر جرأة على مواجهة إسرائيل
كاتب إسرائيلي: حرب أخرى لا طائل منها