نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على البحث الذي يجريه قضاة تحقيق فرنسيون حول إمكانية تسبب أجهزة لوحية أو "آيفون" في سقوط طائرة
مصر للطيران العام الماضي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القضاة الثلاثة المسؤولين عن التحقيق بشأن حادث سقوط طائرة مصر للطيران في مياه البحر المتوسط أثناء رحلة لها من باريس إلى القاهرة، في 19 أيار/ مايو 2016، يتكهنون بأن سبب الحادثة يعود إلى نشوب حريق في غرفة القيادة، ومن المرجح أنه كان ناجما عن أجهزة لوحية أو
هواتف "آيفون " كانت بحوز الطاقم.
اقرأ أيضا: خبراء فرنسيون: مصر غير جادة بتحقيق سقوط طائرتها وتستهزئ بنا
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تعيين خبراء مختصين في هذه الأجهزة، فضلا عن تكليف ثلاثة خبراء في الطب الشرعي. ونظرا لأن طبيعة مهمة هؤلاء الخبراء استثنائية، كتب القضاة في وثيقة مؤرخة في 17 أيار/ مايو، أنه "بناء على الطابع التقني المعقد لهذه المهمة"، اخترنا نخبة من المتخصصين الذين لم تكن أسماؤهم مدرجة على قائمة خبراء وزارة العدل.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضاة قاموا بتعيين مهندس أبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، ومختصا في الحالة الصلبة من وزارة الدفاع، ومهندسا متخصصا في مجال الطاقة وخاصة في البطاريات، كان يعمل سابقا في وزارة الدفاع الفرنسية. وتتمثل مهمة هؤلاء الخبراء في البحث عما إذا كانت لهذه الأجهزة وبطارياتها علاقة بالكارثة التي لحقت بطائرة مصر للطيران. وقد طلب من هؤلاء الخبراء إجراء اختبارات خاصة على أجهزة لوحية من الجيل الثالث من نوع "أ-1455" وثلاثة أجهزة "آيفون 6" مستعملة وجديدة.
وذكرت الصحيفة أن الخبراء في إطار هذا التحقيق؛ سيعملون على محاكاة ما حدث في قمرة القيادة، من خلال افتعال حريق بهدف تقدير الإشعاع الحراري المنبعث من النار، وتحليل مكونات البقايا الناتجة عن عملية الاحتراق والدخان المتصاعد. ومن خلال هذا الاختبار، الذي سيكون مصورا لتسجيل جميع تفاصيله، سيبحث الخبراء في ما إذا كانت الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قابلة للاشتعال بصفة تلقائية.
وفي حال أثبت الخبراء صحة هذه الفرضية، سيتحتم عليهم الكشف عن العوامل المساعدة في اندلاع الحريق، ومدى سرعة انتشاره في مثل هذه الظروف. وفي نهاية المطاف، يجب عليهم معرفة ما إذا كانت عملية احتراق هذه الأجهزة قادرة على أن تُفقد الطيارين السيطرة على الطائرة نتيجة الاختناق.
وبينت الصحيفة أن هؤلاء الخبراء مطالبون بتقديم تقرير مفصل في موعد أقصاه مطلع شهر أيلول/ سبتمبر.
وجاء هذا التحقيق في أعقاب البحث المضني عن دلائل تفسر ما حدث في قمرة القيادة قبل وقوع الكارثة. وفي إطار هذا التحقيق، كشفت شرطة النقل الجوي عن وجود أجهزة من صنع شركة آبل، استنادا للكاميرات المتواجدة في قمرة قيادة الطائرة، وجهاز الماسح الضوئي.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أحد المطلعين على ملف هذه القضية قوله "إن السبب الذي يقف وراء حدوث هذه المأساة من المرجح أن يكون في توصيل هذه الأجهزة بالمقابس الكهربائية التي توجد خلف مساعد الطيار".
وأوردت الصحيفة رد شركة آبل على التحقيقات الجارية، مؤكدة أن شرطة النقل الجوي لم تتصل بها، ولم تطلب منها المساعدة في التحقيق الجاري بشأن هذا الحادث المأساوي. وقالت آبل أيضا: "لم نطلع على أي تقرير حول هذه الحادثة، ولكننا نؤكد أنه لا يوجد أي دليل يكشف مسؤولية أجهزة آبل في سقوط هذه الطائرة".
وأضافت شركة آبل: "نحن في خدمة المحققين في حال أرادوا الحصول على أي استفسارات. ونؤكد أننا نقوم باختبار منتجاتنا لضمان توافقها مع معايير السلامة الدولية قبل عرضها في الأسواق".