تعهد الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب خلال حملته الانتخابية، بإجراءات حاسمة مع ملفات خارجية في حال أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها ملف
إيران النووي، وإرغام
السعودية على دفع أموال لقاء حمايتها.
ورصدت "
عربي21" أبرز تهديدات ترامب لكل من السعودية وإيران، التي نفذ منها حتى الآن ما يخص الرياض، بينما تراجع عن اتخاذ أي إجراء كان قد وعد به ضد إيران على الرغم من هجومه المستمر عليها.
معاقبة إيران
وفي أول اختبار لترامب تجاه
الملف النووي الإيراني، قرر الرئيس الأمريكي الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، متراجعا بذلك عن أحد أبرز وعوده الانتخابية بتمزيق هذا الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران قبل عامين.
إقرأ ايضا: مفاجأة.. ترامب يقرر الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران
وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن إدارة ترامب تعتبر "استنادا إلى المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة" أن طهران "تلتزم بالشروط" التي ينص عليها، ما يعني عدم فرض أي عقوبات أمريكية عليها بسبب برنامجها النووي.
وكان ترامب قد وعد في تموز/ يوليو الماضي بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران إذا انتخب رئيسا، واصفا إياه بـ"الكارثي". وقال إن مفاوضا أمريكيا أشد حزما من مفاوض إدارة أوباما يستطيع أن ينتزع تنازلات أكثر من إيران.
ورأى المحلل السياسي إبراهيم علوش في حديث سابق لـ"
عربي21"، أن "تمزيق الاتفاق النووي مع إيران سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ويحرر إيران من التزامات فرضتها على نفسها في ملفات عدة تتعلق بالمنطقة".
وأضاف أن "الاتفاق النووي كان يفرض على واشنطن رفع الحظر عن الأموال الإيرانية في البنوك الغربية، لكن واقع الحال أن أمريكا تفرض قيودا على تلك البنوك التي تتعامل معها إيران، وبالتالي فإن إيران لم تحصل على شيء".
إقرأ أيضا: ماذا حل بمقترح إدراج "الثوري الإيراني" على قائمة الإرهاب؟
وقبل ذلك، تراجع ترامب عن نيته إدراج
الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأمريكية، بعد جملة من تصريحات سابقة اعتبر فيها ترامب إيران الدولة الإرهابية الأولى في العالم.
وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون لوكالة "فرانس برس"، إن اقتراحا تدرسه إدارة ترامب لتصنيف "الحرس الثوري" منظمة إرهابية بات في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.
من جهته، اعتبر المعارض الإيراني في حديث سابق لـ"
عربي21" أن التصنيف بمثابة "إعلان حرب" ضد النظام الإيراني وحرسه، وأن القرار يبدو تحديا للحرس ومشروعه الذي سيسعى للسيطرة على كامل البلاد.
أموال السعودية
وعلى صعيد الملف السعودي، فقد نفذ الرئيس الأمريكي ما هدد به في حملته الانتخابية، حيث أرغم المملكة العربية السعودية بدفع 460 مليار دولار، منها صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار.
وكان ترامب قد دعا إلى إرغام الرياض على دفع أموال لقاء "حماية" أمريكا لها، ورأى أن السعودية "دولة ثرية"، وعليها أن "تدفع المال" لأمريكا لقاء ما تحصل عليه سياسيا وأمنيا، وخاصة في مجال حديث الحماية من إيران.
إقرأ أيضا: ترامب: اشترطت على السعودية الدفع لزيارة الرياض (فيديو)
وقال الرئيس الأمريكي، السبت الماضي، إنه اشترط على السعوديين دفع مليارات الدولارات لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لشراء السلاح والاستثمار، وإلا فإنه لم يكن ليشارك في قمة الرياض الأخيرة.
وفي مقابلة مع قناة "سي بي إن" الأمريكية، قال إنه أيضا اشترط التوقف عن تمويل الإرهاب إذا أرادوه أن يشارك معهم في القمة، لافتا إلى أن الأيام التي كانت تدفع الولايات المتحدة الأموال فيها ولت إلى غير رجعة.
وعقدت القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض، بمشاركة ممثلين من 55 دولة إسلامية بحضور الرئيس الأمريكي، تخللها توقيع عقد شراء أسلحة من أمريكا بمبلغ 460 مليار دولار وهي الصفقة الأكبر في التاريخ.
وتعليقا على تهديدات ترامب للسعودية قال إبراهيم علوش لـ"
عربي21" في تصريح سابق إنها قد تكون منسجمة مع "المؤسسة السياسية الأمريكية"، خصوصا مع قانون "جاستا"، وعلى هذا الصعيد فإن السعودية ستتضرر بوضعها المادي الحالي السيئ.
وشدد على أن هناك توجها لدى واشنطن لمصادرة الأموال من دول "البترو دولار"، وهذا سيكون عنوانا رئيسا للسياسة الأمريكية في المستقبل، ما يعني مزيدا من التوترات في المنطقة.