طرح الدكتور
عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس محمد مرسي، عدّة أسئلة بشأن الضربة الجوية للجيش المصري على الأراضي الليبية وقصف مدينة "درنة"، في أعقاب حادث
المنيا، الذي راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين من المسيحيين.
وتساءل "دراج" - عبر "الفيسبوك" اليوم- : "كيف توصلت أجهزة الأمن المصرية إلى مسؤولية من كان في موقع درنة بعد الحادث بساعات قليلة قبل أن تتوصل إلى مرتكبي الجريمة أنفسهم أو تعلن حتى عن اسم واحد منهم؟".
وأضاف: "ما هي علاقة التنظيم الذي تم تحويله للمحاكمة باسم (ولاية الصعيد) الذي يشمل 66 إرهابيا بهذه العملية؟ وما هي علاقته بدرنة؟ أليس من المنطقي أن تتجه الأنظار لهذا التنظيم أولا، خاصة أنه لم يتم القبض على عدد من أعضاء التنظيم الـ 66 الذي أعلنت عنه السلطات حتى الآن؟".
اقرأ أيضا: 4 مؤشرات تكشف حقيقة ضرب السيسي لدرنة الليبية
وفي 16 أيار/ مايو الجاري، أحالت النيابة المصرية، 66 شخصا (43 متهما حضوريا، و23 ما زالوا هاربين) إلى المحاكمة بتهم منها "تشكيل خلية إرهابية تتبع تنظيم الدولة"، أطلقوا عليها اسم "تنظيم ولاية الصعيد (جنوب)، وتعمل في نطاق 6 محافظات (لم يتم تحديدها)".
كما تساءل "دراج" الذي يتولى رئاسة المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية،:"إذا كانت السلطات المصرية على علم بوجود علاقة مؤكدة بين ما قامت بضربة في درنة وبين تدريب ودعم
الإرهابيين، لماذا لم يتم استهدافه بشكل استباقي وليس بعد حدوث الجريمة الإرهابية؟".
وتابع: "إذا اتجهت أصابع الاتهام من السلطات لتنظيم الدولة، وأعلن التنظيم فعلا عن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، ألا تعلم السلطات المصرية أن ما استهدفته باسم مجلس شورى مجاهدي درنة هو من أعدا أعداء تنظيم الدولة، وكان له دور هام في إخراج تنظيم الدولة من هذه المنطقة؟ فما هو سبب استهدافه إذن؟".
وأردف: "هل يعني ذلك أن هذا الاستهداف كان حقيقة لمصلحة خليفة حفتر - كما يقول بعض المحللين- استغلالا للحدث المأساوي الذي تعرض له الأخوة
الأقباط؟ وأين هي موافقة البرلمان المصري على توجيه ضربة عسكرية خارج أراضي مصر كما ينص الدستور؟".
واختتم "دراج" تساؤلاته التي وصفها بالمشروعة قائلا: "ما الذي يهدف إليه السيسي بالاستنجاد بترامب في كلمته؟ هل هذه دعوة للتدخل العسكري الخارجي في مصر؟.. هذه أسئلة مهمة تبحث عن إجابة، فمن يملك الإجابة عنها أو حتى عن أحدها فليفدني يرحمه الله".
وكان
الجيش المصري قد أعلن، الجمعة، تنفيذه ضربة جوية مركزة ضد تجمعات ممن وصفهم بالعناصر الإرهابية بالأراضي الليبية بزعم تورطهم في الحادث الذي وقع الجمعة في محافظة المنيا، مؤكدا أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة حتى الآن.
ونشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، تامر الرفاعي، مقطع فيديو يظهر لقطات من الضربة الجوية المصرية ضد أهداف ليبية.
وكان رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي قد وجه كلمة إلى الشعب المصري، أمس، في إطار رده على حادث المنيا، قائلا إن "مصر لن تتردد في ضرب معسكرات الإرهابيين في الداخل والخارج".
وقُتل، الجمعة، 28 شخصا على الأقل وأصيب 23 آخرون إثر إطلاق نار على حافلة تقل أقباطا كانت في طريقها إلى أحد الأديرة في محافظة المنيا جنوبي مصر.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالي شهر ونصف من استهداف كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن تنظيم داعش، السبت، تبنيه لحادث المنيا، قائلا- في بيان له عبر تطبيق تليغرام- إن "مفرزة أمنية من جنود تابعين له قاموا بنصب كمين محكم لعشرات الأقباط غربي مدينة المنيا عاصمة المحافظة".