نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن القمة
الخليجية التي انتهت بعد 15 دقيقة من افتتاحها.
وتبدأ المجلة تقريرها بالقول: "كان الجميع يعلم أن قمة
مجلس التعاون الخليجي لهذا العام ستكون خلافية، إلا أن الوفود لم تكمل شرب كؤوس الشاي لينتهي المؤتمر".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى الحصار الذي تفرضه
السعودية والإمارات والبحرين ومصر على دولة
قطر منذ شهر حزيران/ يونيو، حيث قطعت العلاقات والتجارة معها، حتى تتوقف عن دعم الجماعات الإسلامية.
وتلفت المجلة إلى أن الدولة المضيفة الكويت كانت تأمل بأن يكون المؤتمر في 5 كانون الأول/ ديسمبر مناسبة للتوصل إلى حل، حيث قال الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح في افتتاح القمة: "نؤمن بأن الحكمة ستسود" .
ويعلق التقرير قائلا إن "تفاؤله لم يستمر سوى 15 دقيقة، بعد أن خرج من لقاء مغلق، وأنهى المؤتمر فجأة، مع أنه كان مقررا على يومين، وشعرت الكويت بالتجاهل، فمع أن قطر أرسلت أميرها، إلا أن بقية الدول الأعضاء أرسلت وزراء في الحكومة".
وتفيد المجلة بأنه "قبل بدء المؤتمر بساعات أعلنت
الإمارات عن تحالف عسكري واقتصادي مع السعودية، وكان إشارة من الدولتين المهمتين في المجلس بأن هذه الكتلة قد استنفذت أهميتها".
وينوه التقرير إلى أن مجلس التعاون الخليجي حقق بعض النجاحات كاتحاد اقتصادي، بما في ذلك مناطق التجارة الحرة ذات المعايير بشأن الضريبة والقوانين، مستدركا بأن الخطط الأكثر طموحا، مثل العملة الموحدة، التي كان من المفترض تبنيها عام 2010، توقفت.
وتقول المجلة: "بصفته قوة سياسية، فإن المجلس كان عاجزا، فالسعودية والإمارات لديهما مواقف عدوانية تجاه جارتهما إيران والجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين، وأصبحت البحرين رهن إشارة السعودية منذ عام 2011، عندما أرسلت الرياض قواتها لقمع الانتفاضة في البلد، أما سلطنة عُمان فتقيم علاقات قوية مع دول الخليج العربية وإيران، فيما تحاول الكويت الابتعاد، أو كما فعلت في القمة تعمل على حل المشكلات الإقليمية".
ويستدرك التقرير بأن "قطر ظلت الشاة السوداء، وتبنت موقفا مختلفا عن جيرانها عندما اندلع الربيع العربي في المنطقة، ولم يجبرها الحصار على التوقف عن سياستها، فلديها احتياط ضخم من الغاز، وسكان لا يتجاوز عددهم 2.7 مليون نسمة، وهي أغنى دولة في العالم من ناحية القوة الشرائية، وصب المصرف المركزي 40 مليار دولار من أجل مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية".
وبحسب المجلة، فإن "الزوار لا يلاحظون أن هناك حصارا، ويشتكي السكان من طعم رقائق البطاطا التي تستورد من عُمان الآن، وهي أقل مذاقا من تلك التي كانت تستورد من السعودية، وأحيانا يحصل نقص في الهيل و(بيبسي دايت)، وفي مركز التسوق (فيلاجيو) فإن الرفوف مليئة بالبضائع".
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن السياحة تأثرت، إلا أن المطاعم والحانات في فنادق الخمس نجوم لا تزال مزدحمة، حيث قال أحد أعضاء العائلة الحاكمة: "لقد تكيفنا مع الحصار والعيش في جزيرة".
وتذكر المجلة أنه في الوقت الحالي تحركت دول الحصار إلى مواضيع أكبر، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر حاول السعوديون الإطاحة برئيس الوزراء اللبناني، وشعروا أن الحريري قدم تنازلات كثيرة لحزب الله، واستدعي إلى الرياض، وأجبر على الاستقالة، وظل تحت الإقامة الجبرية لمدة أسبوعين، مستدركة بأن هذه اللعبة ارتدت عكسا، وأفرج عن الحريري بتدخل فرنسي، وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر أعلن رسميا سحبه استقالته.
ويوضح التقرير أن المحاولات السعودية لجعل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يغير ولاءاته، الذي تحالف منذ عام 2014 مع جماعة الحوثيين، فشلت، وفي بداية كانون الأول/ ديسمبر انقلب صالح على حلفائه، ودعا للحوار مع السعوديين، ليقتل بعد أيام.
وتجد المجلة أنه "مع اتفاق السعوديين والإماراتيين حول عدد من القضايا، إلا انهم يختلفون في الموقف من إيران، فالسعودية ترى فيها عدوا وجوديا، وبالنسبة للإمارات فإن سدس الصادرات الإيرانية تمر عبر مضيق هرمز، وتصل نسبة التجارة غير النفطية بينهما إلى 5 مليارات دولار سنويا، وتعد دبي نقطة وصل بين إيران والعالم، ودعم السعوديون والإماراتيون جماعات مختلفة في اليمن، ولكل منهما أهدافه الخاصة في سوريا، وفي الوقت الحالي ما يوحدهما أكثر مما يقسمهما".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه "رغم أن التحالف الجديد لا ينهي مجلس التعاون الخليجي، إلا أنه يدفع الكتلة، التي يبلغ عمرها 36 عاما، إلى الزوال، حيث قال رجل أعمال إماراتي في دبي إن المجلس ما هو إلا (دكان حكي)".