استياء الجيش.. هل يجهض طموح السيسي في الولاية الثانية؟

تحدثت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية عن الانتخابات الرئاسية المصرية المرتقبة، والتي يمكن أن تنتهي بتولي عبد الفتاح السياسي لولاية ثانية، في حال لم يحدث أي أمر غير متوقع.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من إزاحة السيسي لكل المنافسين له في الانتخابات الرئاسية، إلا أن الشائعات تزايدت في البلاد، مشيرة إلى أن استياء الجيش من الرئيس الحالي، عامل قد يؤدي إلى إجهاض طموحه في الفوز بولاية ثانية.

وبينت الصحيفة أن الفترة الأولى من حكم السيسي كانت بمثابة الفشل الذريع والمهزلة، وهو جانب يتفق حوله المصريون وغير المصريين على حد السواء، لافتة إلى أن الوضع الاقتصادي وصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، بالرغم من المساعدات السخية من دول الخليج العربي.

وذكرت أن التضخم الاقتصادي وصل إلى نسبة 30 بالمئة في مصر، إلى جانب ارتفاع تضييق الخناق على الحريات العامة.

اقرأ أيضا: إعلامي مصري: خطاب السيسي جاء ردا على "محاولات انقلابية"

وأفادت الصحيفة بأن السيسي عزز حظوظه التي تضمن له الفوز في الانتخابات المقبلة، المقرر تنظيمها في أواخر الشهر القادم، مرجحة أن "يفوز السيسي بولاية ثانية، على الرغم من فشله خلال ولايته الأولى على جميع المستويات، سواء في داخل البلاد أو خارجها.

وكشفت الصحيفة أنه منذ أن تربع السيسي على كرسي الرئاسة، تفاقم الفساد داخل الإدارة المصرية، وتوترت علاقات البلاد مع إثيوبيا بسبب سد النهضة الذي يهدد نهر النيل، إضافة إلى قضية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، التي أوشك السيسي على التخلي عنهما لصالح السعودية.

وأوردت الصحيفة أن موجة القمع تسببت في الزج بآلاف السياسيين وراء القضبان، كما شملت الممارسات القمعية جنرالات من الجيش المصري.

ونقلت الصحيفة أن مظاهر الفشل المختلط بحالة الاحتقان والتوتر في مصر، أصبحت جلية للعيان خاصة في ظل تزايد نشاط عناصر تنظيم الدولة في سيناء، ومعاناة مصر من أسوأ الهجمات الإرهابية في تاريخها خلال السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضا: هجوم علني متبادل بين السيسي وإعلاميين مقربين من المخابرات

ومن جانب آخر، لم تدر قناة السويس الجديدة، التي أنفق السيسي أموالا طائلة في سبيل تهيئتها، أية أرباح تذكر، إلى جانب أن إيرادات قناة السويس لم تتضاعف مثلما وعد السيسي، وكذلك قطاع السياحة الذي يعد مصدر العملات الأجنبية الرئيسي، قد شهد ركودا بالكامل، وأصبح قدوم السياح نادرا للغاية.

وأوردت الصحيفة أن السيسي تمكن من إزاحة حوالي أربعة منافسين له في السباق الرئاسي، ليفسح أمامه الطريق نحو الفوز المؤكد.

وبالنسبة للمرشح الأول وهو الرئيس السابق للقوات المسلحة الجوية، أحمد شفيق، فقد تعرض لتهديدات أجبرته على سحب ترشحه، أما المرشح الثاني، سامي عنان، فقد اتهم بالتحريض.

من جهته، أعلن محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس السابق السادات، تراجعه عن الترشح للرئاسة بسبب مناخ الخوف الذي يطغى على الساحة السياسية المصرية، وقد حدث نفس الأمر بالنسبة للناشط الحقوقي خالد علي، الذي تخلى عن السباق الرئاسي بسبب تتبع المحاكم له.

اقرأ أيضا: متحدث باسم حملة عنان يهاجم السيسي: أخذنا نحو نهاية بائسة

وأوضحت الصحيفة أن ترشح موسى مصطفى موسى، المرشح الوحيد الذي أبقى عليه السيسي، أعطى انطباعات بأن الانتخابات في مصر ليست ديمقراطية، مشيرة إلى أنه أعلن الترشح كي لا يبقى السيسي لوحده في قائمة المرشحين.

وأوردت الصحيفة أنه وقع إثارة جملة من الشكوك، خلال الأسابيع الأخيرة، مفادها أن الاستياء من الوضع الحالي قد تفشى بين صفوف الجيش المصري، وبدرجة كبرى.

وفي نفس الوقت، راجت أخبار تشير إلى أن المجالس العسكرية تنتقد السيسي بحدة، وتبحث عن خليفة له، لكن يبدو أن عبد الفتاح السيسي، مسيطر على الحكومة والجيش على حد السواء، بحسب الصحيفة.

ونوهت إلى ما تشير إليه وسائل الإعلام غير الرسمية من إمكانية حدوث "مؤامرة عسكرية" خلال فترة الحملة الانتخابية، وشكوك تلك المواقع في مواصلة السيسي لولايته الثانية في حال تواصل التدهور العام لأوضاع البلاد.