منذ توقيع اتفاق المصالحة الأخير بين حركتي فتح وحماس برعاية المخابرات المصرية، بدأت ردود الفعل الدولية المتباينة، فغالبية دول العالم بما فيها الاتحاد الأوربي رحبت بالاتفاق، وتوقعت أن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في حالة الشعب الفلسطيني.
ولم يتغير الموقف الإسرائيلي الرافض للمصالحة الفلسطينية، كونه الأكثر استفادة طيلة فترة الانقسام التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، وهو ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية بشكل صريح في اجتماعها الأخير، حينما اشترطت مجموعة من الشروط للقبول بأي مصالحة فلسطينية، وتمثلت الشروط الإسرائيلية السبعة كالآتي:
1.عدم التفاوض مع أي حكومة فلسطينية تضم حماس، ما لم تعترف بإسرائيل.
2.المطالبة بتخلي حماس عن سلاحها.
3.الالتزام بشروط الرباعية.
4.قطع حماس علاقتها مع إيران.
5.تسليم الجنود الإسرائيليين لديها.
6.سيطرة السلطة الأمنية على القطاع وما يترتب عليه من تنسيق أمني.
7.تحويل الأموال عبر السلطة الفلسطينية.
وتثبت المباركة الأمريكية للشروط السابقة، أن الفيتو الأمريكي على المصالحة الفلسطينية ساري المفعول ولم يتم رفعه بعد، وربما يشكل التحدي الأكبر في استمرار خطواتها المجدولة زمنيا في اتفاق القاهرة الأخير.
وفي وقت سابق، قال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات: "إذا كانت حماس معنية بأي دور في أي حكومة فلسطينية، فيجب أن تلتزم بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والتقيد بمبادئ الرباعية الدولية".
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: مستعدون لدعم جهود المصالحة الفلسطينية
وفي تطور جديد بالموقف الأمريكي، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض الأحد أن "الهدف الرئيس للولايات المتحدة في السماح بسيطرة السلطة على قطاع غزة حتى لو كان ذلك بشكل جزئي"، مبينة أن أمريكا تنوي فحص فرص تطبيق الاتفاق بشكل معمق.
وفي ظل المعطيات السابقة وحضور الفيتو الأمريكي الإسرائيلي المشترك بوجه المصالحة، توجهت "عربي21" بسؤال القيادي في حماس أسامة حمدان، عن كيفية نجاح إجراءات إنهاء الانقسام الحالية في ظل التحديات الداخلية والخارجية.
وبيّن حمدان أن خيار المصالحة مبدأ تتخذه حماس ولن تدخر كل ما بوسعها لأجل الدفع بهذه المصلحة الفلسطينية نحو النجاح، مشددا على أن الفيتو الأمريكي على المصالحة ليس جديدا، وإنما يكشف بوضوح انحياز الموقف الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي ووقوفه ضد الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضا: السنوار: لا رجعة عن المصالحة ولن نعود لمربع الانقسام
ورأى أن "الموقف الأمريكي يأتي في سياق محاولة إخضاع الشعب الفلسطيني، ويعد تدخلا غير مقبول بالشأن الفلسطيني"، مشيرا إلى أنه بالمحصلة لن يترك الأثر المطلوب وستفشل كل محاولاتهم كما فشلت في أوقات ماضية.
وأوضح حمدان أن أهداف أمريكا وإسرائيل سوف تبوء بالفشل أمام تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يحتضن المقاومة ويواصل عمله الدؤوب لتحرير فلسطين، مشددا "على أن من يفكر في تفكيك سلاح المقاومة يخدم الاحتلال، وحماس لم تقبل أن تطرح هذه النقطة على طاولة المصالحة".
ولأجل التغلب على الفيتو الأمريكي والإسرائيلي، قال حمدان في حديث خاص لـ "عربي21": "المصالحة مسألة فلسطينية خالصة وإنْ صدقت النوايا وتم تحييد التدخل الخارجي، نستطيع تنفيذ إجراءات إنهاء الانقسام وتحقيق كل ما يخدم شعبنا".
اقرأ أيضا: السلطة الفلسطينية ترد على تعليق إسرائيل حول المصالحة
ودعا حركة فتح إلى عدم التماشي مع القرارات الأمريكية والإسرائيلية لضمان نجاح المصالحة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مؤخرا، مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية تُكرر الخطأ الذي تحدث عنه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بتأييد شروط إسرائيلية غير مقبولة وتطالب بسلب حق المقاومة الذي كفلته الأنظمة الدولية".
وكان رئيس حماس بالخارج ماهر صلاح أكد في وقت سابق أن حركته لن تكون الطرف الذي يفشل المصالحة الفلسطينية، قائلا "بعد 10 أعوام من الانقسام والخصام لا تتوقعوا أن تنتهي المصالحة بجولة واحدة، أو نسمع كلاما جيدا من الجميع".
وأشار صلاح إلى أن "الشهر القادم سيشهد جولة جديدة من المفاوضات (مع فتح) نسعى لنجاحها، وإن فشلت سيعرف العالم كله من يفشلها، ولن يكون هذا الطرف حماس"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضا: "حماس" تشيد بقطر وتنفي توتر العلاقة معها بسبب المصالحة
وتوقع رئيس حماس بغزة يحيى السنوار في وقت سابق، أن تشكل الولايات المتحدة وإسرائيل خطرا يهدد فرص نجاح المصالحة الفلسطينية، مضيفا "قد تكون الأمور أكثر صعوبة في ظل التصريحات من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة الإسرائيلية، والتصريحات الصادرة من مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات".
وشدد السنوار على أن فشل المصالحة سيشكل عاملا من العوامل التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني، مجددا تأكيد قرار حركته "طي صفحة الانقسام، وبذل كافة جهودها لتحقيق المصالحة".
وفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر وقعت حركتا فتح وحماس، اتفاق مصالحة برعاية مصرية، ينص على تولي حكومة التوافق الحالية إدارة شؤون قطاع غزة.
رفع العقوبات عن قطاع غزة.. متى يدخل حيز التنفيذ؟
ماذا يقول فلسطينيو الخارج حول جهود المصالحة الوطنية؟
نائب عربي بالكنيست: بهذه الطريقة تنسف إسرائيل المصالحة الفلسطينية