كشف مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بقطاع غزة ماتياس شمالي، أنه لم يصل حتى تاريخ اليوم، إلى صندوق الأونروا المبلغ السنوي المطلوب، وذلك خلال بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة عنه مساء الأربعاء.
وقال شمالي خلال لقاء جمعه اليوم مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا، إن تداعيات هذا الأمر "يعني تشويشا واضطرابا في عمل برامج الأونروا، والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الأونروا الخمس، وبالأخص على اللاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة الذي يعاني من مشاكل اقتصادية صعبة جدا".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قررت تعليق دفع 65 مليون دولار من أصل 125 مليون دولار كانت ترصده للأونروا في بداية كل عام كجزء من مستحقات ومساهمات تدفعها للوكالة سنويا.
من جهته اعتبر الأغا بأن ذلك "ابتزاز أمريكي للقيادة الفلسطينية، والتي رفضت بشكل قاطع قرار الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة إليها".
في ضوء ذلك أكد الناطق الرسمي للأونروا سامي مشعشع لـ"عربي21"، أن الوكالة وبالرغم من أية "إجراءات تقشفية فهي مستمرة وملتزمة بمواصلة خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين".
وأوضح أن "إجمالي ميزانية الأونروا (العادية وميزانية الطوارئ وميزانية المشاريع) تبلغ قيمتها الإجمالية مليار و300 مليون دولار أمريكي، والأونروا لن تترك لاجئي فلسطين لوحدهم وستستمر على رأس عملها في سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وغزة، بالإضافة لتواجدها وخدماتها في القدس الشرقية".
وأضاف أن الأونروا تقدم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين و900 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لديها، وبأن مدارسها الـ 711 وعيادتها الـ 143، وكافة خدماتها الاجتماعية والإغاثية والإقراضية وتعليمها المهني والفني في معاهدها، جميعا مستمرة دون انقطاع في الوقت الذي تسعى فيه الأونروا جاهدة لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين والحفاظ على كرامة وحقوق اللاجئين.
في الوقت ذاته قال الناطق باسم الأونروا، بأن جهودا وصفها بـ"الكبيرة تبذل من قبل إدارة الأونروا لحشد الموارد المالية وتوسيع رقعة الدول المتبرعة وسبر آليات للتمويل من جهات جديدة، كالبنك الدولي ومن صناديق الدعم العربية والعالمية، والتوجه إلى مصادر الدعم الآتية من أموال الزكاة وغيرها في محاولة للإبقاء على الخدمات والإيفاء بالتزامات الأونروا والمجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين".
لا يوجد إلزام بالدفع للأونروا
بدوره قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني تيسير نصر الله، إن "تمويل الأونروا من الدول المانحة، ولا يوجد إلزام للدول من أجل دفع مستحقات لها، وبالتالي تستطيع أي دولة وقف تمويلها متى شاءت، وتعتبر هنا المشكلة بسبب عدم وجود إلزام".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "واشنطن تلوح بين الفترة والأخرى بوقف تمويلها للأونروا، وهناك تساوق واضح ومؤكد مع حكومة نتنياهو بأن الأونروا يجب إنهاء خدماتها من خلال الضائقة والأزمة المالية".
وتابع نصر الله: "هم يعرفون وجع الأونروا أين، وبالتالي يتم الضغط لتقليص الخدمات تدريجيا لأنه إذا تم دفعة واحدة هناك خوف من ردة فعل اللاجئين، وهم يريدون امتصاص ردة الفعل بالتدريج".
ونوه إلى أنه يمكن قراءة نقص التمويل في "الانسياق مع دعوات نتنياهو، وإسرائيل تدرك أن وجود الأونروا كشاهد حي على النكبة يضر مصلحتها، ولا بد من زوالها، وبالتالي هي مستهدفة بشكل مباشر من الاحتلال والولايات المتحدة".
وأقر القيادي الفلسطيني أن أبعاد القرار الأمريكي "صعبة على الشعب الفلسطيني، لأن تخفيض الولايات المتحدة سيمس الخدمات الأساسية فأكبر داعم للأونروا هي الولايات المتحدة وكندا، فلذلك إذا أوقفت وخفضت مساهمتها ستعمل على تقليص الخدمات سواء تعليمية أو صحية أو طوارئ، وستمس صلب البرامج مما سيزيد من غضب الشعب الفلسطيني على الأونروا".
وطالب نصر الله بـ"العمل على إيجاد بدائل مالية أخرى إذا بقيت الولايات المتحدة على موقفها، والبديل بمساهمات من دول عربية وعالمية أخرى لإبقاء الأونروا حية حتى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، مع التأكيد أن الأزمة الحالية هي أزمة سياسية وليست مالية".
"تصفية قضية اللاجئين"
أما عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خالد منصور، فاعتبر القرار الأمريكي سياسيا، في ظل مخطط لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء المسؤولية الدولية عن قضية فلسطين ولاجئيها، هذا الأمر له خطورة شديدة على مستقبل وكالة الغوث، الآن وكالة الغوث بعد أن نظرت للخلف رأت أن هناك نقصا في خدمات التعليم والصحة، علما أن برنامج الشؤون الاجتماعية الذي كانت تقدمه تم إنهاؤه منه منذ فترة طويلة".
وأضاف منصور خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "رسالة واشنطن من قرارها تهدف إلى إنهاء وكالة الغوث وتصفية قضية اللاجئين للأبد".
ولفت أن "الولايات المتحدة أوقفت التمويل ولم تعلن نيتها إنهاء القضية، لكن نتنياهو قد أعلن بكل جرأة إنهاء القضية، لأنه يعرف أن وكالة الغوث تمثل قضية اللاجئين الدولية، وهم يريدون إنهاء عملة وكالة الغوث من أجل إنهاء القضية".
بعد التهديدات الأمريكية.. مستقبل عمل الأونروا إلى أين؟
"سامح تؤجر".. مبادرة إنسانية لتخفيف معاناة أهل غزة (صور)
مبيدات إسرائيلية سامة تحرق قلوب مزارعي غزة قبل محاصيلهم