نفى رئيس "
منصة القاهرة" للمعارضة السورية، فراس خالدي، المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام ومواقع في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى رفض منصة القاهرة، للدعوة التي وجهتها
الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة، لحضور اجتماع تشاوري، في الرياض، إلى منصتي "القاهرة وموسكو"، بغرض التحضير للجولة المقبلة من مباحثات جنيف واستكمال جزء من أجنداتها، في الرياض.
وقال خالدي لـ
"عربي21" من القاهرة: "لقد تلقينا دعوة للقاء تشاوري بين المنصات الثلاث (الرياض، موسكو، القاهرة)، بناء على الاتفاق الذي حصل بين هذه المنصات في مباحثات جنيف8، أي الطلب من المبعوث الأممي لسوريا السيد ستافان دي ميستورا، بفتح جولة خاصة للمعارضة مفتوحة الأمد للخروج باتفاق على أوراق تفاوضية"
وأضاف، "تم قبول طلبنا، وبدأنا بإجراءت السفر، إلى أن طلبت منصة الرياض تأجيل الموعد لأسباب خاصة، وقلنا لهم لا مانع لدينا، ومن ثم جاءت الدعوة من الرياض، والآن نحن في القاهرة نتباحث حول هذا الطرح، استنادا إلى مصلحة القضية السورية".
وشدد خالدي قائلا: "لا مشكلة لدينا في مكان انعقاد المؤتمر في الرياض، موضحا أن منصته "تقف على مسافة واحدة من الجميع معارضة وثورة، ونحن أقرب في مواقفنا إلى موقف الهيئة العليا".
وحول اللغط الذي أثارته وسائل إعلام حول هذا الأمر تحديدا، قال خالدي: "قد يكون مرد اللغط إلى تصريحات رئيس
منصة موسكو، قدري جميل، وهذا شأن آخر".
وكانت مصادر إعلامية، سربت نص الرسالة التي أرسلها رئيس منصة موسكو قدري جميل، إلى الهيئة العليا، وجاء في نصها: "تلقينا دعوتكم بارتياح عال، ونثمن تقييمكم، ونرحب بدعوتكم الكريمة، لكن نرى أن الرياض ليست المكان المناسب لعقد المؤتمر، ونقترح مدينة جنيف لعقده، لرمزيتها المرتبطة بالحل السياسي".
وسُئل خالدي، عن رؤية "منصة القاهرة" للحل السياسي، وتحديدا فيما يتعلق ببقاء بشار الأسد على رأس المرحلة الانتقالية، فأجاب: "بالنسبة لي كمواطن سوري تعرض للاعتقال في سجون النظام، أسعى للحصول على حقوقي ومقاضاته بالطرق الشرعية، لكن إن كانت التسوية تتطلب رحيل الأسد بدون محاكمة، فليكن".
واستطرد، "نحن أمام خيارين خطيرين، خيار بناء الدولة على طريقة الراحل حافظ الأسد، أو على طريقة رجل الدولة السورية في فترة الخمسينيات فارس خوري، وأنا شخصيا أختار الخيار الأخير"، وزاد في هذا الصدد، "ليس لدينا في المنصة أجندات مخفية".
من جانب آخر، قال خالدي: "هناك إشارات يفرضها المجتمع الدولي، وهناك ضغوط دولية علينا كمعارضة وكثوار، وهناك حل يبدو أنه يتم العمل عليه دوليا، غير مرضي للجميع، بالوقت الذي يجب أن يقبل فيه من كل الأطراف".
واختتم، لدينا فرصة تاريخية كمعارضة لأن نضع بصمتنا، والضامن لتحقيق ذلك، التوافق فيما بيينا.
وبموجب القرار الأممي رقم 2254، بشأن سوريا، الصادر في كانون الأول/ديسمبر عام 2015، فإن من يقوم بالمفاوضات من طرف المعارضة، هي "الهيئة العليا للمفاوضات" منصة الرياض، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة.
ويرى مراقبون، أن الانقسام الحاصل والخلافات في الرؤى بين المنصات الثلاث، يصب في مصلحة النظام، الذي يتحدث دائما عن "معارضات غير موحدة".
يشار إلى أن منصتي "القاهرة" و"موسكو" تجمعان سوريان أعلن عنهما في مصر وروسيا عام 2014، ويعلنان أنهما جزءٌ من
المعارضة السورية، لكن بعض أطياف المعارضة الأخرى تتهمهما بمحاباة روسيا ونظام الأسد، وتبني توجهات وأولويات تتباين مع أولويات الهيئة العليا للمفاوضات التي يشكل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة نواتها الصلبة.