تصاعد التوتر مجددا بين أمازيغ
ليبيا من جهة، وقائد القوات التابعة للبرلمان الليبي في طبرق، خليفة
حفتر، بعد تصريحات الأخير عن تسمية الجيش الليبي بـ"الجيش العربي".
ووصف "المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا" (مؤسسة رسمية) تصريحات حفتر بأنها "عنصرية، وتمييز وانتهاك لحقوق الشعوب الأصلية"، معتبرة أن حفتر تعمد بشكل ممنهج تسمية الجيش الليبي بالعربي، بحسب بيان للمجلس الأحد.
حكم عسكر
ولم يكتف المجلس بإدانة التصريحات، لكنه شن هجوما لاذعا ضد حفتر وقواته. وأكد المجلس أن "ما يسمى بالجيش العربي الليبي بقيادة حفتر ما هو إلا مليشيات عرقية إرهابية لا تمثل
الأمازيغ في ليبيا"، وقال إن "الجيش الوطني الحقيقي هو الذي يشمل جميع أعراق المجتمع الليبي".
اقرأ أيضا: استنكار واسع بليبيا لتكفير "أوقاف" حفتر للطائفة الإباضية
وأشار الببيان إلى رفض الأمازيغ، وبشدة، عودة الحكم العسكري تحت أي مسمى، وأكد أن المجلس يسعى إلى أن تكون ليبيا "دولة مدنية ديمقراطية تقوم على مبدأ المساواة والتعددية وتكون السلطة المدنية أعلى سلطة في البلاد"، حسب البيان.
وطالب المجلس الأمازيغي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتزاماته القانونية ضد هذه التصرفات من قبل حفتر والتي وصفها بالخطيرة.
ويعد هذا الصدام هو الثاني من نوعه، بعد فتوى مثيرة للجدل من قبل هيئة الأوقاف التابعة لحفتر؛ بتكفير أصحاب مذهب "الإباضية" في ليبيا، والتي يتبعها جل الأمازيغ هناك، وهو ما طرح سؤالا حول مستقبل الصدام بين حفتر والأمازيغ في ليبيا.
توتر وتقارب
من جهته، أكد الباحث الليبي، علي أبو زيد، أن "العلاقة بين حفتر والأمازيغ كانت متشنجنة، وزاد من توترها هذه التصريحات، ومن قبلها فتوى هيئة أوقاف الشرق الليبي بتكفير مذهب الإباضية".
اقرأ أيضا: السراج يرحب بإقرار مسودة الدستور الليبي ويدعو إلى استفتاء
وأضاف لـ"
عربي21": "حفتر قومي التوجه، وهو المشارك في انقلاب 1969 الذي نادى بالقومية العربية، لذلك فأمازيغ ليبيا يخشون من تعرضهم للإقصاء مثلما تعرضوا له من نظام القذافي، لكني أتوقع أن يلاينهم حفتر، ولو بشكل غير مباشر"، وفق قوله.
حكم ذاتي
لكن، رئيسة منظمة "معها" لحقوق المرأة الليبية، غالية بن ساسي، أكدت من جانبها؛ أن "حفتر يعيد الكرة مرة أخرى مع الأمازيغ؛ بمحاولة تهميشهم"، مضيفة: "رغم أن أمازيغ ليبيا مسالمون لأبعد الحدود، لكنهم لن يرضوا بالذل والهوان مرة أخرى"، حسب تعبيرها.
وأوضحت بن ساسي، في حديث لـ"
عربي21"، أن "التصعيد من قبل الأمازيغ بدأ فعليا، فقد بدأت قيادات أمازيغية بالتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالشعوب الأصيلة، وربما تكون الخطوة القادمة المطالبة بحكم ذاتي إذا استمر التهميش".
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، إنه "بالرغم من أن الغالبية العظمى من الشعب الليبي، أو 97 في المئة، هم من العرب، إلا أن من حق كل الأقليات العرقية المطالبة بتواجدها وحقوقها ضمن التشريعات الليبية ومؤسسات الدولة".
وتابع: "الصراع بين حفتر والأمازيغ ليس أول صدام بين الأول وأقليات ليببية، فقد اصطدم حفتر بالطوارق مثلا، ووصل الصدام إلى أن الفريق علي كنة، وهو آمر لواء المغاوير في الجنوب الليبي، رفض مؤخرا العمل تحت إمرة حفتر ونأى بنفسه عن جرائم حفتر"، كما قال لـ"
عربي21".
استفزاز
الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، رأى من جهته؛ أنه "من الطبيعي أن يتخوف الأمازيغ من متعصبي التيار القومي العربي لأنهم ينكرون حقوق الأمازيغ، وحفتر امتداد لهذا التيار"، معتبرا أن "تسمية قواته بالعربية قبل أن يصفها بالليبية؛ مستفزة للمكونات الثقافية الليبية"، حسب رأيه.
وبخصوص التصعيد من قبل الأمازيغ، قال الكبير لـ"
عربي21": "لا أظن أن الأمر يستدعي تقديم شكوى دولية ضد هذه التصريحات؛ لأنها صدرت عن غير ذي صفة باعتبار أن وصف حفتر نفسه بقائد الجيش صدرت بالمخالفة للوائح البرلمان، والذي طالب اتفاق الصخيرات مراجعة كل بياناته وقراراته".