فوجئ المهتمون العرب بإنتاج التلفزة السعودية أغنية سياسية مباشرة تهجو الدوحة تحت عنوان "علِّم قطر"، كتبها المستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ، ولحنها الفنان رابح صقر ليغنيها مع عدد من المطربين السعوديين هم محمد عبده، وليد الشامي، عبد المجيد عبدالله، ماجد المهندس، أصيل أبو بكر وراشد الماجد، وقد بثتها شركة "روتانا" التي يملكها الأمير الوليد بن طلال عبر قناتها الرسمية على "يوتيوب".
الأغنية التي ركزت على عناوين تخوينية لقطر بالإضافة إلى رسائل التهديد المباشر لها، تعاكس منحى الأغنية السياسية الخليجية التي تكاد تكون مقتصرة على مديح حكام دول مجلس التعاون بلحن يغلب عليه الطابع الاحتفالي ليقارب مهرجانات الأعراس أكثر منه لحناً لأغنية سياسية بوتيرة منتظمة على إيقاع سريع أو مرصوص سهل الحفظ والترديد.
هذا في اللحن والموسيقى أما بالنسبة للكلمات فلم ترقَ "علّم قطر" إلى مستوى طرح الأفكار المحبوكة، بل دارت حول نقطة وحيدة هي شيطنة قطر بلغة أقرب ما تكون إلى الردح بين المتخاصمين أو المتخاصمات دون ذكر أحداث اتهامية. فجاءت الأغنية تتمةً لاتهام نصف مجلس التعاون الخليجي ومصر لقطر بدعم الإرهاب دون تقديم ورقة واحدة تساعدهم على إدانة الدوحة أمام المجتمع الدولي، في حفلة إخفاق تاريخية لوزراء خارجية الدول الأربع، يأتي سبعة مطربين الآن لمحاولة تعويضه بإخفاق أين منه إخفاق الوزراء.
لقد كان الجمهور العربي يتوقع من عمالقة الغناء السعودي أغنية يهجون فيها الإنقلابيين اليمنيين من جماعات عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح الذين تقود القوات النظامية السعودية حرباً عليهم لإسقاطهم. أو أغنيةً تتوعد إيران الطامعة بالخليج العربي، بحسب إعلام الخليج. أو أوبريت تهجو النظام السوري والحشد الشعبي العراقي وحزب الله وغيرهم من الألوية التي لطالما توعدها وزير الخارجية عادل الجبير بالسقوط على أرض دمشق. فجاءت النتيجة بعكس التوقعات، أغنية تعتبر أن "المسايل لين وصلت للخطر" مع قطر، فيما لم يهتم الشاعر والمطربون ببَحر المخاطر الذي يحيط بالأمة العربية والإسلامية من فلسطين إلى ميانمار.
وإمعاناً في ضرب الصدقية السياسية للأغنية، تم اختيار مطربين غنوا جميعاً لقطر، وبعضهم فعل وامتدح القيادة القطرية في الأمس القريب، فيما كلمات الأغنية تتحدث عن غدرٍ قطري عمره عشرون عاماً، فكيف كانوا يمدحون "الغدّارين" ومقابل ماذا؟ وأي الغناءَين نفاق وخداع للجمهور، المديح أم الهجاء؟
تستوحي الأغنية السياسية في المجتمعات المختلفة عادةً ألحانها من بنادق المقاومين للاحتلال وتبني جدرانها بأقلام المناهضين للطغيان، فتعيش الأغنية دهراً وهي تسأل "وين الملايين.. الشعب العربي وين؟" ليُجيبها "منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نَعشي"، فيما يبقى الثائر يردد إلى الأبد "أناديكم وأشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول أفديكم".
للأغنية السياسية أربابُها كتبوها في الملاجئ ولحنوها في السجون، وأنشدوها لسكان القبور.. ولأغاني المديح والهجاء، فرسانها كتبوها في القصور ولحنوها في البلاط وغنّوها للكبار، لكن كمثل بطاقات المكالمات الهاتفية المسبقة الدفع.. عندما ينتهي رصيدُها تنتهي.
الأغنية التي ركزت على عناوين تخوينية لقطر بالإضافة إلى رسائل التهديد المباشر لها، تعاكس منحى الأغنية السياسية الخليجية التي تكاد تكون مقتصرة على مديح حكام دول مجلس التعاون بلحن يغلب عليه الطابع الاحتفالي ليقارب مهرجانات الأعراس أكثر منه لحناً لأغنية سياسية بوتيرة منتظمة على إيقاع سريع أو مرصوص سهل الحفظ والترديد.
هذا في اللحن والموسيقى أما بالنسبة للكلمات فلم ترقَ "علّم قطر" إلى مستوى طرح الأفكار المحبوكة، بل دارت حول نقطة وحيدة هي شيطنة قطر بلغة أقرب ما تكون إلى الردح بين المتخاصمين أو المتخاصمات دون ذكر أحداث اتهامية. فجاءت الأغنية تتمةً لاتهام نصف مجلس التعاون الخليجي ومصر لقطر بدعم الإرهاب دون تقديم ورقة واحدة تساعدهم على إدانة الدوحة أمام المجتمع الدولي، في حفلة إخفاق تاريخية لوزراء خارجية الدول الأربع، يأتي سبعة مطربين الآن لمحاولة تعويضه بإخفاق أين منه إخفاق الوزراء.
لقد كان الجمهور العربي يتوقع من عمالقة الغناء السعودي أغنية يهجون فيها الإنقلابيين اليمنيين من جماعات عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح الذين تقود القوات النظامية السعودية حرباً عليهم لإسقاطهم. أو أغنيةً تتوعد إيران الطامعة بالخليج العربي، بحسب إعلام الخليج. أو أوبريت تهجو النظام السوري والحشد الشعبي العراقي وحزب الله وغيرهم من الألوية التي لطالما توعدها وزير الخارجية عادل الجبير بالسقوط على أرض دمشق. فجاءت النتيجة بعكس التوقعات، أغنية تعتبر أن "المسايل لين وصلت للخطر" مع قطر، فيما لم يهتم الشاعر والمطربون ببَحر المخاطر الذي يحيط بالأمة العربية والإسلامية من فلسطين إلى ميانمار.
وإمعاناً في ضرب الصدقية السياسية للأغنية، تم اختيار مطربين غنوا جميعاً لقطر، وبعضهم فعل وامتدح القيادة القطرية في الأمس القريب، فيما كلمات الأغنية تتحدث عن غدرٍ قطري عمره عشرون عاماً، فكيف كانوا يمدحون "الغدّارين" ومقابل ماذا؟ وأي الغناءَين نفاق وخداع للجمهور، المديح أم الهجاء؟
تستوحي الأغنية السياسية في المجتمعات المختلفة عادةً ألحانها من بنادق المقاومين للاحتلال وتبني جدرانها بأقلام المناهضين للطغيان، فتعيش الأغنية دهراً وهي تسأل "وين الملايين.. الشعب العربي وين؟" ليُجيبها "منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي، في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نَعشي"، فيما يبقى الثائر يردد إلى الأبد "أناديكم وأشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول أفديكم".
للأغنية السياسية أربابُها كتبوها في الملاجئ ولحنوها في السجون، وأنشدوها لسكان القبور.. ولأغاني المديح والهجاء، فرسانها كتبوها في القصور ولحنوها في البلاط وغنّوها للكبار، لكن كمثل بطاقات المكالمات الهاتفية المسبقة الدفع.. عندما ينتهي رصيدُها تنتهي.
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
11-Aug-17 01:22 PM
المزيد من هذا الكاتب
