سياسة عربية

ضباط بالجيش السوري الحر يعملون على تشكيل جيش موحد

هل تنجيح محاولات التوحد؟ - عربي21
في خطوة وصفها مراقبون بأنها تتماشى مع المطالب الشعبية بالتوحد فيما بين فصائل الثورة السورية، أطلق عدد من الضباط المنشقين عن قوات النظام، مبادرة "الضباط لتشكيل جيش سوري موحد"، ليكون مظلة مؤسساتية تقود العمل العسكري ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

وتهدف المبادرة، حسب بيان الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى توحيد القوى البشرية والقتالية لدى جميع فصائل الجيش السوري الحر في أنحاء سوريا، ضمن مؤسسة عسكرية، يقودها الضباط ممن هم في الداخل.

وبالمقابل، تدعو المبادرة؛ الضباط المنشقين من كافة الرتب والاختصاصات ممن هم في الداخل السوري والدول المجاورة وفي المهجر، للعمل ضمن هذا التشكيل الجديد، الذي سيبنى بشكل "منظم".

وعن مراحل تنفيذ المبادرة، أشار البيان إلى أنه سيصار إلى تشكيل لجان عسكرية في كل المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، أي في الشمال (ريف حلب ومحافظة إدلب)، والمنطقة الوسطى (حمص وحماة)، والمنطقة الجنوبية (ريف دمشق ودرعا والقنيطرة)، والساحل السوري (ريف اللاذقية).

وأوضح البيان أن هذه اللجان ستقوم بتشكيل نواة في كل منطقة من القاعدة حتى الهرم، للوصول إلى تشكيل مجلس عسكري واستشاري أعلى لقيادة مؤسسة الجيش، بناء على النظام الداخلي، للتمهيد إلى انتخاب رئاسة أركان عامة وقيادة موحدة.

وقال العميد الركن الطيار أحمد عنجاري، وهو أحد مطلقي الحملة: "نظرا لما وصلت إليه ثورتنا من انتكاسات، نعلن نحن الضباط في الشمال السوري عن استعدادنا لتقديم خبراتنا العسكرية للإخوان في جميع فصائل الثورة".

وأضاف لـ"عربي21": "عددنا كضباط من مختلف الرتب العسكرية يصل إلى الآلاف، ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال تقاسم سوريا، من قبل القاصي والداني"، بحسب تعبيره.

بدوره، ذكر أمين سر الجيش السوري الحر، النقيب عمار الواوي، في تصريحات لـ"عربي21"، أن المبادرة تسعى إلى دعوة الضباط المنشقين الذين يقارب عددهم 5 آلاف ضابط، لتشكيل جيش موحد، لقيادة المرحلة الحالية.

واعتبر الواوي أن الوضع العسكري لفصائل الثورة السورية؛ "وصل لدرجة من الخطورة، لا تحتمل التأخير أكثر". وقال: "المطلوب من هذه المبادرة تفعيل دور الضباط، وليس تشكيل فصيل جديد، إلى جانب المئات من التشكيلات العسكرية الأخرى المتواجدة على الساحة السورية".

وفيما إذا كان هناك تنسيق بين المبادرة الحالية وبين القائمين على تشكيل الجيش الوطني الذي يتم العمل على تشكيلة في منطقة درع الفرات، بدعم تركي، أجاب الواوي: "المبادرة تعني الجميع، وتنسق مع كل القوى والفصائل التي تتفق مع أهداف الثورة، في المناطق المحررة من الشمال إلى الجنوب، مرورا بالساحل السوري والمنطقة الوسطى".

وأشار الواوي إلى ما اعتبره "ظرفا مواتيا لتحرك الضباط في هذا التوقيت"، في إشارة إلى رفع حركة أحرار الشام الإسلامية لعلم الثورة في أكثر من منطقة في مدينة إدلب، وكذلك إلى انحسار تنظيم الدولة عن مدينة حلب.

واختتم حديثه لـ"عربي21"، بدعوة كافة الفصائل إلى التنسيق مع المبادرة، التي ستمهد لتأسيس جيش موحد، يكون بحجم المرحلة، ويكون قادرا على تمثيل الجيش الحر في المحافل الدولية، والتي من أهمها محادثات جنيف"، وفق قوله.