نشطاء عن معبر رفح: هل يمكن أن نستبدل جيراننا في معبر الذل؟

مجددا أثارت السلطات المصرية بإغلاقها معبر رفح غضب النشطاء الفلسطينين، وذلك بعد تراجعها فجر اليوم عن إعلانها تمديد فتح معبر رفح البري لمدة ثلاثة أيام قادمة.

القرار المصري شكل صدمة كبيرة لدى المسافرين والمرضى والطلاب العالقين في قطاع غزة منذ سنوات الذين التقتهم "عربي21".

أما على مواقع التواصل الاجتماعي فرأى النشطاء أن معبر رفح تحول إلى معبر "للذل والمهانة" للمسافرين من قطاع غزة مع تكرار إغلاقه وتحكم السلطات المصرية فيه بـ "سادية" بحسب وصف النشطاء الذين أطلقوا العنان لغضبهم عبر وسوم عدة منها #معبر_الذل و #افتحوا_معبر_رفح و #الطلاب_لازم_يسافروا.

وفجر اليوم وبعد التأكد من قرار الجانب المصري عدم تمديد عمل المعبر وإغلاقه في الاتجاهين اضطر كافة المسافرين للعودة إلى بيوتهم.

وفتحت السلطات المصرية معبر رفح البري مدة ثلاثة أيام كان آخرها يوم أمس، وسمح ذلك بسفر المئات من الفلسطينيين العالقين؛ وخاصة ممن شملهم كشف تنسيقات المخابرات المصرية، فيما لا يزال عشرات الآلاف من الطلاب والمرضى والمسافرين العالقين بانتظار موعد سفرهم الذي لم يعرف بعد.

وأظهرت تعليقات النشطاء التي رصدتها "عربي21" معاناة المسافرين، والفساد في معبر رفح وحالات دفع الرشاوى للعبور، وخروج المعبر من الحسابات السياسية، وتمنى النشطاء استبدال جيرانهم بآخرين.

معاناة مستمرة لأهل غزة الناشط أدهم أبو سلمية الذي تواجد بالمعبر خلال الأيام الماضية نقل عدة صور وتوثيق لحجم المعاناة فقال: "ثلاثة أيام من الفجر حتى المساء قضيناها على بوابة #معبر_رفح ولم نتمكن من السفر!! أحلام الطلاب تتبخر، ومستقبل يضيع على بوابة الأشقاء، ومرضى لا حول لهم ولا قوة".

كما نقل أبو سلمية بعدسته صورا لمعاناة الأطفال في المعبر ونشر مقطعًا لمجموعة من السيدات يناشدن مسؤولي المعبر لفتحه والسماح لهن ولأطفالهن بالدخول.

وعلقت الصحفية الفلسطينية عروبة أيوب عثمان: "مهما كان، سيظلّ #معبر_رفح بذاكرتنا المكان الذي بدّد أعمارنا، قضم أرواح أحبائنا على عجالة،ومن ضمنهم أمّي فاتنة التي توفيت على سريرها في مستشفى الشفاء، وحلم زراعة الكلى بباكستان يسكنها. اختارت أن تنسحب بهدوء، بعدما جلدتها الحدود وحوّلتها إلى مجرّد رقم جديد يضاف إلى سجل شهداء الحصار".

وقالت ابتسام مصطفى: "من يريد التعرف على معاناة أهل #غزة! فليأت لمشاهدة المسافرين عبر معبر رفح... وجوههم تظهر حجم الظلم والمعاناة داخل #القطاع من شدة الحصار! #معبر_رفح". أما محمد الراعي فتناول الفساد في معبر رفح فقال: "في المعبر هل يستوي الذين يدفعون والذين لا يدفعون؟!! #معبر_رفح". معبر رفح خارج السياسة ملك الشريف أكدت أن أزمة معبر رفح ستظل قائمة ولن يتم نقاشها أو حلها سياسيا فقالت: "#معبر_رفح الملف الذي لن يفتح ابدا بالمصالحة أو بغيرها، #المصالحة_الفلسطنية كانت فقط متاجرة ولإرضاء أطراف سياسية وليس لخدمة الموجودين في معتقل كبير اسمه قطاع #غزة فهموم الناس آخر ما يفكر فيه السياسيون". الكاتبة لمى خاطر أيدت ملك في حديثها واعتبرت أن معبر رفح يلخص حال المصالحة الفلسطينية فقالت:

ممكن نغير جيرتنا؟

نشطاء آخرون صبوا جام غضبهم على مصر وتمنوا لو كان لهم جيرانٌ آخرون :

شهادة على الفساد

وخلال التعليقات أشار العديد من النشطاء وإعلاميون فلسطينيون إلى حدوث "تنسيقات ورشاوى" بمعبر رفح للسماح بالدخول وصلت إلى ثلاثة آلاف دولار. من بين تلك الشهادات ما أشارت له الصحفية "Marah M. Elwadia" عبر حسابها على "تويتر" إلى وجود كشوفات للتنسيقات وعلى كل شخص دفع ثلاثة آلاف دولار للعبور. وهو ما أكده عدة نشطاء آخرون. الصحفية مرح أكدت أنها كانت ستسافر إلى تونس لتلقي "تدريبات للإعلاميات الفلسطينيات" منذ يوم الخميس الماضي لكن إغلاق المعبر حال دون ذلك.