يقيم الفلسطينيون فعاليات إحياء للذكرى المئوية لوعد بلفور، في الخارج والداخل الفلسطيني، خلال الأسبوع الجاري، تزامنت مع الجدل الذي أثارته رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، بعد رفضها الاعتذار للشعب الفلسطيني بعد مطالبات فلسطينية.
وجاءت الفعاليات متنوعة، إذ دشن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بالتعاون مع مؤتمر فلسطينيي أوروبا، موقعا على الإنترنت للحديث عن الذكرى، في حين أطلق الفلسطينيون وسما خاصا لهذه الذكرى، بالإضافة إلى فعاليات أخرى.
وكانت السلطة الفلسطينية قد طالبت بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، الذي أعطى ما أسماه "حقا لليهود بفلسطين"، حيث طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ذلك في خطابه أمام الجمعية العمومية نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي.
ورفضت بريطانيا مطلب الفلسطينيين، في حين احتفل الإسرائيليون بالوعد والموقف البريطاني بفرح غامر.
وتعليقا على الرفض البريطاني الاعتذار للشعب الفلسطيني عن الوعد، قال المدير التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني في لندن، طارق حمود: "إن موقف تيريزا ماي امتداد طبيعي لموقف المحافظين من الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع في حديثه لـ"عربي21" بأن "هذا الموقف غير مستهجن جدا، لأن قيام إسرائيل تعبير استعماري كان ولا يزال، وبالنسبة لبريطانيا فهو يعطي مؤشرا كبيرا على التصالح مع إرثها الاستعماري"، وفق قوله.
وأشار حمود إلى أن "وعد بلفور هو صيغة استعمارية لا تزال قائمة من كل الميراث الاستعماري الذي بات من مخلفات الأمم المتحضرة".
وفي ما يأتي الفعاليات المتنوعة في ذكرى بلفور، وفق ما رصدته "عربي21":
حملة اعتذار
كشف حمود عن أن مؤسسات تمثل اللاجئين الفلسطينيين في الخارج ستقوم بالرد على هذا الموقف، من خلال استمرار المطالبة بالوسائل المتاحة كافة، قانونيا وأخلاقيا، التي لا يمتلك أحد منع الفلسطينيين عن إقامتها كشعب لا يزال تحت الاحتلال، وله كل الحق بالدفاع عن نفسه.
وأشار إلى وجود ما أسماها "حملة اعتذار"، ستمضي خلال الأيام المقبلة، وتستمر حتى ينال الشعب الفلسطيني شيئا ولو معنويا من حقوقه، موضحا أن "بريطانيا مسؤولة عن مظلمة شعبنا، وينبغي أن تعالج هذا الظلم التاريخي".
اعتذار وفيلم قصير
وأوضح أن هناك نشاطات عدة ستكون ضمن حملة الاعتذار، منها توقيع 13 ألف بريطاني على عريضة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار من الشعب الفلسطيني على وعد بلفور.
ومن الفعاليات أيضا عرض فيلم قصير عن وعد بلفور. وكانت الحملة انطلقت بندوة استضافتها البارونة جيني تونغ في مجلس العموم البريطاني.
وقال حمود إن "هناك عددا من التصورات التي سنقدمها من أجل العمل المشترك مع الأطر الرسمية وغير الرسمية كافة، لمتابعة الحملة وتصاعدها لممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على الحكومة البريطانية".
اقرأ أيضا: ماي: بريطانيا فخورة بتأسيس إسرائيل وسنحتفل بـ"وعد بلفور"
وأكد حمود أن هناك تنسيقا بين الحملة الفلسطينية وعدد من المؤسسات والناشطين البريطانيين.
وسجل الحمود تفاعلا واسعا من الرأي العام البريطاني مع الموضوع، وبات البريطانيون يتلقون الرواية الفلسطينية بكثير من الموضوعية، ويستجيبون لسلوك الفلسطينيين المدافع عن حقوق شعبهم.
وقال: "ماي وحكومتها ونتنياهو سيعقدون احتفالا من 150 شخصية منتقاة بعناية وتحت حراسة وسرية مشددة، وهو مؤشر كاف بحد ذاته لنعرف كيف يقف هذا المشروع الاستعماري بعد 100 عام من رعايته ودعمه".
وسم لرفض الوعد
وأطلق الفلسطينيون وسم "#Balfour100"، ليغردوا به دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لوعد بلفور.
ويهدف الهاشتاغ إلى التذكير بالمظلمة التي وقعت على الشعب الفلسطيني بسبب وعد بلفور.
التهديد بمقاضاة بريطانيا
وكانت السلطة الفلسطينية قررت مقاضاة بريطانيا، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن وزارته ستقاضي بريطانيا على خلفية عزمها إحياء مئوية وعد بلفور.
وندد المالكي يوم أمس الخميس في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية بـ"تمادي الحكومة البريطانية بالإصرار على الاحتفال بمئوية وعد بلفور بدلا من الاستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه".
وقال: "إن الموقف البريطاني يمثل تحديا كبيرا لرأي الشعب البريطاني والمجتمع الدولي وفلسطين حيال الموضوع، ويعكس لامبالاة حقيقية للمسؤولية التاريخية والجريمة التي ارتكبتها بريطانيا قبل مئة عام".
ودعا الوزير لمجابهة خطوة الحكومة البريطانية بإجراءات فلسطينية مضادة برفع دعاوى قضائية ضدها سواء في المحاكم البريطانية أو الأوروبية على ما ارتكب من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
ما مستقبل المبادرة العربية بعد زيارة ابن سلمان لإسرائيل؟
فتح باب التجنيد بغزة.. هل يكون عقبة جديدة بوجه المصالحة؟
لماذا يسرق المستوطنون "ذهب فلسطين السائل"؟