قرر اللواء الليبي، خليفة
حفتر إنشاء
كتيبة عسكرية جديدة تحما اسم "110" مشاة خفيف، سيكون تمركزها في منطقة الهلال
النفطي، دون تحديد مهامها بالضبط.
ونص قرار "حفتر" رقم "401" بتاريخ 31 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على "تكليف العقيد القذافي علي القذافي الفرجاني، آمرا لهذه الكتيبة الجديدة"، على أن يكون تمركزها مؤقتا في "رأس لانوف" (مدينة نفطية تقع في خليج سرت).
وكان حفتر قد أصدر قرارا منذ أيام بتشكيل كتيبة "التدخل السريع"، بقيادة مقدم عماد الزوي (أحد الموالين له)، دون تحديد مهامها.
ما المهمة؟
وفي تصريحات سابق، قال أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "حفتر"، إن "قواتهم تراقب بصفة مستمرة عناصر من تنظيم "داعش" تُحاول على الأرجح شن هجمات على منطقة الهلال النفطي، مؤكدا أن "المنطقة تحت "التأمين الكامل" وأنها مراقبة بطائرات مُسيّرة"، بحسب كلامه.
ورغم تأكيدات المسماري أن المنطقة مؤمنة بالكامل، إلا أن قرار تشكيل كتيبة عسكرية جديدة من قبل حفتر، يثير عدة تكهنات حول: المهام التي ستقوم بها تحديدا، وهل يمكن أن تكون محاولة من حفتر للسيطرة التامة على موانئ النفط كورقة للضغط السياسي؟ أم لمزيد من التأمين فقط؟
عد تنازلي
من جهته، أكد المستشار السابق لوزارة الدفاع الليبية، اللواء سليمان العبيدي، أن "حفتر يتخبط الآن وأن قوته في الاضمحلال، وبدأ مؤيدوه بالتخلي عنه في الشرق الليبي، حتى مصر بدأت في التخلي عنه ولم تبق إلا الإمارات، لذا هو يحاول الآن السيطرة على الموانئ النفطية والعادية وكذلك المطارات".
وأشار في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إلى أن "العد التنازلي بدأ، خصوصا بعد إعلان قائد قوات الصاعقة، ونيس بوخمادة أنه سيتقدم ببقايا قوات الصاعقة إلى مدينة درنة، وأنا شخصيا سأذهب إلى درنة، ومن هناك ستنطلق عملية تحرير الشرق الليبي"، وفق قوله.
بعد سياسي
من جهته، أشار العضو السابق في المؤتمر الوطني الليبي، فوزي العقاب، إلى أن "السيطرة على الموانئ النفطية في
ليبيا، له بعد سياسي مهم جدا، لكن تكليف الكتيبة "110" بالتمركز في هذه الموانيء فهي من أجل التحسب لأي هجوم على الموانئ سواء من "داعش" أو غيرها".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21"، أن "قوات التدخل السريع التي أسسها حفتر مؤخرا، هي قوات ذات طبيعة أمنية وليست عسكرية، ما يدل على أن الفترة القادمة سوف ستكون هناك حملات اعتقالات واسعة لكل من يختلف في الرأي مع وجهة نظر قادة عملية "الكرامة"، حسب كلامه.
تحالف "مضاد"
وقال الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، إن "من أسباب قوة حفتر في المشهد السياسي سيطرته على الجزء الأكبر من موانئ وحقول النفط وأمام التهديدات التي تتعرض لها هذه السيطرة سواء من جانب "داعش" أو المجلس الرئاسي يتعين عليه حمايتها ليحافظ على أهم ورقة بحوزته".
وتابع: "لا يمكن تصور قيام تحالف مضاد لحفتر في الشرق يمكن أن يشكل تحديا حقيقيا له من دون تجريده من ورقة النفط"، كما قال لـ"
عربي21".
صدام مع "المغاربة"
وأوضح مدير منظمة "تبادل" الليبية، إبراهيم الأصيفر، أن "القوات القابعة في الموانئ النفطية الآن قوات "قبلية" تتبع قبيلة المغاربة وأغلب عناصرها من القوات التي كانت مع آمر الموانئ السابق، إبراهيم الجضران والذي انشق عن حفتر، لذلك "المشير" لا يثق في هذه القوات".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21": "حفتر يخشى أن يفقد ورقة رابحة مثل النفط، يمكنه الضغط من خلالها على خصومه أو يساوم بها الدول الغربية حالة عدم فوزه في الانتخابات المنتظرة، وأتوقع صدام بين الكتيبة الجديدة وهذه القوات القبلية"، وفق تقديره.