دعا الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى حماية جميع النساء والفتيات في ليبيا من العنف.
وأعلن سلامة، في سياق رسالته بهذه المناسبة التي توافق 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، عن مقتل ما لا يقل عن 18 امرأة و13 فتاة، وإصابة 26 امرأة و15 فتاة أخرى بجروح أثناء سير الأعمال العدائية في ليبيا خلال العام الجاري.
وطالب المبعوث الأممي، ببذل مزيد من الجهود للوصول إلى النساء في جميع أنحاء ليبيا، بمن فيهن أولئك اللواتي ينتمين إلى أشد الفئات حرمانا وتهميشا، مثل النازحين داخليا والأقليات والشعوب الأصلية والسكان المتضررين من النزاع واللاجئين والمهاجرين.
وأشار سلامة، إلى أن العنف وانعدام الأمن يتسببان، في إلحاق الضرر بالنساء والفتيات أكثر من غيرهن، مما فرض قيودا صارمة على حرية حركتهن وقدرتهن على المشاركة في المجال العام وعلى قدرتهن على التماس سبل الانتصاف من الانتهاكات.
وأكد أن الشعب الليبي ولاسيما أولئك الذين يعيشون أوضاعا هشة وصعبة بمن فيهم النساء والفتيات، بحاجة إلى مؤسسات قوية وإلى توفير نظم متينة لضمان حمايتهم وتعزيز سيادة القانون.
وأوضح سلامة، أن العنف القائم على نوع الجنس يُضعف الوضع الصحي لضحاياه ويقوض كرامتهم وأمنهم واستقلاليتهم، مؤكدا أنه مع ذلك لا يزال محجوباً بثقافة الكتمان، حسب قوله.
وبيّن أن انتشار الأسلحة في ليبيا يضر بشكل مجحف بالنساء والفتيات، وأنهن لا يزلن يتعرضن إلى الاحتجاز التعسفي والحبس في سجون بلا حارسات.
وتحدث سلامة عن أوضاع النساء والفتيات المهاجرات في ليبيا، مؤكدا أنهن معرضات بشكل خاص للإساءة، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والضرب والاحتجاز لأجل غير مسمى في ظروف مروعة.
وشدد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على أنه لا تزال انتهاكات حقوق الإنسان في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين ووضع المرأة قضايا بالغة الأهمية، وأنها قضايا تلتزم الأمم المتحدة بمعالجتها.
واستعان غسان سلامة في رسالته بمقولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "كل امرأة وكل فتاة لها الحق في أن تعيش في مأمن من العنف"، على حد تعبير.
وأثنى سلامة، على الجهود التي تبذلها المجموعات النسائية ومنظمات المجتمع المدني في ليبيا والتي تعمل على تعزيز حقوق المرأة والمساواة.
وأوضح أنه يمكننا معا القضاء على العنف ضد النساء والفتيات والمساعدة في وضع ليبيا على طريق العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، "الطريق الذي تعمل فيه المرأة والرجل معا لبناء وطنهما"، وفق تعبيره.
وجدد سلامة في ختام رسالته، تأكيده على مواصلة الأمم المتحدة للعمل على إنهاء العنف ضد المرأة في ليبيا ودعم النساء الليبيات لبلوغ مستوى يمكنهن من ممارسة حقوقهن السياسية جنباً إلى جنب مع نظرائهن في الحكومة والمنظمات والجماعات النسائية.