عبر ناشطون في محافظة
الرقة؛ عن قلقهم على مصير عشرات الآلاف من المدنيين جراء المعارك المرتقبة للسيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الرئيسي في
سوريا.
وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع تصريحات رسمية لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيسي فيها، والمدعومة من الولايات المتحدة، بشأن قرب معركة اقتحام أحياء مدينة الرقة، حيث أعلنت هذه القوات خلال اليومين الماضيين سيطرتها على مواقع حيوية واستراتيجية جنوب غرب المدينة.
ويقول مازن حسون، عضو شبكة "الرقة بوست"، إن نحو 100 ألف من المدنيين لا يزالون في مدينة الرقة، "ويعيشون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، في ظل القصف المكثف الذي تتعرض له المدينة منذ أول أيام شهر رمضان المبارك"، مشيرا إلى سقوط نحو 130 قتيلا من المدنيين جراء القصف المدفعي من قبل قوات "قسد"، والجوي من قبل
التحالف الدولي منذ بداية رمضان.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن هناك تخوفا كبيرا لدى الأهالي من تكرار سيناريو الموصل في الرقة في ظل استمرار القصف العنيف، ما يعني سقوط أعداد أكبر من الضحايا، "فحتى اللحظة لم يقتل إلا قلة قليلة من عناصر تنظيم الدولة، بينما الغالبية العظمى من القتلى كانوا مدنيين وبنسبة 95 في المئة، فيما يمنع التنظيم المدنيين من الخروج والنزوح، وغالباً ما سيتم استخدامهم كدروع بشرية لما تبقى من عناصره داخل المدينة"، وفق قوله.
وأشار حسون إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تنتظر الآن بدء اقتحام المدينة من الجهة الشرقية، بعدما أصبح حي المشلب في مرمى نيران قواتها، موضحا أن هذه القوات تتمركز حاليا على أطراف الحي.
على المدخل الشمالي للمدينة، هناك اشتباكات في "الفرقة 17"، فيما سيطرت "قسد" على مزرعتي القحطانية وحطين اللتين تبعدان نحو ثلاثة كيلومترات عن المدينة. ومن الجهة الغربية، سيطرت على قرية الخاتونية التي تقع على بعد خمسة كيلومترات، فيما أعلنت جيهان الشيخ أحمد، المتحدثة الرسمية باسم حملة "غضب الفرات"، أن المعركة ستبدأ بالفعل خلال أيام معدودة.
من جهته، أكد الناشط السياسي الملقب بـ"أبو جاسم الرقاوي"؛ أن المواد الغذائية والأدوية بدأت تنفد بسبب حصار "قسد" للمدينة من ثلاث جهات وتفجير تنظيم الدولة لآخر جسر كان يشكل شريان الحياة الوحيد للمدنيين في مدينة الرقة، بالإضافة إلى نقص الوقود وشح المياه وانقطاع الكهرباء في العديد من الأحياء، وفق قوله لـ"
عربي21".
وجاءت هذه التحذيرات في وقت وثق فيه ناشطون مقتل أكثر من 400 شخصا من المدنيين في محافظة الرقة وريفها فقط خلال الأشهر الماضية، ونزوح الآلاف من المدنيين إلى البراري والأرياف في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وكذلك المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، فيما طالب ناشطون التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية بالعمل على مساعدة المدنيين.