تعيش الأوساط السورية المعارضة، خصوصا العسكرية منها، حالة من الترقب الشديد، انتظارا لمعرفة مصير المقدم حسين الهرموش، المعتقل لدى النظام السوري.
ويأتي ذلك على خلفية إعلان الجيش السوري الحر، ممثلا بفصيل "أسود الشرقية"، عن استعداده لمبادلة الطيار الأسير التابع للنظام الرائد علي سالم الحلو؛ بهرموش، مؤسس حركة الضباط الأحرار.
واختطف هرموش من قبل عملاء النظام، أثناء تواجده على الأراضي التركية، في آب/ أغسطس2011، وذلك في عملية أمنية، لا تزال ملابساتها غامضة حتى الساعة، ردا على تأسيس الهرموش للنواة الأولى لما عرف لاحقا بـ"
الجيش الحر".
اقرأ أيضا: عائلة المقدم هرموش تطالب تركيا بالعمل على كشف مصيره
والثلاثاء، ألقى فصيل "أسود الشرقية"، بالاشتراك مع "قوات الشهيد أحمد العبدو" القبض على الطيار الحلو، وهو على قيد الحياة، بعد أن تم استهداف طائرته الحربية من طراز "ميغ21" بمضادات أرضية، وإسقاطها في ريف السويداء الشرقي.
وأشار المتحدث الإعلامي باسم "أسود الشرقية"، سعد الحاج، إلى أن المبادرة لا زالت قائمة، مؤكدا أنه "لا وجود لإشارة استجابة من طرف النظام، بعد مضي أكثر 48 ساعة من الإعلان عنها".
وبيّن الحاج لـ"عربي21"، أن قيادة الفصيل لا زالت تنتظر إشارات إيجابية من طرف النظام أو من أي جهة تقدم وساطتها بهذا الشأن، إن كانت دولية أو منظماتية مثل الهلال الأحمر السوري.
من جانب آخر، أبدى الحاج تشاؤما حيال نجاح عملية المبادلة، مشيرا إلى رفض النظام السوري لكل المبادرات السابقة التي تبحث في مبادلة هرموش. وقال: "لهرموش رمزية كبيرة لدى كل الثوار، ونأمل أن يصار إلى إطلاق سراحه".
وليست المرة الأولى الذي يصبح فيها هرموش محور اهتمام الأوساط السورية المعارضة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة في ظل رفض النظام حتى لمجرد الكشف عن مصيره.
اقرأ أيضا: النظام السوري يتجاهل طياره المحتجز في تركيا.. لماذا؟
وكان إبراهيم هرموش، وهو الشقيق الأكبر للمقدم حسين، قد أكد في وقت سابق لـ"عربي21"، أنه "لا معلومات مؤكدة عن مصيره"، لافتا إلى أن "معلومات مبهمة وغير مؤكدة تشير إلى احتمالية وجوده في سجن صيدنايا".
لماذا لا يستجيب النظام؟
وفي السياق، استبعد أمين سر الجيش الحر، النقيب عمار الواوي، أن يستجيب النظام السوري لدعوة التبادل هذه التي تخص "رمزا ثوريا"، أسوة برفضه للعديد من المبادرات المماثلة والسابقة.
وعن الأسباب التي تدفع النظام إلى ذلك، قال الواوي لـ"عربي21"، إن "النظام لا يملك أمره، أي لو كان الطيار روسيا أو إيرانيا لكان حينها النظام مبادرا من ذاته".
وأضاف: "معلوم أن النظام يتعرض للضغط من الحاضنة الشعبية الموالية له في مثل هذه الأوقات، لكنه لا يستطيع التصرف، ولا يريد أن يضع الموالين بهذه الحقيقة، ولذلك هو يكون بين نارين، نار الحلفاء، ونار الحاضنة الشعبية التي دائما ما تطالبه بالعمل على إطلاق سراح الأسرى لدى المعارضة".
لكن ومن جانب آخر، تمنى الواوي الذي كان من مؤسسي حركة الضباط الأحرار إلى جانب هرموش، أن يتم إطلاق سراح الأخير.
وقال في هذا الصدد: "لقد أعلنت عن انشقاقي في منزل هرموش، وعشت في منزله في قرية بلين في ريف إدلب لأكثر من شهر كامل، في العام 2011".
وبدا الواوي جازما بأن هرموش لا زال على قيد الحياة، مختتما بقوله: "من المستبعد أن يكون النظام قد أعدمه، لأن أهميته ورمزيته تجعله رهن حسابات أخرى"، وفق قوله.
يذكر أنه وفي آذار/ مارس الماضي، كان ناشطون قد طالبوا أيضا بمبادلة هرموش، بالطيار السوري محمد صوفان، الذي ألقي القبض عليه في ولاية هاتاي التركية، بعد أن أسقطت طائرته الحربية، بينران الفصائل السورية في إدلب.