وصل رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي إلى
الكويت، الأحد، في مستهل جولة خليجية تشمل البحرين وتستغرق ثلاثة أيام، في وقت تستقبل فيه الكويت، بعد غد الثلاثاء، الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في
زيارة مماثلة، لكنها تختلف في الأهداف والرؤية السياسية والاقتصادية، وفق مراقبين.
واعتبر محللون مصريون أن جولة السيسي تستهدف تهيئة الأجواء للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب للسعودية، تنفيذا لـ"صفقة القرن" التي أشار إليها في لقائه بالأخير في واشنطن، مما يعني تغييرا استراتيجيا مرتقبا للمنطقة بأكملها.
ومن جهته، يزور الرئيس التركي، الكويت، بحثا عن تعاون سياسي واقتصادي أقوى، ويشارك في وضع الحجر الأساس لمشروع المطار الجديد، الذي فازت بعقد إنشائه شركة تركية، وفق محللين أتراك.
كيف يرى الكويتيون الزيارات؟
لخص نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، المشهد، في تصريحات أدلى بها، إلى صحيفة "الجريدة" الكويتية، قال فيها إن زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية ستشهد مناقشة ملفات عدة بالمنطقة، وعلى رأسها الوضع السوري، والاحتقان في العلاقات الخليجية- الإيرانية، والوضع في العراق، والتطورات الأخيرة باليمن.
ووصف "الجار الله"، الزيارة بـ"التاريخية"، مؤكدا أنها تعبر عن الاهتمام الكبير للإدارة الأمريكية الجديدة بالتفاعل مع الدور المحوري لدول مجلس التعاون، في إطار التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، والمنظمات الإرهابية الأخرى، وتعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وفق قوله.
وعن زيارة الرئيس التركي للكويت، أكد الجار الله أنها تُعد مؤشرا إيجابيا على تنامي العلاقات بين البلدين، منذ زيارة الشيخ صباح الأحمد لتركيا في آذار/ مارس الماضي، التي فتحت آفاقا أوسع لتعزيز التعاون والتنسيق سياسيا وعسكريا وثقافيا، ومجالات أخرى تهم البلدين.
وبالنسبة لزيارة السيسي، أوضح الجار الله، أنها تأتي في إطار العلاقات الأخوية المتبادلة، وحرص المسؤولين في البلدين على التنسيق والتشاور بما يحقق مصلحتيهما، ويعزز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة والبلدان الشقيقان، حسبما قال.
السيسي في الكويت
وبمجرد وصوله إلى مطار الكويت، الأحد، دارت مُباحثات ثنائية جانبية بين السيسي والشيخ صباح الأحمد، في المطار، على أن تعقبها جلسة مباحثات لاحقة بين الجانبين.
السر "صفقة القرن"
وتناول خبراء وإعلاميون مصريون الزيارة بأوصاف وتحليلات متقاربة.
وأكد الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، في تصريحات صحفية، أن زيارة السيسي للكويت والبحرين، ترتكز في الأساس على الناحية السياسية فقط، مشيرا إلى أن محور الحديث بين السيسي وأمير الكويت هو عن كيفية تنفيذ "صفقة القرن" التي أشار إليها السيسي خلال زيارته لأمريكا، وفق قوله.
ورأى المحلل السياسي، جمال أسعد، أن توقيت زيارة السيسي للكويت والبحرين بعد أيام من زيارته للإمارات، إضافة إلى زيارته لأمريكا في نيسان/ أبريل الماضي، وزيارة أبو مازن لمصر، كلها تمهد الطريق لزيارة ترامب المقبلة إلى السعودية، التي أعلنت أمريكا أنها ستكون تاريخية، مما يعني تغييرا استراتيجيا مرتقبا للمنطقة بأكملها استعدادا لمواجهة الإرهاب"، على حد تعبيره.
وأكد الخبير السياسي، محمد البحيري، أن الكويت تؤدي حاليا دور الوسيط بين دول الخليج وإيران، مشيرا إلى أن زيارة السيسي للكويت رسالة رسمية لإيران، في وقت تحالف فيه أردوغان مع روسيا وإيران التي تشكل كل منها عدوا استراتيجيا للخليج.
وأردوغان في الكويت.. لماذا؟
يأتي ذلك فيما يزور الرئيس التركي، الثلاثاء، أيضا، الكويت، التي تقيم معها تركيا واحدة من أهم شراكاتها في منطقة الشرق الأوسط، بحسب وصف وكالة أنباء "الأناضول" التركية، التي نقلت عن خبراء أتراك تأكيدهم أن زيارة أردوغان تكتسب أهمية نظرا للدور الذي توليه تركيا للكويت، من ناحية الاستقرار والأمن، ورغبة أنقرة في تعزيز علاقات البلدين بمجالي الطاقة، والصناعات الدفاعية.
وقال مدير وحدة السياسات الاجتماعية بمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التركي (سيتا)، محي الدين أطامان: "إن "دول الخليج هي الجهة الوحيدة التي يمكن لتركيا التعاون معها في القضايا الإقليمية، وزيارة أردوغان للكويت تأتي في إطار الحصول على دعم من الأخيرة حيال القضايا الإقليمية".
وأعرب أطامان عن اعتقاده بأن العلاقات الاقتصادية، "ستفرض ثقلها على مباحثات أردوغان مع المسؤولين الكويتيين، فضلا عن العلاقات السياسية".
وأشار إلى أن الزيارة ستكون بمثابة "تتويج الجولة الخليجية التي أجراها أردوغان للخليج في شباط/ فبراير الماضي، وشملت السعودية والبحرين وقطر".
وتوقع أطامان أن يأخذ الشأن السوري نصيبه من مباحثات الرئيس التركي مع القادة الكويتيين، قائلا: "ستسعى أنقرة للحصول على دعم الكويت حيال إنشاء مناطق آمنة في سوريا، ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي".
ومن جانبه، قال الأستاذ بجامعة مرمرة، رمضان غوزن: إن "مجلس التعاون الخليجي أحد أهم شركاء أنقرة، وتركيا تبدي اهتماما بالتعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة".
وموضحا أن "تركيا وقفت إلى جانب الكويت خلال فترة الغزو العراقي لها (1990)"، قال إن البلدين "يمتلكان تعاونا وثيقا في المجال العسكري، وإن التوجه السياسي الخارجي لتركيا للمنطقة يهدف إلى تصدير صناعاتها الدفاعية، التي تكتسب قوة يوما بعد يوم، وفق قوله.
وأكد أن تركيا والكويت، "تتشاركان القلق نفسه إزاء التوسع الإيراني في المنطقة، خصوصا عقب اندلاع الأزمة السورية".
وبدوره قال الأستاذ بجامعة غازي في أنقرة، محمد عاكف أوقور إن "الكويت تقع في منطقة جيوسياسية مهمة، فضلا عن أنها إحدى أهم البلدان المصدرة للبترول، وفي الفترة الأخيرة نرى دولا عدة تسعى لإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان، في مسعى منها لأخذ دور في تقلبات محتملة بدول الخليج".
وأردف: "تركيا بدورها انضمت لقافلة تلك البلدان عبر قواعد عسكرية أسستها في قطر".