نشر موقع
"آف.بي.ري" الروسي تقريرا استعرض فيه أعراض
اكتئاب ما بعد
الولادة، لا
سيما أن هذه الظاهرة تصيب الكثير من النساء.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن القلق المبالغ فيه يندرج ضمن أعراض
اكتئاب ما بعد الولادة. فالولادة تعني تحمل المزيد من المسؤوليات، على غرار ضرورة
مراقبة
صحة الطفل، والاهتمام بحاجياته. لذلك، من الضروري مقاومة القلق وعدم
الاستسلام لمثل هذه المشاعر السلبية. إلى جانب ذلك، من المهم الاعتماد على مساعدة
الآخرين في التعرف على علامات الاكتئاب، لأنها تتيح لك فرصة زيارة الطبيب في الوقت
المناسب لتجنب تدهور حالتك.
وأضاف الموقع أن
المرأة لا يمكنها أخذ قسط كاف من الراحة في الأيام الأولى بعد الولادة، نظرا
لتراكم المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وغياب دعم ومساعدة الآخرين. وفي ظل هذا
الوضع، يمكن أن تصبح المرأة سريعة الغضب وتكون ردود أفعالها عنيفة أحيانا. كما أن
مضاعفات
الحمل، أو الولادة، وغياب الدعم، والقلق من أهم العوامل التي تزيد من حدة
الشعور بالغضب.
وأورد الموقع أن
الأبوة والأمومة ترتبط بالعديد من القرارات المتعلقة بالطفل، وقد تثقل هذه
المسؤولية كاهل الأم ما يجعلها تصاب باكتئاب ما بعد الولادة. وفي الواقع، إن عدم
القدرة على اتخاذ القرارات يندرج ضمن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، علما بأن
الشعور بالقلق إزاء هذا التغيير الجذري أمر شائع وطبيعي.
في هذا الحالة، تنصح
المرأة بالتواصل مع بعض الأقارب والأصدقاء. وفي حال لم تستطع الخوض في محادثات من
هذا النوع، ينبغي لها أن تدع الأمور تسير وفق مجراها الطبيعي. ومن الضروري
معالجة اكتئاب ما بعد الولادة لتجنب تأثيراته السلبية على صحة الأم والطفل على حد
السواء.
وبين الموقع أن
الإفراط في تناول الطعام أو فقدان الشهية يعتبر من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
في الحقيقة، يعد فقدان الشهية أمرا مقلقا لأن جسم الأم المرضعة يحتاج إلى استهلاك
ما بين 300 و500 سعرة حرارية في اليوم لتأمين جميع حاجات الرضيع الغذائية. في هذا
الإطار، يجب التحدث مع الأقارب وبصفة خاصة الاستماع إلى تجارب النساء اللاتي تعرضن
لمثل هذه الحالة مسبقا، وطلب المساعدة لمعرفة كيفية التعامل مع هذه المسألة.
وذكر الموقع أن المرأة
لا تستطيع الحصول على قسط كاف من النوم إثر الولادة وذلك يعود إلى أسباب كثيرة من
بينها عدم استعادة التوازن الهرموني. في هذا الصدد، ينبغي للمرأة محاولة
التوفيق بين الوقت المخصص للاعتناء بطفلها وبين الوقت المخصص لراحتها. كما يجب طلب
المساعدة أو استشارة طبيب نفساني إذا تفاقمت مشكلة الأرق.
وأوضح الموقع أن أغلب
الأمهات ينتابهن الشك في قدراتهن على أداء مهامهن تجاه أبنائهن على أكمل وجه. وفي
معظم الحالات، يندرج عدم زوال هذا الشك ضمن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، لذلك
ينبغي للأم الحديثة البحث عن الطرق التي من شأنها تعزيز ثقتها في نفسها، على غرار
التواصل والحديث مع نساء قد واجهن مشاكل مماثلة.
وأورد الموقع أن جميع
الأمهات تبالغن في الخوف على أطفالهن، وقد تؤدي هذه الأفكار السلبية إلى الإصابة
باكتئاب ما بعد الولادة. وللتخلص من هذا الخوف المفرط على الطفل، تنصح الأم
بالاعتراف بجميع الأفكار السيئة التي تراودها لتتمكن من التحكم في نوبات القلق.
كما ينبغي زيارة أخصائي نفساني في وقت مبكر بمجرد ملاحظة هذه الأعراض لتفادي تفاقم
حالة الاكتئاب.
وأشار الموقع إلى أن
الولادة والأيام الأولى بعد الولادة من أكثر التجارب العاطفية في حياة المرأة.
ويعتبر البكاء بشكل هستيري خلال الأسبوع الأول من الولادة، من بين أعراض اكتئاب ما
بعد الولادة. في هذه الحالة، من الأفضل مناقشة هذه الأعراض مع طبيب نفسي لمعرفة
مدى حدتها ويصف مضادات الاكتئاب المناسبة لك.
وفي الختام، أشار
الموقع إلى ضرورة بحث الأم حديثة الولادة عن بعض مصادر الدعم النفسي، على غرار
استشارة أحد أفراد الأسرة، أو التواصل مع أشخاص مختصين على شبكة الإنترنت، لأن ذلك
سيساعدها حتما على رعاية طفلها كما ينبغي ويحافظ على صحتها النفسية وتوازنها.