اختتمت في العاصمة
السعودية الرياض القمة العربية الإسلامية الأمريكية بحضور العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعشرات من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية.
وافتتحت القمة بكلمة للعاهل السعودي فالرئيس الأمريكي، في حين اقتصرت باقي الكلمات على العاهل الأردني عبد الله الثاني وقائد نظام الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الاندونيسي ورئيس الحكومة الماليزية.
"إيران رأس الإرهاب"
وفي كملته، بدا واضحا تركيز العاهل السعودي على إيران ودورها في المنطقة، حيث وصف النظام الإيراني بأنه يمثل "رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني"، متهما طهران بـ"التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى وتضرب بالقانون الدولي عرض الحائط وترفض العيش المتبادل".
وأضاف: "لم نعرف إرهابا وتطرفا حتى أطلت ثورة الخمينية برأسها"، مشيرا إلى أن "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون"، واتهم طهران "برفض مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا وبحسن النية واستبدلت ذلك بالإطماع التوسعية والممارسات الإجرامية".
وفيما يتعلق بمسألة "الإرهاب"، أكد الملك سلمان أن بلاده: "عازمة على القضاء على تنظيم الدولة وكل التنظيمات الارهابية"، وأنه "لن نتساهل في محاكمة أي شخص يمول الإرهاب (..) نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف (...) والعمل على مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه ومصادر تمويله".
وبشأن قضايا المنطقة الأخرى، شدد العاهل السعودي أنه "يتعين على الجميع العمل من أجل حل أزمة سوريا بما يضمن وحدة أراضيها"، مضيفا أن "حل القضية الفلسطينية مطلب عادل وضروري".
بدوره أبدى الرئيس انسجاما كبيرا مع الرؤية السعودية لإيران، واتهمها بأنها "مسؤولة عن الإرهاب في سوريا والعراق واليمن بنشر مليشياتها"، داعيا إلى "العمل من أجل عزلها متهما إياها بإذكاء "النزاعات الطائفية والإرهاب".
وقال ترامب إن إيران "تمول التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة"، مستدركا: "لديها (إيران) تاريخ عريق لكن شعبها يعاني من قيادات متهورة"، مشيرا إلى أن "نظام الأسد ارتكب جرائم لا توصف بدعم من إيران".
"الإرهاب والتطرف الإسلامي"
وتطرق الرئيس الأمريكي لرؤيته بشأن "الإرهاب والتطرف" بالإشارة إلى أن "هدفنا أن نشكل تحالفا للشعوب حتى نتخلص من التطرف"، والرؤية الأمريكية هي رؤية للسلام والأمن والرخاء في الشرق الأوسط والعالم"، داعيا الزعماء العرب والمسلمين إلى "تحمل مسؤوليتهم في مواجهة التطرف".
كما قال ترامب إن "على الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها أن تقود عمليات مكافحة التطرف"، مضيفا أن "المستقبل الأفضل لن يكون ممكنا إلا أذا أخرجت دولكم الإرهابيين..أخرجوهم من أماكن العبادة عندكم، أخرجوهم من مجتمعاتكم".
وأضاف أن هذه معركة بين من سماهم "المجرمين الهجميين الذين يسعون إلى القضاء على الحياة الإنسانية، والأشخاص الجيدين من جميع الأديان الذين يسعون إلى حمايتها، هذه معركة بين الخير والشر"، متابعا: "هذا يعني بصراحة مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والإسلاميين والإرهاب الإسلامي بكافة أشكاله".
كما لوحظ إدراج الرئيس الأمريكي لحركة حماس ضمن الجماعات الإرهابية "داعش والقاعدة وحزب الله"، عندما قال: إن "95% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين، مضيفاً أن الإرهابيين لا يعبدون الله، بل يعبدون الموت(..) يجب محاسبة المنظمات الإرهابية ومن بينها داعش وحزب الله والقاعدة وحماس".
العاهل الأردني والسيسي
العاهل الأردني الذي تحدث بعد ترامب، تناول في كملته موضوع "الإرهاب"، وأكد أن "علينا جميعا أن نقف صفا في وجه الإرهاب (..) الإرهابيون لا يعيشون على هوامش الإسلام بل إنهم خوارج عنه".
كما لفت العاهل الأردني إلى ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن "القدس هي ساحة التقاء الأديان التوحيدية الثلاثة، وترك مشكلة القدس دون حل سيكون له نتائج كارثية".
من جهته استغل زعيم الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، كلمته في القمة للحديث عن ما قال إنها إنها إنجازات لنظامه في محاربة الإرهاب، حيث طرح في كلمته ما قال إنها عناصر أربعة لـ"مواجهة الإرهاب"، موضحا أن "الحديث عن مواجهة الإرهاب لا يمكن اختزاله في تنظيم واحد أو اثنين".
وأضاف السيسي: "مصر تخوض بشكل يومي حربا ضروسا ضد الإرهاب في شمال سيناء ونحقق فيها تقدما مستمرا وملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية".
المركز العالمي لمواجهة التطرف
وفي اعقاب اختتام القمة، افتتح العاهل السعودي والرئيس دونالد ترامب "المركز العالمي لمواجهة الفكر المتطرف-اعتدال"، والذي يتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا له، ويهدف إلى "صناعة إعلام ومحتوى محترف لنشر الاعتدال لمكافحة الفكر الذي لا يمت للإسلام بصلة".
وشارك زعيم نظام الانقلاب عبد الفتاح السيسي في مراسم افتتاح المركز، حيث أعلن عن إنشاء المركز في كلمة ألقاها الملك سلمان في افتاح فعاليات القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض.