هاجم وكيل وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فرج قعيم، قوات اللواء خليفة حفتر، واصفا إياها بـ"الميليشيات" والعصابات وأنها وراء محاولة اغتياله الأخيرة في بنغازي (شرق ليبيا).
وأكد قعيم، أن حفتر شخصيا هو من يقف وراء عمليات الخطف والقتل التي تحدث في الشرق الليبي، وأنه قام بمحاولة اغتياله عدة مرات آخرها منذ أيام، موضحا أن "سقوط القدائف الجمعة، على معسكر القوة الخاصة التابعة له تم عن طريق طائرات حفتر، وأنه أدّى إلى سقوط ثلاثة قتلى وأربعة جرحى"، بحسب تصريحات تلفزيونية الجمعة.
"48 ساعة"
وأمهل قعيم، الذي ينتمي إلى قبيلة العواقير (أكبر قبائل الشرق الليبي)، حفتر ومن معه مدة 48 ساعة حتى يغادر "حفتر" قيادة الجيش ويسلم مهامه إلى اللواء ونيس بوخمادة، داعيا الكتائب المسلحة في مدينة بنغازي إلى أن تسلم سلاحها إلى بوخمادة.
اقرأ أيضا: قعيم يعلن الحرب على حفتر ويتهمه بمحاولة اغتياله
ووجه وكيل داخلية الوفاق نداء إلى أهالي المخطوفين والقتلى بالحضور اليوم السبت، إلى منطقة برسس في بنغازي من أجل التباحث حول مصير حفتر وكشف مخططاته وأنه وراء اختطاف أبنائهم وقتلهم.
ورأى مراقبون أن هذه الاتهامات والتهديدات من قبل "قعيم"، هي بمثابة تصعيد كبير في الشرق الليبي، وخاصة أن الأخير سيستقوي بالقبائل وبعضها بدأ يتذمر من ممارسات حفتر وقواته، ما قد ينذر بصدام كبير في الشرق الليبي.
والسؤال: هل بدأ الصدام المسلح بن "قعيم" وحفتر"؟ وما موقف حكومة الوفاق التابع لها قعيم؟
حرب حقيقية
من جهته، أكد المستشار العسكري للرئاسي الليبي سابقا، اللواء ركن سليمان العبيدي، أن "قبيلة "قعيم" ستسانده وبقوة في حربه مع حفتر، كما ستسانده قبائل الجبارنة وهم البراغثة والعواقير والمغاربة وحلفائهم، فهناك صحوة فى الشرق الليبي ضد حفتر".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "الأهم عسكريا، هي منطقة العبيدات وهي المساحة بين مفترق شحات إلى قرب الحدود المصرية وبها نصف مليون نسمة، وهذه هي من أسقطت قوات القذافي في الأسبوع الأول من الثورة وستكون كلمتها قوية"، حسب قوله.
وتابع: "وأتوقع أن يقوم "حفتر" بتركيبته المعقدة وتأثير أسره في تشاد من قبل، القيام برد فعل ما، لكنه هنا سيهزم، ونحن نعد العدة للمحافظة على وحدة الوطن، والأمور ستكون جيدة فى أقرب وقت".
تهدئة مشروطة
لكن الناشط الفيدرالي في الشرق الليبي أبو بكر القطراني، توقع أن "تقوم القبائل التي ستساند "قعيم" بدور في تهدئة مشروطة، وأن يتم احتواء المشكلة من قبل "ونيس بوخمادة" خاصة بعد أن ارتفعت كثير من الأصوات تطالب القيادة (حفتر) من الانتباه للحديقة الخلفية التي كانت سببا في كثير من المشاكل للجيش (قوات حفتر)".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "تعرض قعيم لاعتداء مباشر ومحاولة اغتياله ثم قصف قواته بالطيران يعد تطورا كبيرا في الأحداث، وربما عسكريا سيقود إلى تصعيد غير محسوب النتائج، لكن قد تستطيع القبيلة احتواء الأمر"، حسب رأيه.
واستبعد الناشط من بنغازي، أحمد الشركسي، أن "يستجيب "بوخمادة" لنداء "قعيم" بتوليه قيادة الجيش بديلا عن "المشير" حفتر، وبخصوص موقف حكومة الوفاق فإنها "كعادتها ستلتزم الصمت وتتابع الأحداث عن بعد".
حصار حفتر
وأشار الباحث الليبي وعضو المجلس الانتقالي السابق عبدالرزاق العرادي، إلى أن "جزءا كبيرا من المأساة التي يعيشها الشعب الليبي هو إقحام القبيلة في الشأن السياسي وفي الصراع المسلح وأن كلفته الاجتماعية كارثية وأظن أن القبيلة كالعادة ستسعى لمسك بالعصا من المنتصف".
اقرأ أيضا: السيسي يجدد دعمه لحكومة "الوفاق الليبية"..ماذا عن حفتر؟
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "أخطر ما في تصريحات "قعيم" هو اتهامه لحفتر بالخطف والاغتيالات وهو ما يُعد صدمة للمجتمع الليبي وبالذات في "برقة" والتي دفعت دماء أبنائها ودمرت أحياء بأكملها في بنغازي في حرب مستعرة لمدة ثلاث سنوات، كل ذلك لأجل البحث عن من يقف وراء الاغتيالات".
وتابع: "حفتر يعيش أياما صعبة، يستعر عليه الحصار دوليا وتشتد عليه التهم بجرائم حرب، واتهامات "قعيم" الأخيرة قد يساهم في أن تنفض عنه الدول الداعمة وبالذات فرنسا ومصر، أما حكومة الوفاق التابع لها "قعيم"، ستكون في موقف محرج جدا، فهي تسعى للسيطرة على كامل التراب رويدا رويدا، وغير مستعدة للدخول في حرب فتكون بذلك طرفا في المشهد"، وفق تقديره.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لقوات حفتر للتعليق على تصريحات وتهديدات "قعيم" وموقفها منها، إلا أنها لم تتلق أي تعليق".
اتهامات للنظام المصري بقصف درنة وحفتر ينفي مسؤوليته
جريمة "الأبيار" تدق طبول الحرب بين "الوفاق" وحفتر
بعد مجزرة الأبيار.. هل ستنقلب قبائل الشرق ضد حفتر؟