تناول صحفي لبناني "شيعي" أبعاد وخلفيات انتقال الخطاب
الإيراني إلى "عصر الظهور"، في إشارة إلى علامات ظهور "المهدي المنتظر".
الصحفي علي الأمين، قال إن الخطاب الإيراني يعتمد على الأيديولوجيا في ليّ عنق الواقع، موضحا أن أزمة إيران وحزب الله تبرز في التخلي عن خطاب "النصر الإلهي"، والتراجع إلى خطاب "عصر الظهور".
وأضاف أن "
حزب الله عندما يكون في حالة زهو وانتصار، لا نجده يتحدث عن قرب ظهور الإمام المهدي، بل نجده يبالغ في الحديث عن الانتصارات الإلهية، أما عندما يكون في وضعية غير مريحة أو في حشرة استراتيجية نجده يستحضر خطاب (المهدوية) وعصر الظهور".
وأرجع علي الأمين جميع هذه المتغيرات والأزمات، التي يمر بها حزب الله بالذات، إلى مشاركته في الحرب على الثورة السورية.
وتابع بأن الحزب يحيل أسئلة الفشل والتدمير إلى روايات دينية يجري استحضارها لغاية الهروب من المسؤولية.
وقال إن علي سعيدي، ممثل علي خامنئي لدى الحرس الثوري، أكّد في تصريحات أنّ "الثورة الإسلامية هيأت الساحة لظهور الإمام المهدي، وتعدّ المرحلة الأخيرة قبل ظهوره".
وأضاف الأمين على لسان سعيدي: "لكن، هناك طرفان يعملان على منع ذلك، هما أمريكا من جهة، والليبراليون والعلمانيون في إيران من جهة ثانية".
علي الأمين قال إن خطاب سعيدي يجد صداه في لبنان، ويضاف إليه أحد الكوادر القيادية التوجيهية داخل حزب الله، الشيخ مالك وهبة، الذي نشر على صفحته قبل يومين صدى لممثل خامنئي (أراجع تاريخنا منذ بدء عاشوراء فلا أجد، ومن دون أي مبالغة، زمانا أفضل من زماننا على مستوى تهيئة الظروف الفضلى لاستقبال الإمام الحجة وظهوره. لقد احتاج الأمر إلى ما يزيد على ألف وثلاثمئة عام كي تتهيأ مثل هذه الأمة ومثل هذه الظروف. وأقول: سيدي يا صاحب الزمان إن لم يكن، سلام الله عليك، هذا هو أوان الظهور، فمتى يكون؟)".
وزعم ممثل خامنئي بأنه في حال عدم ظهور المهدي في زماننا هذا، فإن ظهوره سيتأخر ألف عام.
الكاتب الصحفي علي الأمين، فسر هذه التغيرات بأنه "عندما يتم استحضار خطاب العقيدة المهدوية ويتقدم، فهو في غالب الأحيان يأتي استجابة لقلق لدى القاعدة الشعبية للسلطة التي تستخدمه وتستثمره".
وأضاف أن "العقيدة المهدوية وظيفتها اليوم بمعيار الأيديولوجيا الإيرانية أن تعالج هذا القلق وتخفف منه، (المهدوية) هي عقيدة يجري استخدامها اليوم من قبل هذه الأيديولوجيا، كما استخدمتها سلطات سابقة في التاريخ، أي استحضار المستقبل بغاية مصادرة الحاضر، الذي لا تجد هذه السلطات إجابات على تحدياته إلاّ بالذهاب إلى الطوباوية)".
وقال إن تدمير
سوريا والعراق واليمن يعد أحد مؤشرات ظهور المهدي لدى الإيرانيين، ويتم تدعيم ذلك بروايات مشكوك بصحتها من قبل الفقهاء.