أثارت الأنباء التي تحدث عنها موقع محلي لبناني حول عودة الآلاف من عناصر حزب الله إلى لبنان بعد مشاركتهم في المعارك السورية، اهتمام المراقبين والمحللين.
وكان الموقع اللبناني (ملفات لبنانية) أشار إلى عودة نهائية لحوالي أربعة آلاف مقاتل في حزب الله على دفعتين إلى لبنان، مبينا أن هذا العدد يشكل نصف قوة الحزب في سوريا.
وبحسب ذات الموقع فإن هذه التحركات كتوجه جديد للحزب الذي يخشى من حرب إسرائيلية في لبنان، فما هي جدية هذه الأنباء ومصداقيتها، وما هي دلالاتها في حال ثبتت، أم إنها لا تعدو كونها أنباء غير دقيقة؟
وفي هذا الصدد شكك الكاتب الصحفي اللبناني مصطفى فحص في مصداقية هذه الأنباء، معربا عن استغرابه بقوله "المشكلة في لبنان أن المعلومة الأمنية تصبح متداولة كأنها يقين ولها مصدر".
واعتبر في حديثه لـ"عربي21" أنه "من الصعب أن يتم رصد عودة هذا العدد الكبير من مقاتلي حزب الله إلى لبنان، علما بأن الحزب يمتلك الوسائل الكثيرة التي تجعله بعيداً عن الأعين".
ورأى فحص، أنه لا يمكن لأحد أن يؤكد هذه المعلومات إلا ممن هم في داخل سوريا، لأنهم يعرفون حجم وجود وكيفية انتشار الحزب في سوريا، كما قال.
وتعليقا على حديث الموقع كما هو، فقد أشار إلى وجود أنباء تشير إلى أن حزب الله بصدد الاستعداد لرد عدوان إسرائيلي وشيك على لبنان، وتابع بأن كل المؤشرات الإقليمية والدولية والصراع في المنطقة وكذلك التحركات الإسرائيلية العسكرية تشير إلى حدوث شيء ما في المنطقة.
وقال فحص، إنه بالتأكيد في حال حصل تطور ما فإن أولويات حزب الله ستكون لبنانية أكثر منها سورية، لافتا في سياق متصل إلى الصراع الروسي الأمريكي في سوريا.
وأوضح أن "هناك خطة أمريكية للضغط على روسيا لإضعاف الدور الإيراني في سوريا، وهذا الأمر مستحيل بدون قيام عمل عسكري ضد إيران، ومن هنا نستطيع فهم هذه التحركات على أنها رسالة إيرانية ومن حزب الله للأمريكان بأنهم قلصوا تواجدهم في سوريا، بهدف التخفيف من الضغط الأمريكي على روسيا".
واستطرد قائلا: "كذلك قد تكون رسالة للروس أيضا، حيث تحاول إيران القول بأن تخفيض عدد القوات الموالية لها في سوريا سيضع النظام السوري وروسيا في موقف ميداني ضعيف".
وذهب فحص إلى قراءة أخرى، حيث ألمح إلى أن حزب الله يحاول تجنيب نفسه معركة كبيرة في سوريا، وأنه يريد توطيد وجوده في الجنوب اللبناني، لا سيما أن الحزب يستمد شرعيته من خلال صراعه مع إسرائيل، الشرعية التي خسر الكثير من زخمها بسبب تدخله في سوريا.
وفي السياق ذاته، ربط الخبير العسكري اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري، بين انسحاب الآلاف من عناصر حزب الله من سوريا وبين التهديدات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية لإيران وللحزب في سوريا.
ورأى الدويري في حديثه لـ"عربي21"، أن هناك حسابات لدى حزب الله لمواجهة اندلاع مواجهات مع إسرائيل، وخصوصا بالنظر إلى حالة عدم الاستقرار في الجنوب السوري بشكل عام.
من جانب آخر، لفت اللواء إلى حالة عدم الاستقرار الذي يسود لبنان، على خلفية الخلاقات بين المسؤولين اللبنانيين، وعلى خلفية الأحداث الأمنية في طرابلس، مشيرا كذلك إلى التعاون الأمريكي الأرجنتيني في متابعة أذرع الحزب في أمريكيا الجنوبية.
وجوابا عن سؤال "عربي21" حول ما إذا كان الوضع العسكري في سوريا يعتبر عاملا مساعدا للحزب للانسحاب، رأى الدويري أن الحزب يحاول أن يقول بأنه أنجز معظم المهام العسكرية الموكلة له، وأنه ساعد على تثبيت النظام عسكريا.
واستدرك، "لكن الواقع الميداني السوري لا يساعد، لأن ما يسمى بجيش النظام هو بالأصل غطاء لحزب الله وغيره من المليشيات الطائفية الأخرى"، مختتما "لكن هناك أمر أهم من سوريا، وهي التهديدات الإسرائيلية".
موقع لبناني: عودة واسعة لمقاتلي حزب الله من سوريا (أرقام)
لاجئ سوري يحرق نفسه أمام مركز للأمم المتحدة في شمال لبنان
رسالة تضامن مثيرة من نصر الله لخامنئي إثر الاحتجاجات