نشرت مجلة "ناشونال إنترست" مقالا لدوف زاكيم المسؤول السابق في وزارة الدفاع ونائب وزيرها في الفترة ما بين 198 و1987، ونائب مدير مركز "ناشونال إنترست"، يقول فيه إن صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جارdد كوشنر لا يمكنه أن يحقق السلام في الشرق الأوسط.
ويبدأ زاكيم مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالإشارة إلى الزيارة السرية التي قام بها كوشنر للسعودية الشهر الماضي، التي لا تزال تحظى بالكثير من التغطية والتحليل، مشيرا إلى أن كوشنر يريد العثور على الكأس المقدسة في الشرق الاوسط مهما كان شكله.
ويشير الكاتب إلى ما قاله توم باراك الملياردير وصديق دونالد ترامب، لمجلة "بوليتكو": "جاريد مدفوع دائما، ويريد حلا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، لكن مفتاح الحل هو مصر، والمفتاح لها هو أبو ظبي والسعودية"، لافتا إلى أنه في السياق ذاته، فإن ترامب نظر لنفسه بأنه سيحقق السلام والصفقة الكبرى، التي استعصت على الرؤساء الأمريكيين من قبله.
ويعلق زاكيم قائلا: "لكن سواء كانت لدى كوشنر المهارات الكافية لمهمة حساسة كهذه، والنجاح حيث فشل دبلوماسيون ذوو خبرة من قبله، فإن هذا أمر يظل محلا للتساؤل، فما جرى في الحقيقة أثناء لقاءات كوشنر أمر مثير للجدل، لكن نقاده يزعمون أنه أعطى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الضوء الأخضر للقيام بحملة تطهير ضد أبناء عمه من الأمراء، وأعطى انطباعا بأن الولايات المتحدة لا مشكلة لديها من أن يقفز ابن سلمان في دوامة السياسة اللبنانية المعقدة، ويدفع رئيس الوزراء سعد الحريري، للاستقالة، التي يبدو أنه سحبها الآن".
ويقول الكاتب: "ربما كان كوشنر راغبا بتحقيق صفقة سلام كبرى في الشرق الأوسط، لكن ليس من الواضح إن كان يعترف بأن السعوديين، الذين يأمل أن يأخذوا القيادة ويضغطوا على الفلسطينيين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعول عليه، لديهم أجندات قد لا تتطابق بالضرورة مع المصالح الأمريكية".
ويفيد زاكيم بأن "هناك إشارات قادمة من الرياض، وهي أن ولي العهد يأمل بتوجيه إسرائيل ضربة لحزب الله، كطريقة لضرب التوسعات الإيرانية في المنطقة، ومن المفهوم لماذا يريد السعوديون أن تقوم إسرائيل بهجوم؛ لأنهم يشعرون بالتهديد الإيراني وبقوة حزب الله نيابة عن طهران، حيث أدى الحزب دورا في دعم نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى تعاونه مع المتمردين الحوثيين في اليمن، في كلا الحالتين يقوم الحزب بمهمة إيران".
ويشير الكاتب إلى أن "السعوديين يخوضون حربا مع الحوثيين، التي تبدو أنها لا تسير إلى اتجاه، ويواصلون الضغط على قطر؛ بسبب ما يزعمونه بأن الدولة الصغيرة تقوم بدعم الإرهاب، ويواصلون مراقبة التطورات في البحرين، التي أرسلوا إليها في عام 2011 قواتهم لقمع الانتفاضة هناك، والتزامات عسكرية كهذه أسهمت في توسيع المهام العسكرية التي تفوق طاقة الجيش، ولهذا لا تستطيع الرياض ملاحقة حزب الله دون القوة العسكرية الإسرائيلية".
ويستدرك زاكيم بأن "نتنياهو لديه حساباته الخاصة، فالنائب العام الإسرائيلي يحقق في قضيتي فساد منفصلتين، وهناك ثالثة تربطه بصفقة غواصات ألمانية، ويحاول حلفاء نتنياهو منع توجيه تهمة لقائدهم، بل يحاولون تمرير قرار يمنع الشرطة من الدعوة أو التوصية في التحقيق المهم، الذي يشارك فيه النائب العام، بتوجيه تهمة ضد نتنياهو".
ويجد الكاتب أن "الرابطة بين طموحات ابن سلمان المتعلقة بإسرائيل وحزب الله ومشكلات نتنياهو تبدو وكأنها محاولة كوشنر تحقيق تسوية، فالسعوديون مستعدون على ما يبدو المضي بتسوية سلمية بشرط ضرب إسرائيل حزب الله، وبالنسبة لنتنياهو، الذي تجنب لسنوات الانخراط في المفاوضات، فإنه قد يكون مستعدا للمشاركة لو كان هذا مقنعا للرأي العام، وكما أشار موقع (المونيتور) فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد للمضي مع خطة أمريكية لتقوية موقفه المحلي، والفكرة هي أن تعاونا سعوديا إسرائيليا قد يقود إلى تعاون فلسطيني إسرائيلي".
ويقول زاكيم إن "آخر شيء تريده الولايات المتحدة هو نزاع جديد في الشرق الأوسط، فهجوم إسرائيلي على لبنان، بالإضافة للحرب السورية واليمن والحرب الأهلية في ليبيا، والتأثير الروسي والإيراني المتزايد في سوريا -على حساب أمريكا- سيؤدي بالفعل لاستنزاف قدرات الولايات المتحدة الدبلوماسية الفقيرة، بالإضافة إلى أن حربا في لبنان قد تؤدي لإثارة حرب أخرى، وجر الولايات المتحدة، كما حدث عام 1958 و 1982".
ويضيف الكاتب: "لحسن الحظ، فإن الإسرائيليين لا رغبة لهم في الوقت الحالي في ضرب حزب الله، وفي الوقت الذي يستعد فيه الأخير لحرب جديدة مع إسرائيل، فإن التردد الإسرائيلي أصاب السعوديين بالإحباط، وفي غياب ضربة إسرائيلية على حزب الله فلا يوجد أي محفز لدفع السعوديين للضغط على رئيس السلطة الفلسطينية للمشاركة في العملية السلمية، ولن يتخلى نتنياهو عن دعمه للمستوطنين والمشاركة في جولة جديدة من المحادثات".
ويخلص زاكيم إلى القول إن "ترامب لا يحتاج فقط لرجل له تأثير في البيت الأبيض، لكن لشخص يمتلك الخبرة ليكون مبعوثه الرئيسي، وإذا كانت التقارير صحيحة فإن كوشنر يقلل من حضوره في البيت الأبيض، وهذا لا يكفي، بل حان الوقت كي يخطو للوراء والتوقف عن التدخل في شؤون الشرق الأوسط".
ذا اتلانتك: لماذا تحرك ترامب ضد منظمة التحرير الفلسطينية؟
صندي تايمز: من هي المصرية دينا باول سلاح إيفانكا السري؟
واشنطن بوست: كيف يجعل ترامب الأمور أسوأ في الشرق الأوسط؟