في أول فرصة له للحديث، بعد خمسة أشهر من الزنزانة الانفرادية، أطلق قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي، تصريحات أجبرت المحكمة على توقيف الجلسة، أعلن فيها تعرض معتقلي ملف الريف للتعذيب وفشل المقاربة الأمنية.
وخلق قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، الحدث في أول جلسة علنية لمحاكمة مجموعته التي تضم 32 متابعا، معلنا أن نشطاء الحراك تعرضوا للتعذيب عند اعتقالهم.
ورغم أن القاضي رفض منح الزفزافي الكلمة أثناء جلسة المحاكمة إثر ملتمس تقدم به دفاع قائد حراك الريف في الموضوع، فقد قال في كلمة مقتضبة له: "إن تواجدنا في هذه المحكمة هو نتيجة المقاربة الأمنية الفاشلة للدولة في منطقة للريف".
وخاطب الزفزافي المحكمة بالقول: "يجب عليكم التجرؤ على من عذبونا واغتصبونا هناك، فإرادة الشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر"، مرددا بعد ذلك شعار "الموت ولا المذلة"، متابعا قوله: "إرادة الشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر، وأنتم تمنعون كلمة الحق وترفضون المحاكمة العادلة".
وأثارت كلمة الزفزافي القليلة حماسة باقي المعتقلين الذين كانوا جالسين في المقاعد الأولى أمام القاضي في القاعة 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث رددوا مع الزفزافي شعار "الموت ولا المذلة"، قبل أن تهتز القاعة بترديد نفس الشعار من طرف عائلات المعتقلين والنشطاء الحقوقيين الحاضرين.
من جهته قال المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، في مداخلة له أمام القاضي، إن ناصر الزفزافي ظل منعزلا عن العالم لأزيد من 5 أشهر في زنزانة انفرادية، معتبرا ذلك "شكلا من أشكال التعذيب".
والتمس المحامي من هيئة المحكمة منح الزفزافي الكلمة، بعدما كان النقيب محمد زيان، قد طالب في نفس الجلسة، بمنح الكلمة للزفزافي للاستماع لوجهة نظره في المحاكمة، بينما ظل قائد الحراك رافعا يده في أغلب أطوار الجلسة من أجل المطالبة بمنحه كلمة.
كلمات الزفزافي وترت الأجواء داخل المحاكمة بين محامي معتقلي حراك الريف وممثل النيابة العامة، ما دفع القاضي إلى رفع الجلسة وتأجيلها إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
فوضى وإغماء بمحاكمة ناشطي "حراك الريف" بالمغرب
هل حراك الريف بالمغرب رد شعبي على "عطب الديمقراطية"؟
هكذا برر المغرب قرار طرده لمراسل "الغارديان"