أطلقت الشهر الماضي، مبادرة تدعو إلى توحيد فصائل
المعارضة السورية من أربعة بنود، وثمنت قوات
سوريا الديمقراطية المبادرة وأعلنت استعدادها للانضمام لفصائل المعارضة، لكن تعامل الأكراد مع النظام السوري وروسيا ومؤشرات أخرى على الأرض، يدعو إلى التساؤل حول مدى جدية هذا الاستعداد.
وتتضمن "المبادرة الوطنية" التي أطلقها ناشطون وسياسون، الشهر الماضي، بغية الوصول إلى توحيد فصائل العارضة السياسية والعسكرية، بدون النظر إلى التمايز القومي والديني والمذهبي، أربعة بنود رئيسية وهي: التشديد على تفكيك النظام السوري ومنظومته الأمنية، وضمان وحدة البلاد والتراب السوري، وكذلك التعهد بمحاربة التنظيمات المتطرفة، والعمل على التخلص من الأجندات الإقليمية والدولية لمصلحة البلاد.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد ثمنت يوم الاثنين جهود القائمين على المبادرة، معتبرة البنود بأنها "أرضية مناسبة يمكن البناء عليها".
وأكدت في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه، استعدادها لبذل الجهود وتقديم ما يلزم في هذا الإطار، وأضافت "أن إغناء هذه الرؤية من شأنه خلق بناء جامع لكل السوريين الديمقراطيين والوطنيين الحقيقيين على كل الجغرافيا الوطنية السورية، لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية (فيدرالية) لكل السوريين".
وشكك عدد من المراقبين والمتابعين للشأن السوري، بجدية إعلان قوات سوريا الديمقراطية، استعدادها البحث في المبادرة وتثمينها.
وردا على ذلك اتهم العقيد هيثم العفيسي قائد "اللواء51"، قوات سوريا الديمقراطية بارتكاب العديد من الأخطاء، والتعامل مع النظام، وكذلك طعن الثوار الذين لم يبادروها العداء، على حد قوله.
ودعا قوات سوريا الديمقراطية، إلى اتخاذ بوادر حسن نية، قبل الحديث عن استعداها التوحد مع المعارضة، من بينها الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالقوة مستفيدة من الدعم الأمريكي والروسي والإيراني.
وتابع العفيسي: "ومن بعد ذلك فليس لدينا مانع من الحوار معها"، مستدركا: "لكن باعتقادي فإن هذا الإعلان يأتي بهدف تضليل الرأي العام السوري".
وكشف العفيسي لـ"
عربي21"، عن أن المعارضة بصدد الإعلان عن موقفها من المبادرة، مشددا على حرص المعارضة على تلقف كل ما يجمع السوريين.
من جانبه، شكك المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر السورية، بإعلان قوات سوريا الديمقراطية عن استعدادها التوحد مع المعارضة.
وقال مضر الأسعد في تعليقه على البيان: "إن الجرائم التي ارتكبتها وحدات حماية الشعب التي تشكل القوة الضاربة في قسد، وذلك في كل من الحسكة والرقة وحلب جرائم إرهابية".
وتابع الأسعد في تصريحات خاصة لـ"
عربي21": "إن ما تقوم به هذه القوات إنما هو مراهقة سياسية لا أكثر، وهي تحاول تمرير الأكاذيب على الشعب السوري، الذي بات مقتنعا بعمالتها لجهات خارجية".
من جانب آخر يرى الأسعد، أن قوات سوريا الديمقراطية "لا تملك قرارها، وإنما هو بيد القادة الأكراد الأتراك، الذين ينسقون مع إيران".
وقال: "إن هؤلاء القادة يمارسون "التقية"، وإذا كانوا فعلا يريدون العودة إلى الشعب السوري، فلا بد من رد المظالم لأهلها وإعادة المهجرين العرب والسريان إلى ديارهم في الحسكة والرقة وحلب، وفك ارتباطهم بالخارج، والأهم أن يعلنوا أنهم مع إسقاط النظام".
وأضاف قائلا: "حتى على المستوى الكردي، فهم اعتقلوا كل من وقف إلى جانب الثورة السورية".
بالمقابل، رحب قيادي عسكري بالمعارضة بإعلان قوات سوريا الديمقراطية، مشيدا بما وصفه بـ"الحس الوطني" الذي يحمله البيان.
وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، خشية تعرضه لحملات التخوين، كما يعتقد: "لقد وقعت الفصائل في بعض الأخطاء التي تعتبر مآخذ على قوات سوريا الديمقراطية، ومستقبلنا كسوريين يفرض علينا قبول الآخر على اختلافه".
لكن وبالرغم من ذلك، استبعد القيادي حصول توافق بين المعارضة و قوات سوريا الديمقراطية، مرجعا ذلك إلى "تناحر الأطراف الدولية الداعمة للجانبين، إلى اختلاف المشاريع والرؤى لتلك الدول".
ومن الجدير بالذكر، بأن هناك أسماء بارزة وقعت على المبادرة، من بينهم البرلماني السوري السابق محمد حبش، والعميد المنشق عن النظام أحمد رحال.