بدأ بعض رجال الأعمال في
الموصل إعادة تشييد بنايات متضررة يملكونها دون انتظار دعم مالي من الحكومة
العراقية التي تعاني من أزمة مالية أو حتى هزيمة تنظيم الدولة في المدينة بشكل نهائي.
وقال رافع غانم الذي يملك متجرا لقطع غيار السيارات في الشطر الشرقي من المدينة: "إذا انتظرنا الدعم قد يستغرق الأمر وقتا طويلا".
وتسببت ضربة جوية في كانون الثاني/يناير في تهدم بناية مكونة من طابقين تضم متجرا وعشرات المتاجر الأخرى وحولتها إلى كومة من الأنقاض وأسياخ الصلب الملتوية.
واستعادت القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل في كانون الثاني/ يناير بعد 100 يوم من القتال. وتقاتل القوات الآن تنظيم الدولة في الأحياء الواقعة غربي نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين.
وقال غانم إنه و25 رجل أعمال آخرين يستأجرون محلات في البناية اتفقوا على تقديم مساهمة مالية لمساعدة مالك البناية في إزالة الأنقاض وإعادة بناء الطابق الأول.
بدأت إعادة البناء يوم 11 نيسان/ أبريل ويأمل غانم في العودة إلى العمل خلال ثلاثة أشهر أو أربعة.
وقال إن "الانتظار لا يفيد لأن من المتوقع ارتفاع أسعار مواد البناء مع زيادة عدد مشروعات إعادة
الإعمار قيد التنفيذ مما سيعزز الطلب على الصلب والأسمنت".
وتعرضت المدينة التي استولى عليها تنظيم الدولة عام 2014 لدمار واسع النطاق حيث تهدمت مئات المنازل والمباني العامة كليا أو جزئيا ومن بينها المطار ومحطة السكك الحديدية الرئيسية والجامعة.
وانخفضت أسعار الأسمنت والصلب بشدة منذ هزيمة التنظيم في شرق الموصل حيث أعيد فتح الطرق الواصلة إلى بقية أنحاء العراق وتركيا مما سمح باستئناف وصول الإمدادات.
وقال مستورد يدعى سيف إبراهيم إن "سعر الطن المتري من الأسمنت كان يصل إلى 350 ألف دينار عراقي تساوي نحو 300 دولار بعد استيلاء التنظيم على المدينة قبل نحو ثلاثة أعوام"، مضيفا أن "سعره الآن بين 80 و90 ألف دينار".
ولا يوجد خيار آخر لغانم سوى إعادة البناء في المدينة التي تجاوز عدد سكانها قبل الحرب مليوني نسمة، وقال: "نعيش في هذه المدينة ولابد أن نعيد بناءها".