أكد العقيد أحمد عثمان قائد "
فرقة السلطان مراد" التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، أن الاشتباكات التي تجري في ريف حلب الشمالي مع ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "بي ي د"، إنما تأتي في سياق سعي "
الأحزاب الكردية" لتحقيق مشروعهم الاستراتيجي بإقامة كيان كردي وحكم ذاتي والانفصال عن
سوريا، مستغلين دعم الولايات المتحدة لهم في معارك السيطرة على الرقة.
بالمقابل، قال إبراهيم مسلم عضو المكتب الدبلوماسي لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في تصريح لـ"
عربي21": "إن مناطق ريف حلب الشمالي، مناطق محتلة من قبل جهة خارجية وهي الجيش التركي وبعض المرتزقة السوريين وجنسيات أخرى، ونحن كسوريين معنيون بتحريرها من الاحتلال ومن الجماعات التي تعمل تحت العلم التركي".
مسلم الذي نفى سعي حزبه والتشكيلات العسكرية التابعة له للانفصال، اتهم تشكيلات
الجيش الحر بأنها تشكيلات إرهابية، رغم أن بعضها شارك في مؤتمري جنيف وأستانة.
وفي نفي مسلم لفكرة الانفصال، وقوله إنهم لا يؤمنون بالدولة القومية، أشار إلى أنهم يؤمنون بأفكار "القائد أوجلان"، عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" الساعي للانفصال عن تركيا.
من جهته، قال العقيد أحمد عثمان لـ"
عربي21": "إن الـ "بي كا كا" وفي استثماره للدعم المقدم لهم أمريكيا يرتبكون الأخطاء بحق القرى العربية والتركمانية، وهم يسعون الآن لتجنيد الشباب بالقوة أو بالإغراء، وهم منذ أيام يقصفون مدينة مارع وقرى الريف الشمالي".
وشدد عثمان على أن فصائل الجيش الحر الموجودة هناك ترد عليهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن الـ "بي كا كا" و"ب ي د" تسعى حاليا للسيطرة على المناطق التي حررتها الفصائل التي شاركت بعملية "درع الفرات"، خاتما بالقول: "مشروعهم كبير ونحن لن نسمح بتنفيذه".
وفي رده على التصريحات التي صدرت عن السفير الأمريكي الاسبق في سوريا "روبرت فورد"، والذي قال فيها إن الولايات المتحدة تستخدم الأكراد كوقود حرب، قال مسلم إن الولايات المتحدة لم تجد على الأرض حليفا جديا غيرنا فهم قدموا إلينا، ونحن نعتمد على أنفسنا، والسياسة هي مصالح وأعتقد أن مصلحة أمريكا اليوم معنا، وعندما تنتهي المصالح ينتهي التعاون، إلا أنني أرى أن السياسة الأمريكية عميقة، وليست سطحية وهذا التحالف من الممكن أن يستمر.
الناشط الإعلامي شهم آرفاد، وهو أحد أنباء مدينة "تل رفعت" قال لـ"
عربي21": "إن "بي كا كا" وقبل تحرير مدينة الباب من تنظيم الدولة على يد فصائل الجيش الحر، كان يسعى لوصل منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية بالحسكة من خلال السيطرة على المناطق العربية في المنطقة بهدف إقامة دولته "روج آفا"، وعند اقتحام الحر تمكن من خلال تحرير المناطق وسيطرته على مدينة الباب قطع الطريق عليه".
وتابع "آرفاد": "بي كا كا" لم يستسلم ويحاول الاقتحام والضغط علينا بالتزامن مع معارك الرقة بهدف السيطرة على أكبر رقعة من الأراضي العربية، وبالتالي إنشاء دولته".
ونفى بشكل قاطع أن تكون فصائل الجيش الحر العاملة في المنطقة تعمل تحت العلم التركي، كما أشار مسلم، إبى أن "من يعمل في المنطقة هم أهل المنطقة وأبناؤها".
كما أكد أنه تم تهجير نحو 250 ألف نسمة من أبناء القرى العربية إلى المخيمات على الحدود التركية السورية، وهذا ما دفع الشباب من أبناء المنطقة للعمل لتحرير قراهم فهم أصحاب الحق والأرض.
وأضاف: "نحن لا نعمل بأمر من تركيا، نحن أبناء المناطق المحتلة، ونعمل لإعادة أهلنا الذين يعيشون بالخيام إلى بيوتهم التي احتلتها الميليشيات الكردية"، موضحا أن المناطق التي تم استهدافها وتهجيرها من قبل "ب ي د" و"بي كا كا" يتجاوز عددها 40 قرية وبلدة منها: "مريمين، مارع، تل رفعت، مرعناز منغ، كفرنايف ديرشميل، الشيخ عيسى، كفر ناصر، قناة"، وكلها مناطق عربية احتلتها الأحزاب الكردية بمساندة الطيران الروسي.